لجنة لنشر الفضيلة والأخلاق فى بروتوكول مصر 1954، ماذا قال المفكرون ورجال الدين عنها
بعد قيام الثورة عام 1952 بأقل من عامين صدر قرار مجلس قيادة الثورة بتشكيل لجنة باسم "لجنة العادات والتقاليد بوزارة الشئون الاجتماعية تكون مهمتها كيفية مراعاة الفضيلة فى جميع نواحى الحياة فى الحفلات الرسمية وفى سفارات الجمهورية العربية المتحدة بالخارج.
وكان أول قراراتها وضع بروتوكول يلزم السيدات بارتداء الملابس الحشمة ومنع الرقص وتقبيل اليد فى المعاملة وعدم تقديم الخمور، وتماشيا مع إلغاء الألقاب فى مصر يحتم إلغاء لقب صاحبة العصمة التى تطلق على زوجات السفراء والأميرات والشخصيات المقيمة بالخارج.
قبل وضع هذا البروتوكول استطلعت وزارة الشئون الاجتماعية التى كان يرأسها الوزير حسين الشافعى آراء بعض المفكرين والكتاب، منهم الكاتبة عائشة عبد الرحمن الشهيرة بـ بنت الشاطئ والأكاديمية الدكتورة سهير القلماوى ورجل الدين الشيخ محمد أبو زهرة، دار الاستطلاع حول كيفية مراعاة الفضيلة والأخلاق الحسنة المتمشية مع الأديان فى المجتمع.
طريقة بدائية للوصول إلى الهدف
قالت الدكتورة سهير القلماوى رئيسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة: عجبت أول الأمر لوجود مثل هذه اللجنة فى الوزارة، وهى اللجنة التى لم اسمع بها والتى كنت أحسب أن مهمتها فى هذه المرحلة هى الدراسة قبل الوصاية، أما التوصيات فكانت مثار عجب أكثر لأنها تدل كثيرا على أن مانراه هذه الأيام على نية طيبة وهدف سام، لكنه بطريقة بدائية للوصول إلى الهدف، والهدف هو تغيير البروتوكول المصرى بما يلائم الإسلام والعروبة، وهذا شيء جميل، وأنا أوافق على منع تقبيل اليد، وبالنسبة للخمر فالأجانب فى مصر ملزمون بتقديم مشروبات خفيفة فى حفلاتهم مراعاة لأهل البلد المسلمون قبل أن توجد هذه اللجنة، أما فى سفاراتنا فى الخارج فواجب الضيافة أن نقدم للضيوف ما يشتهون.
الحس القومي لا يحتاج إلى توصية
وأضافت القلماوى: بالنسبة لملابس السيدات فى سفاراتنا فسيدات السفارة بما فيهن زوجة السفير كلهن على عقل وحس قومى لا يحتاج إلى توصية، أما عادة تقبيل يد السيدات وحذف لقب صاحبة العصمة أسوة بحذف وإلغاء الألقاب فى مصر كلها إلى زوال من تلقاء نفسها.
وقال الشيخ محمد أبو زهرة من علماء الأزهر: هذه الاقتراحات لا يسع مثلى إلا أن يقبلها ويعتبرها أمنية لنفسه قد تحققت، ومنع تقديم الخمور أمر يوجبه الدين والأخلاق، حتى فى الحفلات الرسمية، لكنى أرى أن محافل سفاراتنا لا يجب أن تكون صورة لما ينبغي أن تكون عليه عادات وتقاليد دولة إسلامية، أما وجوب توفر الحشمة فى ملابس السيدات فهذا أمر أوافق عليه لأن ملابس السيدات فى المحافل الرسمية لا يتفق مع الآداب الإسلامية.
وأضاف أبو زهرة: أن تقبيل يد السيدات من الرجال هى عادة أوروبية لا تتفق مع المبادئ الإسلامية، والبعض لا يقر تقبيل اليد نهائيا حتى لو كانت يد الوالد أو الوالدة وهى فى النهاية عادة متخلفة.
الفضيلة لا تفرض بالقانون
وقالت الكاتبة الإسلامية بنت الشاطئ: أن الفضيلة لا تفرض بحكم القانون غير أنى أوثر أن نترك مسألة الزى للسيدات يتصرفن فيها وفق ما تمليه عليهن الظروف والتقاليد فى البيئات المختلفة، وسيداتنا من اللاتى يدعين إلى حفلات رسمية فى مصر أو الخارج هم من الطبقة المثقفة المستنيرة، لذلك إذا خرجت واحدة منهن عن تقاليدنا فيجب لفت نظرها دون الحاجة إلى فرض آداب السلوك بالقانون.
بنت الشاطئ توافق على منع تقبيل اليد
وأضافت بنت الشاطئ: أن البيئات تختلف ولكل منها حكمها، وقد آن الأوان أن ندرك أن الفضيلة لا تفرض فرضا وأن آداب السلوك لا تلتزم بالقوانين ولا بقوة البوليس، أما الخمر وتقبيل يد النساء فإن الحفلات الرسمية يمنع تقديم تقديم الخمر فيها فى مصر والخارج، وأنا أوافق على منع تقبيل اليد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.