تكليفات رئاسية قوية للحكومة ورسائل مصارحة للمصريين ووفاء للشهداء
شهد الأسبوع الرئاسي عدد من التكليفات للحكومة ورسائل للمصريين حيث اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ووزيرة التضامن الاجتماعي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول "متابعة النشاط الدعوي والمجتمعي لوزارة الأوقاف".
وقد وجه الرئيس بوضع خطة متكاملة لإنشاء مساجد تابعة لوزارة الأوقاف على مستوى كافة محافظات الجمهورية، بحيث تكون جامعة لكافة الأنشطة الدعوية ومقارئ القرآن الكريم، ومنارة لنشر صحيح الدين على امتداد رقعة الجمهورية، مع مراعاة حسن انتقاء مواقعها وتخصيص مساحة مناسبة لها، وذلك إلى جانب رفع كفاءة المساجد الرئيسية الكبرى في كل محافظة.
واستكمالًا لجهود الدولة لنشر الخطاب الوسطي المستنير لصحيح الدين، وترسيخ أسسه السليمة، والتي تجاوز صداها نطاق مصر المحلي، عرض وزير الأوقاف جهود الوزارة من خلال الدورات التدريبية لبعض الأئمة والوعاظ والقيادات الدينية في القارة الأفريقية، وذلك بهدف نشر ثقافة لغة الحوار والإيمان بالتنوع وقبول الآخر.
وعرض وزير الأوقاف مستجدات البرنامج المطور لتدريب الأئمة الجدد ونتائج مسابقة تعيينهم لانتقاء أفضل العناصر من الناحية العلمية والثقافية، حيث وجه الرئيس بتعزيز برامج تدريب الأئمة، بما يسهم في صقل شخصية الأئمة وفكرهم الدعوي والثقافي على نحو عصري يساعدهم على تكوين رؤية واقعية في إطار فكري مستنير.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس وجه بزيادة مكافآت المسابقة العالمية للقرآن الكريم لتصل إلى حوالي 2 مليون جنيه، والتي تنظمها وزارة الأوقاف خلال الشهر المقبل بمشاركة واسعة من مختلف دول العالم، والتي تتناول حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه ومقاصده لدى أصحاب الصوت الحسن.
كما تم عرض خطة وزارة الأوقاف للاستعداد لشهر رمضان الكريم دعويًا ومجتمعيًا، وذلك من خلال تكثيف الأنشطة الدعوية ومقارئ القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل، فضلًا عن إسهام الوزارة في خدمة المجتمع من خلال المشروعات المجتمعية كصكوك الاضاحي والإطعام وتوزيع السلع الغذائية على الأسر الأولى بالرعاية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارتي التضامن الاجتماعي والتموين وجهات الحكم المحلي على مستوى محافظات الجمهورية.
وعرض وزير الأوقاف أيضًا جهود الوزارة في مجال الترجمة والنشر، خاصةً أحدث ترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى عدد جديد من اللغات، والتي سيتم طرحها خلال الدورة القادمة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك بهدف نشر صحيح الإسلام فيما يتعلق بتفسير معاني القرآن الكريم بعيدًا عن أي تحريف أو غلو، وذلك في ضوء استراتيجية الدولة لنشر الفكر الوسطي المستنير.
كما تابع الرئيس كذلك نشاط هيئة الأوقاف وجهود تطويرها، والتي انعكست على الزيادة المستمرة في إيراداتها، حيث تطورت إيراداتها خلال عام 2022 إلى حوالي 2 مليار جنيه بالمقارنة بما يقرب من 600 مليون جنيه في عام 2014.
كما اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول "متابعة برامج حماية الفئات الأولى بالرعاية، خاصةً الأيتام والأطفال فاقدي الرعاية الأسرية".
ووجه الرئيس بالإسراع من الانتهاء من مشروع قانون الرعاية البديلة الذي يوفر كافة سبل الحماية للفئات الأولى بالرعاية، مشددًا على أهمية قيام كافة الجهات المعنية من وزارات وجمعيات أهلية بتركيز جهودها على توفير كافة سبل الرعاية لتقديم الدعم والحماية المتكاملة للأطفال الأيتام وتعظيم قدراتهم وتنميتها وتطوير الرعاية المؤسسية والأسرية المقدمة لهم لتوفير بيئة مجتمعية صحية لتربيتهم.
كما وجه الرئيس بتقديم كافة أوجه الدعم لمساندة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة مناحي الحياة، كالدمج المجتمعي والمؤسسات التعليمية والعمل والمواصلات، موجهًا سيادته في هذا الصدد برعاية المبادرتين اللتين أطلقتهما وزارة التضامن الاجتماعي على هامش مؤتمر "قادرون باختلاف"، وهما مبادرة "الإتاحة" لتوفير البيئة والتكنولوجيا اللازمة لتيسير تواصل ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة أركان وخدمات المجتمع، وكذلك مبادرة "أحسن صاحب" التي تهدف إلى إنهاء العزلة الاجتماعية والاقتصادية لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفيما يتعلق بتوجه الدولة نحو الرقمنة وميكنة كافة قواعد البيانات؛ وجه السيد الرئيس بإطلاق المنصة الإلكترونية للغارمين والغارمات، مع ربطها شبكيًا بكافة المؤسسات المعنية من الجمعيات الأهلية العاملة في هذا المجال، بحيث تساعد المنصة على سرعة إجراء الأبحاث الاجتماعية للغارمين، ودراسة أفضل السبل فاعلية لعلاج أسباب الغرم.
وأضاف المتحدث الرسمي أن السيدة وزيرة التضامن الاجتماعي عرضت كذلك جهود الوزارة للرعاية الأسرية من خلال سلسلة برامج متكاملة تهدف إلى تعزيز قيمة الأسرة ودعم دورها ومساعدة كافة أفرادها على تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى حماية الفئات الضعيفة في الأسرة من أيتام أو مسنين أو ذوي احتياجات خاصة، مع تقديم كل سبل الحماية المجتمعية الممكنة لهم للحيلولة دون التعرض لظروف معيشية قهرية تؤثر على نفسيتهم وتفاعلهم مع المجتمع.
كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المصريين نجحوا في الحفاظ على دولتهم ومكتسباتهم التاريخية في مواجهة الأحداث غير المسبوقة التي شهدتها البلاد من تقلبات سياسية واقتصادية وأمنية، متجهين نحو تأسيس الجمهورية الجديدة.
وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال الاحتفال بالذكرى الـ71 لعيد الشرطة بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة إن القدر شاء ألا يكون يوم 25 يناير عيدا للشرطة فقط، وإنما ليكون أيضا عنوانا لروح التحدي ورمزا لقدرة الشعب المصري الذي وقف في مواجهة المحتل الغاصب، ورمزا لقدرة المصريين على مواجهة التحديات والمستحيل حتى اليوم لتزودنا بمدد لاينقطع من التحدي والصمود في الأحدث غير المسبوقة التي شهدتها البلاد.
وشدد الرئيس على أن الاقتصاد لايمكن أن ينطلق وينمو بدون بنية أساسية، كما أن الوطن لايمكن أن يبقى بدون حماية وأمن وفي هذا الشأن تقوم الشرطة بجهود لا يمكن حصرها.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مستهل كلمته، أسمى عبارات التحية والتقدير قائلا "كل عام وأنتم بخير"، كما تقدم بتحية اعتزاز واحترام خاصة، لأسر شهداء الشرطة، مؤكدا أنه لا يوجد ما هو أغلى، من تقديم أرواح الأبناء، فداء للوطن وهو ما فعلته هذه الأسر، عن طيب خاطر لا يبغون جزاءً ولا شكورًا، إلا أن يكون وطنهم مرفوع الرأس شامخ القامة لا يخضع لمحتل، ولا يقهر أمام تحد مهما بلغت صعوبته.
وقال الرئيس السيسي "إن القدر شاء، أن يكون يوم الخامس والعشرين من يناير رمزًا ليس فقط لعيد الشرطة، وتكريمًا لبطولات رجالها وتضحياتهم وإنما عنوانًا، لروح التحدي لدى الشعب المصري الذي خرج منه أبطال الشرطة، ليقفوا في وجه المحتل الغاصب، يوم الخامس والعشرين من يناير معلنين، بالأفعال وليس بالأقوال، أن الموت من أجل الوطن، أهون من قبول الهزيمة والاستسلام لها".
وأضاف "أن القدر شاء أيضا أن يظل هذا اليوم المجيد من تاريخ مصر، عنوانًا على قدرة المصري، على تحدي المستحيل ذاته والوقوف أمام المحن والشدائد، كما الجبال لا تؤثر فيها الرياح واستمرت هذه الروح العظيمة، تسري في وجدان شعبنا حتى اليوم تزودنا بمدد لا ينقطع، من القوة والصمود ليعيننا على تحديات الدهر وتقلباته".
وأشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، كان لروح التحدي تلك حضور لافت، في الأحداث غير المسبوقة التي شهدتها مصر، وإذا نظرنا بموضوعية وإنصاف إلى هذه السنوات، لوجدنا أن قليلًا من التقديرات، ذهبت إلى أن مصر ستعبر هذه المرحلة الصعبة، من التقلبات السياسية والأمنية والاقتصـادية والاجتماعية بسلام ولكن وكما هي عادة المصريين، بروح التحدي والصمود الجبارة التي يملكونها، حافظوا على دولتهم، وحموا بصدورهم مكتسباتهم التاريخية، ورفضوا دعاوى الهدم والتدمير والفوضى، ودعموا مؤسساتهم الوطنية وتحملوا بصبر وشموخ، طريق الإصلاح والتطوير من أجل أن تعبر مصر مرحلة الخطر وتثبيت أركان الدولة، إلى مرحلة البناء وتأسيس الجمهورية الجديدة التي نعمل لتكون تجسيدًا، لأحلام المصريين وآمالهم.
وشدد الرئيس على أن بناء الدول، لا سبيل له، من دون الحفاظ على الأمن القومي، بجميع عناصره ومكوناته وكما أن الاقتصاد، لا يمكن له أن ينطلق وينمو، بدون بنية أساسية قوية وحديثة ومتكاملة، مؤكدا أن الوطن لا يحيا ولا يبقى، بدون حماية الأمن القومي، وصونه من الأخطار التي لا تخفى عليكم وأنتم الشعب العظيم الواعي المدرك، لتعقيدات المنطقة التي نعيش فيها، وانعكاسات ذلك على الداخل.
وأكد الرئيس السيسي أنه فى هذا الإطار، تقوم هيئة الشرطة المدنية، بجهود يعجز البيان عن حصرها وإيفائها حقها ويقدم أبناؤها تضحيات، يقف أمامها وطننا، ممتنًا ومقدرًا وشاكرًا، مشددا على أن هذه الجهود والتضحيات التي تقدمها الشرطة تسهم بأشد ما يكون الإسهام في بناء وطننا، وحماية أمن كل مواطن مصري، يحيا على هذه الأرض الطاهرة.
وأشار الرئيس إلى أن تطورات المشهد الدولي خلال الأعوام القليلة الماضية، حملت للعالم بأسره، ونحن جزء منه، أحداثا غاية في التعقيد بدأت بجائحة "كورونا"، ثم الأزمة "الروسية – الأوكرانية" وهي تطورات لم تحدث منذ عقود وباتت تنذر بتغييرات كبيرة، على المستويين الجيوسياسى والاقتصادي الدوليين.
وشدد الرئيس السيسي، على أن هذه حقائق انعكست بشكل سلبي، على الغالبية العظمى من دول العالم، وفي مصر؛ كان شاغلنا الشاغل منذ البداية، هو كيفية تخفيف آثار الأزمات العالمية على الداخل المصري وكانت التوجيهات المستمرة للحكومة، هي تحمل الجزء الأكبر من أعباء وتكاليف الأزمة وعدم تحميلها للمواطنين، بأقصى ما تستطيعه قدرتنا.
وقال الرئيس إنه على الرغم مما سبق، فإنه يعلم أن آثار الأزمة كبيرة، وتسبب آلامًا لأبناء الشعب، لاسيما محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجًا الذين يخوضون كفاحًا يوميًا هائلًا، نقف أمامه داعمين ومساندين، لتوفير احتياجات أسرهم وأبنائهم، ومواجهة ارتفاع الأسعار، مؤكدا أن التزامنا بمساندتهم والوقوف معهم، هو التزام ثابت من الدولة لا ولن يتغير.
وتابع الرئيس: "دعوني أتحدث معكم بصراحة ووضوح في وجه ما يتم ترديده من دعاوى مضللة، تهدف لتصوير الأزمة الاقتصادية، كأنها شأن مصري خالص ونتيجة للسياسات الاقتصادية للدولة، والمشاريع القومية والتنموية"، لافتا إلى أنه توجد فى هذا الصدد أسئلة كاشفة يجب طرحها: هل توجد أزمة اقتصادية، عنيفة وغير مسبوقة، في العالم أم لا؟، وهل تعاني أكبر اقتصادات العالم وأكثرها تقدمًا، على نحو لم نشهده منذ عقود طويلة، ربما منذ أزمنة "الكساد الكبير" والحربين العالميتين أم لا؟، ألم ينتج عن تلك التداعيات، ما يعرف دوليًا الآن "بالأزمة العالمية لغلاء المعيشة"؟.
وتساءل الرئيس: أليس من المنطقي والطبيعي، بل والمحتوم، أن تنعكس هذه الأزمة علينا في مصر، وتكون لها تداعيات سلبية كبيرة، ونحن جزء من الاقتصاد العالمي، وزاد اندماجنا فيه بقوة خلال العقود الأخيرة؟.
رسائل للشعب
ووجه الرئيس السيسي رسائل لشعب مصر العظيم، قائلا بكل الصدق أولًا: إن واقع مصر وظروفها الاقتصادية والسكانية، يحتمون علينا أن نقفز قفزات تنموية هائلة، في وقت قصير فنحن في الحقيقة، في سباق مع الزمن، لتجاوز مخاطر وتداعيات الانفجار السكاني.
ثانيًا: إن المشروعات التنموية الكبرى، التي تنفذها الدولة، لا تهدف للتفاخر أو التباهي وإنما لتأسيس البيئة الاستثمارية والبنية الأساسية اللازمة، لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، التي ترفع مستوى معيشة جميع أفراد الشعب.. وإنه من المستحيل قولًا واحدًا أن ننطلق على طريق التصنيع الحديث والتصدير الكثيف، دون وجود العناصر الضرورية لتحقيق ذلك، من مدن وطرق وشبكة نقل ومواصلات، وتكنولوجيا وكهرباء ومياه وصرف صحي وجميع مكونات البنية التحتية، التي افتقدتها مصر على المستوى المطلوب لتحقيق أحلام شعبها في التقدم والازدهار.
ثالثًا: إن أزمة الفجوة الدولارية، ليست وليدة اليوم أو هذه الفترة وإنما لها نمط متكرر، يمكن رصده من جانب المتخصصين وجوهرها، هو ضعف قدراتنا الإنتاجية والتصديرية، وزيادة طلبنا على السلع والخدمات الدولارية؛ ولذلك فإن زيادة الإنتاج والتصدير، هي قضية مفصلية بالنسبة لمصر ونحن نعلم ذلك، ونعمل على تحقيقه بأقصى جهد وطاقة.
وشدد الرئيس السيسي، على أن تحقيق الآمال، يتطلب جهدًا وصبرًا وقوة تحمل أو بكلمات أخرى، يتطلب روح التحدي المصرية الخالدة التي عبرت عنها، أحداث الخامس والعشرين من يناير عام 1952وتجلت مرات عديدة في أحداث تاريخية أخرى في الماضي البعيد والقريب كان المصريون فيها دائمًا، على مستوى التحدي، وقادرين على هزيمته بل وقهره.
وتابع الرئيس: "ثقتي في الله، وفى شعب مصر مطلقة بأننا سنعبر، ونتجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها علينا، بالعمل المخلص، والجهد الذي لا ينقطع، والإيمان بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأننا قادرون على بناء وطن، يحقق آمالنا في الحياة الكريمة، والتقدم والازدهار".
وتوجه الرئيس السيسي، في ختام كلمته، بالشكر الجزيل للشعب المصري وهيئة الشرطة، قائلا "كل عام وأنتم بخير وصحة وسلام، وهيئة الشرطة في تقدم ونجاح، في خدمة الشعب والوطن وبشعبها العظيم: تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر".