رئيس التحرير
عصام كامل

كريستيان ساينس مونيتور: "النور" مات إكلينيكا وفقد شعبيته.. الحزب في طريقه للعودة إلى الدعوة بعد فشله سياسياً..الجيش استعان به كقوة إسلامية للإطاحة بالمعزول


نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية تقريرا عن دور حزب النور السلفي في الحياة السياسية بعد سقوط الرئيس المصري "محمد مرسي".

ومضت الصحيفة تقول: "في البداية، دعم حزب النور فكرة الإطاحة بالمعزول (محمد مرسي) من أجل دور أكبر في الحياة السياسية لأنه الحزب الإسلامي الوحيد المشارك في الفترة الانتقالية الجديدة ولكن هذه الخطوة أثارت نفور أنصار الحزب السلفي بعد أن توقعوا تعديلات دستورية ربما تحظر الأحزاب السياسية المبنية على أسس دينية".

ولفتت الصحيفة إلى أن قاعدة "النور" الشعبية انخفضت حتى وصلت إلى الحضيض بعد أن انطلقت القوات المسلحة في حملة قمع مكثفة ضد جماعة الإخوان المسلمين وقادة التيار الإسلامي، مما دفع الحزب لاتخاذ قرار بالانسحاب من دعمه لخارطة طريق القوات المسلحة.

ومع دعوة وزير الدفاع "عبدالفتاح السيسي" جماهير الشعب بالنزول إلى الشوارع من أجل تفويض الجيش لمحاربة الإرهاب في إشارة إلى الإخوان المسلمين، بات حزب النور في موقف لا يحسد عليه وفي موضع مخزٍ وغير مستقر.
والآن، قرر حزب النور عدم المشاركة في أي مظاهرات سواء التي دعت إليها جماعة الإخوان أو تظاهرات دعم الجيش.

ومن جانبه، قال "خليل عناني" باحث في التيارات الإسلامية في جامعة دورهام ببريطانيا "إن حزب النور يلعب لعبة محفوفة بالمخاطر ومن شأنها أن تأتي بنتائج عكسية عليهم، فمن ناحية، دعموا عزل مرسي، على أمل أن يحلوا محل الإخوان في الحياة السياسية، ومن ناحية أخرى، فقدوا مصداقيتهم ورأهم الجمهور ككيان انتهازي."
ولفتت الصحيفة إلى أن مشاركة حزب النور في العملية سمحت للجيش بالقول أن الإطاحة بالرئيس "مرسي" لم يستهدف الإسلاميين، ولكن الآن بعد أعمال العنف وإراقة الدماء، يسعى "النور" إلى العمل كوسيط للخروج من الأزمة في محاولة للتسوية بين الجيش والإخوان، ولكن الفشل حتى الآن هو مصير تلك الجهود المبذولة.

ويقول بعض الشباب السلفيين إن الحزب يدفع ثمن سذاجته في شعبيته، ويضيف "إبراهيم خيرالله"- محلل في سوق الأموال- أنه ليس عضوا في حزب النور ولكنه يعتبر نفسه سلفيا ولم يكن من مؤيدي "مرسي" قبل الإطاحة به ولكنه الآن من المحتجين في رابعة العدوية ويؤكد على أن الكثيرين من أعضاء حزب النور في الميدان ويعارضون قادتهم.

وانتهت الصحيفة قائلة من المتوقع قريبا جدا أن يتم حل حزب النور الذي تم تأسيسه من قبل الدعوة السلفية عام 2011 بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك"، ويعود إلى دعوته الدينية ويغادر الحياة السياسية بخيبة أمل.
الجريدة الرسمية