حكاية عمر الخشنية.. قاهر المستحيل الشرقاوي
"تبقي الإعاقة دائمًَا في العقل وليست في الجسد " شعار يبقي حاضرًا دائمًا عند ظهور شخصيات قوية قادرة على قهر آلامها بتحقيق المعجزات على كافة المستويات بشكل يرضي طموحات وأحلام أسرهم.
الطفل “عمر أحمد محمود الخشنية” البالغ من العمر 8 سنوات ابن قرية الكفر القديم التابعة لمركز بلبيس محافظة الشرقية يعد نوذجًا فريدًا من نوعه بعد أن تمكن بمساعدة أسرته وخاصة والدته من الوصول إلى منصة التتويج والحصول على بطولة الكارتيه على مستوى المحافظة (مرتين) وأصبح يلقبه أقرانه من الأطفال وأهل قريته بقاهرالمستحيل الشرقاوي”.
عمر أيقونة شرقاوية
عمر الخشنية الذي يأسرك بوجهه الملائكي وتتشابه حالته إلى حد كبير مع أيقونة التحدى الخليجية غانم المفتاح.
عمر إبن الشرقية البار يدرس في المرحلة الابتدائية (الصف الثاني الابتدائي) يمتلك همة وإرادة وعزيمة ونشاطا جعلوه يقهر المستحيل ويحقق نجاحات أبهرت الجميع برغم من فقده القدمين أو الأطراف السفلية حيث واصل حياته متنقلا على كرسي متحرك وسط كم كبير من الصعوبات التى نجح فى تجاوزها برشاقة.
انتقلت «فيتو» إلى مركز بلبيس التي ولد فيها الطفل عمر وهناك التقت بأسرته ومدربيه في رياضة الكاراتيه وكرة القدم.
والدة الطفل المعجزة
وقالت رنا عبد الحكيم (ربة منزل) والدة الطفل لـ"فيتو"، إن الله حباها بنعم كثيرة تمثلت في طفلها عمر الذي ولد بدون قدمين مشيرة إلى أن بالرغم من صغر سنه إلا أنه لم يستسلم للإعاقة الجسدية وتمكن بالعزيمة والإرادة القوية أن يصل لقمة التفوق والنجاح في رياضة الكاراتيه والتى يمارسها بنادى السكة الحديد وذلك بحصوله علي بطولتين مشيرة إلى أنها ووالده عملا على تأهيله نفسيا وصحيا وعلميا منذ ولادته وإكسابه مهارة يخرج فيها طاقاته الإبداعية وينتصر من خلالها على الإعاقة.
وتابعت، أن طفلها عمر ولد طبيعي بدون قدمين وكان يعانى من مشاكل في القلب وتوقع الأطباء وفاته ولكن ارادة ربنا فوق كل شىء كما أنه يفتقد المفصل في إحدى قدميه مما أثر عليه حركيا ومع متابعة جلسات العلاج الطبيعي وممارسة رياضة الكاراتيه وكرة القدم بدأت حالته الصحية والنفسية تتحسن بشكل كبير مضيفة أن نجلها متفوق في دراسته علاوة على تفوقه رياضيا ويأمل في تحقيق المركز الأول على مستوى الجمهورية والمنافسة عالميا في المستقبل في جميع الرياضات التى يمارسها.
عمر يحصد بطولات الكاراتيه
وأوضحت الأم والتى لديها طفلين وهم (محمود الشقيق الأكبر وعمر) أنها تهتم دوما بمشاعر نجلها الاصغر حتى لا يشعرنا أن شيئا ما ينقصه أو مختلف عن غيره من الأسوياء حيث عملت منذ نحو سنتين تقريبا على تعليمه رياضة الكاراتيه لإتاحة الفرصة له بأن يبدع ويمارس رياضة تمكنه من إثبات ذاته وتحقيق النجاح والتميز علاوة علي ممارسته رياضة كرة القدم مشيرة إلى أن الله عوضه خيرا بحصد نجلها المركز الاول على مستوى محافظة الشرقية في رياضة الكارتيه فضلا عن تميزه في ممارسة كرة القدم اللعبة التى يعشقها لافتة أن نجمه المفضل عالميا هو محمد صلاح.
وألتقط الحديث "مصطفى الخشنية" نجل عم والد الطفل ومدربه في رياضة الكارتيه مشيرا إلى أن عمر ينتظره مستقبل باهر فهو مشروع بطل قومي وأمل مصر نحو حصد البطولات العالمية مؤكدا أن الطفل يمتلك عزيمة وإرادة من حديد وأحلامه غير محدودة ولا يعرف في قاموسه مصطلح المستحيل وأثبت للجميع أن لا يوجد معاق بل هناك مجتمع معيق.
مدربه يناشد المسئولين لسفره للخارج
وقال مدربه، إنه بصدد تجهيز عمر أيضا لممارسة رياضة السباحة من أجل تأهيله مستقبلا للحصول على بطولات على مستوى الجمهورية ثم العالمية مناشدا المسؤولين بضرورة رفع المعاناة عن عمر من خلال اجراء عملية جراحية عاجلة له في الخارج لتركيب مفصل حيث تتوافر الامكانيات والتجهيزات هناك فضلا عن توفير جهاز أو سيارة كهربائية صغيرة تناسب عمره لتساعده علي التنقل بسلاسة وسهولة مما يسهل حياته ويجعله يعيش بشكل طبيعي.
وأضاف الكابتن شحته أحد أقاربه أيضا ومدربه في لعبة كرة القدم، أن عمر مشروع بطل قومى في المستقبل لما يتمتع به من إرادة وعزيمة قوية على قهر الصعاب والوصول لمنصات التتويج في أكثر من لعبة رياضية لافتا أن جميع أقرانه من الأطفال بالقرية مبهورين بما يفعله ويحققه ابن قريتهم ويتهافتون على التقاط الصور التذكارية معه عندما يشاهدونه برفقة والدته قائلا:"عمر أصبح أيقونة لأطفال البلد وربنا يحفظه لأسرته ويعوضهم خيرا عما عانوه في رعايته منذ ولادته".