رئيس التحرير
عصام كامل

خبير إستراتيجي: "بوتين " يستعيد أمجاد السوفييت في القاهرة


قال الدكتور علاء رزق الخبير الإستراتيجي، أن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى القاهرة خلال الايام القادمة تاتى في إطار المعاملة المتكافئة والمصالح المشتركة بين الدول، وتسعى من خلالها روسيا وريث الاتحاد السوفيتى سابقا إلى استعادة امجادها كما كانت في الخمسينيات والستينيات، في إطار الثنائية القطبية التي احدثت نوعا من التوازن العالمى، انبثق عنها حركة عدم الانحياز التي اسستها مصر والهند ويوغسلافيا لرؤساء دولها على التوالى بدءا بجمال عبد الناصر ونهرو وتيتو لتشمل المجموعة 77 دولة.


وأوضح الخبير الإستراتيجي أن هذه المجموعة ساعدت على احداث استقرار على المستوى العالمى ماكان ليحدث في إطار القطب الواحد، وهو ما يفسر سعى روسيا إلى استعادة مجد الاتحاد السوفيتى في الزعامة الدولية، وسعى دول العالم الثالث المستغلة والمبتزة والمنهوبة ثرواتها وحقوقها إلى الاستقرار في ظل هذا التوازن، لذا اقترنت ارادة مصر مع روسيا في البحث عن الاستقرار والتوازن الدولى سياسيا واقتصاديا وعسكريا للارتباط بروسيا الباحثة عن المجد.

وأضاف أن مصر تسعى من خلال هذه العلاقة على المستوى المحلى إلى توفير حاجتها من القمح والسلاح بالتعاون مع روسيا واوربا الشرقية لكونها أكبر مستورد للقمح في السوق العالمى، بجانب تمتعها بمستوى عال من الجودة في صناعة الاثاث والمنسوجات لتصديرها إلى هذه الدول.

وعلى المستوى الاقليمى، فان مصر تبحث عن أمنها القومى من الناحية الشرقية وخاصة الجبهة السورية، وهو ما يجعل العلاقة مع الاتحاد السوفيتى اَلية جديدة لتخفيف الضغط عن الجيش السوري الذي يمثل توازنا حقيقيا في ظل غياب الجيش العراقى.

بالمقابل تبحث روسيا عن مصر الحليف القوى في الخمسينيات والستينيات لبسط نفودها من خلال مركز مصر العالمي في المنطقة العربية، والأفريقية، وانشاء تحالف يوازى على شاكلته تحالف بغداد، بجانب بسط النفوذ على ثروات البحر المتوسط من خلال مصر التي تبحث عن دور فاعل وقوى ناعمة على الساحة الدولية، ولتكوين المثلث الماسى من مصر وإيران وتركيا، لمواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تسعى إلى تنفيذه الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل.
الجريدة الرسمية