معركة الشرطة المصرية بالإسماعيلية، حكاية إزلال الجنرال أكسهام على يد أبطال قسم أول البستان
قدمت الشرطة المصرية في الإسماعيلية الـ25 من شهر يناير عام 1952، أحد أبرز المعارك التي أشعلت الحماس الوطني لدى أبناء الشعب المصري، وكانت ضمن المقدمات التي أدت إلى قيام ثورة 23 يوليو.
وحمل هذا اليوم مشاهد لم تنس على مر التاريخ حفرت في ذاكرة أبناء الإسماعيلية، بل وأبناء مصر الذين كانوا شهود عيان على اعتداءات القوات البريطانية حيث سطر رجال الشرطة المصرية مواقف مشرفه منذ 71 عاما في مواجهة الاحتلال الإنجليزي واستبسلوا في الدفاع عن الأرض والعرض.
خروج شعب الإسماعيلية
تلك المعركة التي جعلت أهالي الإسماعيلية يخرجون لاستقبال أبطال معركة الشرطة وسط هتافات لم تنقطع، وسط خزى وعار من قوات الاحتلال الانجليزي الذى علموا أنهم انتصروا بسبب كثرتهم وأسلحتهم مما جعلت الجنود البريطانيين بأمر من الجنرال "اكسهام" بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين الذين استبسلوا في الدفاع عن قسم شرطة البستان الذي كان موقعة مبنى محافظة الإسماعيلية القديم وذلك تكريما وتقديرا وشجاعتة وفي ذكرى معركة الشرطة.
بدأت تلك المعركة المفصلية في التاريخ المصري يوم 25 من شهر يناير عام 1952 عندما طالب الضابط الإنجليزي "أكسهام"، قوات الشرطة المصرية بتسليم مبنى قسم أول البستان في محافظة الإسماعيلية، إلى القوات الإنجليزية والاستسلام والخضوع لهم.
تطويق شارع محمد علي
وفرضت القوات الإنجليزية حصارا على شارع محمد علي بالكامل، مطوقا قسم الشرطة إلا أن قوات الشرطة المصرية رفضت وأبت الاستسلام.
الضابط مصطفى رفعت وفضه طاعة أوامر الإنجليز
فضربت القوات الإنجليزية أعيرة نارية على قوات الشرطة المصرية على سبيل التهديد والإرهاب، لكن قوات الشرطة المصرية رفضت الخضوع، وحاول الضابط الإنجليزي «أكسهام» الضغط بكل الطرق على القوات المصرية حتى إنه أرسل لقائد القسم في ذلك الوقت، مصطفى رفعت، وطالبه هو وزملاءه بالاستسلام، إلا أنه رفض وقال «لن نترك مكان خدمتنا إلا إذا كنا جثثا هامدة».
ومن هنا بدأت المعركة
كانت قوة قسم شرطة البستان في ذلك الوقت لا تتجاوز 50 جنديا مصريا، وكان سلاحهم عبارة عن بنادق خفيفة، صعد معظمهم إلى أعلى المبنى، وتم توزيع البقية على جوانب المبنى للحماية والدفاع.
بدأ تبادل إطلاق النيران بين الشرطة والقوات الإنجليزية حتى تم دك المبنى بالكامل، ليصبح أطلال مبنى لا حوائط، ولا نوافذ، ولا أي شيء، ورغم ذلك ظلت عناصر الشرطة المصرية صامدة لم تستسلم ولم تترك المبنى.
استمرت تلك المعركة التي امتدت لعشرات الساعات المتواصلة حتى اضطرت قوات الاحتلال الإنجليزي إلى دك قسم الشرطة بالكامل ورغم ذلك لن يتخلى أى فرد من رجال الشرطة المصرية عن دوره في الدفاع عن القسم، ذلك الأمر الذى دفع القوات الإنجليزية إلى زيادة الضغط على عناصر الشرطة للاستسلام بعد أن فشلت كل المحاولات في إجراء رجال الشرطة عن القسم.
دفعت الشرطة المصرية في ذلك اليوم 56 شهيدًا و73 جريحًا، واستولت القوات البريطانية على مبنى محافظة الإسماعيلية، بعد معركة سطرها التاريخ بحروف من ذهب تحسب لأبناء الشرطة المصرية ورجالاتها الأوفياء الذين رفضوا الاستسلام والانهزام.
ورغم مرور 71 عاما على تلك المعركة إلا إنها مازالت تدرس بكتب التاريخ وبكليات الشرطة ليعرف الأجيال إن شعب مصر ورجالها خير أجناد الأرض.