عميد الأدب العربي.. نور يضيء معرض الكتاب.. ومؤلفات طه حسين تتصدر
في خطوة مفاجئة طرحت الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة متنوعة من كتب وأعمال عميد الأدب العربي طه حسين، ضمن إصداراتها وفي طبعة جديدة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، حيث حددت 12 عنوانًا للأديب الراحل لطرحهم من خلال إدارة النشر بالهيئة.
ومن أبرز العناوين التى طبعتها قصور الثقافة لعميد الأدب العربى كل من: «مرآة الإسلام، نقد وإصلاح، من لغو الصيف إلى جد الشتاء، مع أبى العلاء فى سجنه، صوت أبى العلاء، ألوان، فى الشعر الجاهلى، مرآة الضمير الحديث، كلمات، خصام ونقد».
وشهدت أعمال طه حسين إقبالا جماهيريا كبيرا من زوار وجمهور معرض القاهرة للكتاب، حيث أعاد طباعة الأعمال الحديث من جديد عن قيمة عميد الأدب العربى وضرورة تعريف الأجيال الجديدة بالتراث ورموز الفكر والثقافة المصرية عبر تاريخها الطويل.
ويقول الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى فى جامعة حلوان، أن إعادة طبع أعمال عميد الأدب العربى تعتبر خطوة مهمة للغاية وهو أحد رموز التنوير المصرى وصاحب المذهب العلمى والتفكير وتتجلى فى كتاباته قيم العقلانية والتنوير.
وأضاف «السروي» أن إعادة طبع أعمال طه حسين، تؤكد وتثبت أنه لا يزال موجودا بيننا فى العصر الحالى، ولا يمكن أن ننسى أفكاره وكتاباته سواء ما جاء فى كتب: «فى الشعر الجاهلى، حديث الأربعاء، الفتنة الكبرى»، وغيرها سواء ما يتعلق بالتاريخ الإسلامى أو رواياته أو أعماله الإبداعية وهو يتمتع بالقيمة الرفيعة فى الأدب العربى الحديث.
وتابع: «أن تباع أعمال طه حسين بسعر بسيط لعامة القراء تعد ضربة مهمة وسبيلا قويا لتوصيل فكر ذلك الرجل لهؤلاء المحتاجين إليه وخاصة شباب القراء الذى لا يمتلكون القوة الشرائية بسبب التكلفة الكبيرة لهذه الأعمال»، موضحا أن إيصال كتابات طه حسين للمواطنين بسعر منخفض إنجاز كبير يحسب لقصور الثقافة وللقائمين عليها.
وأوضح أستاذ الأدب العربى أن مسألة إعادة طبع أعمال كاتب تعنى الاعتراف بأهميته وقيمته فى المجتمع، قائلا: «ويعد أيضًا رسالة للقارئ تتمثل فى كوننا نقدم لك ما يمثل قيمة وأفكار معينة، ومن ناحية ثانية تؤكد أن هؤلاء الكتاب لم يتم نسيانهم ونوع من أنواع العرفان الجميل لهم ولقدر ما قدموه».
وأردف: «ومن ناحية ثالثة يقدم نموذج لكيفية التعامل مع الكبار من حيث إن أى ثقافة عظيمة مهمتها الأساسية الاحتفاظ برموزها.. وهؤلاء الرموز هم من جعلوا هذه الثقافة ملء السمع والبصر ولولا هؤلاء الرموز ما كانت الثقافة المصرية فى هذه المكانة.. وأغلب العرب يدينون للثقافة والفكر المصرى بالكثير».
الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث بكلية الآداب، أكد أن إعادة طبع أعمال طه حسين تستجيب لدعوة عميد الأدب العربى نفسه بأن يكون العلم والمعرفة متاحا للجميع وفى متناول جميع المواطنين.
وتابع: «أتصور أن هذه الخطوة التى قامت بها الهيئة العامة لقصور الثقافة خطوة عظيمة وكتب طه حسين العديدة التى نشرت فى هذا الإصدار مهمة من تجربته الواسعة وتتصل بمشروعه العظيم الذى حاول خلاله أن يقدم تصورات كبيرة القيمة تستطيع أن ترتقى بالثقافة المصرية والمجتمع المصرى.. وتجيب عن أسئلة رئيسية ترتبط بالهوية المصرية والعلاقة بيننا وبين الغرب وبتراثنا أيضا».
وأشار أستاذ الأدب العربى إلى أن مسعى قصور الثقافة فى طرح إصدارات حديثة من أعمال طه حسين مسعى عظيما يستحق كل التقدير عليه، قائلا: «من المؤكد أن هذه الكتب ستصل إلى دوائر واسعة من القراء وتؤثر فيهم وهو الطموح الذى ظل طه حسين يسعى إليه طوال حياته».
فى السياق ذاته أوضحت الكاتبة فاطمة ناعوت أن عميد الأدب العربى طه حسين نسج قيمة وقامة فكرية كبيرة لا يأتى مثلها كثيرا قائلة: «عشرين جيل يأتى شخص زى طه حسين قامة تنويرية عز نظيرها فى كل الدنيا».
وأكدت «ناعوت»: كتابات عميد الأدب العربى تستحق أن توضع فى المناهج التعليمية والدراسية حتى تعرف الأجيال الجديدة قيمة الهوية المصرية وموقعنا بين دول العالم، والذى تم الزج به فى المكان الخطأ واكتسبنا صفات لا تشبهنا وعندئذ نعرف بناء الفكر وأعمال المنهج العقلى السليم.
نقلًا عن العدد الورقي…،