71 عاما على حريق القاهرة ومازال المتهم مجهولا
في مثل هذا اليوم 26 يناير 1952 وقعت في مدينة القاهرة أكبر حادث مأساوى في القرن العشرين بوقوع حريق القاهرة، فدمرت أكثر من 700 محلا وبنكا وسينما ومسرح وقدرت خسائرها 38 مليون جنيه، ولم تحاول أي جهة في البلاد سواء الملك أو الإنجليز أو حكومة الوفد التصدي لهذه النيران والعمل على مقاومتها حتى دمرت في طريقها كل شيء.
ويحكى إبراهيم بغدادي أحد الضباط الأحرار والمحافظ السابق للقاهرة عن بداية حريق القاهرة في مذكراته فيقول: حدثت مظاهرات من رجال البوليس اعتراضا على ماحدث من الإنجليز في الإسماعيلية وما حدث يوم 25 يناير، امتدت من ميدان المحطة مصر حتى حديقة الازبكية، وقامت معها مظاهرة من عساكر بلوكات النظام من الجيزة، والتحمت المظاهرتان بمظاهرات طلبة الجامعة وانضمت لها جموع المواطنين واتجهت الى رئاسة مجلس الوزراء،
أول حريق في كازينو بديعة مصابني
اتخذت قوات البوليس موقفا سلبيا من المظاهرات والتزم الجيش ثكناته ومعسكراته، وقياداته كانت مدعوة الى غداء ملكى مع الملك فاروق بقصر عابدين، وقد بدأ أول حريق في كازينو بديعة بميدان الاوبرا، ثم تتابعت الحرائق.
اشتعل الحريق في عدة منشآت في مدينة القاهرة والتهمت النيران 700 محلا وسينما وكازينو وفندق ومكتب وبنك ونادى في جميع شوارع وميادين المدينة في الفترة مابين الثانية عشر والنصف ظهرا حتى الساعة الحادية عشر والنصف مساءا،.
اعترافات إبراهيم بغدادي
يقول إبراهيم بغدادى، انه في الربع ساعة الأولى تم حرق عشرة أماكن في مربع واحد من بينها سينما مترو وريفولى وديانا ومطعم الكورسال والباريزيانا والمفوضية السويدية بشارع عدلى ولم يتم على اى شخص ممن اشتركوا في عملية الحريق ولكن تم القبض على بعض المواطنين بتهمة التجمهر.
اتهامات متبادلة
وزعت الاتهامات بالتسبب في الحريق بين السراى والانجليز والحكومة وحول هذه الاتهامات قال السيد حسين الشافعى نائب رئيس الجمهورية وأحد أعضاء مجلس قيادة الثورة: بلا شك ان السراي والملك لها مصلحة في حريق القاهرة، وطبعا الغاء معاهدة 36 كانت مناورة من حزب الوفد لعلمه ان الملك سيقيل وزارته مما وضع السرايا في حرج مع الانجليز والمنطق يقول ان حريق القاهرة هو رد على الغاء المعاهدة لكن المشكلة ان لم تحدث تحقيقات ليظهر المسئول عن الحريق لكنها كانت أحد أسباب قيام ثورة يوليو 1952 .
مذكرات محمد نجيب
وكتب اللواء محمد نجيب في مذكراته انه كان مدعوا الى مأدبة الملك فاروق مع زملائه الضباط، وان فاروق كان يعلم وهو في داخل قصره ما يدور في القاهرة من احداث ومع ذلك لم يفكر في الغاء حفل ابنه ولم يحاول اصدار الأوامر لرجاله بإطفاء النيران وظل مع مدعويه دون اهتمام بما يحدث من خراب.
احسان عبد القدوس يتهم فاروق
وكما كتب الكاتب الصحفي إحسان عبد القدوس يقول: كان الصراع بين قوى الثورة الشعبية وبين نظام الحكم المعتمد أساسا على أسرة أجنبية متعاونة ـــ بحكم جذورها ــــ قد دخل مرحلة الصراع المكشوف خاصة بعد أن استجاب النحاس باشا للرغبة الشعبية وأعلن قراره التاريخي بإلغاء معاهدة 1936.
وأضاف: “وجد فاروق نفسه على حافة الهاوية فمد يده إلى الإنجليز في السر، بينما أعلن قراراته الرسمية الخاصة باختيار معاونيه كحافظ عفيفي وعبد الفتاح عمرو أنه على الأقل يهادن المستعمر ويسترضيه.. وكان طبيعيا أن تثور ثائرة الشعب ويشتد غضبه على الإنجليز والملك معا،
وقاوم رجال بوليس في أحداث الإسماعيلية بشجاعة وهم 800 جندى مسلحون بالبنادق في مواجهة آلاف من خيرة الجنود الإنجليز.. عرف الشعب حقيقة المعركة بل المذبحة التي خطط لها الإنجليز ونفذوها في الإسماعيلية لكى يتردد صداها المدمر في القاهر، فخرج جنود بلوكات النظام من معسكرهم في العباسية وهو يحملون أسلحتهم في مظاهرة تهتف بسقوط الاستعمار وتطالب بالسلاح للذهاب إلى القنال ،
فؤاد سراج الدين يطالب بدخول الجيش
ونشر فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية في حكومة الوفد وقت الحريق بيانا في جريدة "المصري"، يتهم فيه حيدر باشا القائد العام وعثمان المهدي، رئيس الأركان، بأنه طلب منهما نزول قوات الجيش المصرى إلى الشارع، أثناء أحداث حريق القاهرة، إلا أنهما تقاعسا عن التحرك فى انتظار أوامر الملك.
وأشتعلت النيران التي دمرت أكثر من 700 متجر تضم أشهر محال القاهرة مثل شيكوريل وعمر أفندى وصالون فير، 13 فندقا منهم شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، كما أكلت النار 40 دارا للسينما منها ريفولى ورديو ومترو وديانا وميامي، و73 مطعما و92 بارا منهم جروبي والأمريكين، و16 ناديا وتدمير ملهى الأوبرج بالهرم، فأعلنت الحكومة الأحكام العرفية.. كان فاروق وقتئذ يقيم حفل غداء بمناسبة قدوم ولي العهد وقد دعى إليه قادة الجيش والسياسة في مصر.
هيكل يرى التدبير مقصود
وكتب الصحفى محمد حسنين هيكل يقول: لا أظن ان حريق القاهرة بدأ بتدبير مقصود على نحو ماتمت لكنه في اعتقادى كان ركاما وعود كبريت قرب من الركام والدنيا ولعت، بدأت عفوية ثم نظمت وأسئ استغلالها، حتى جاءت ثورة يوليو المجيدة عاصفة قلعت جذور كل هذا الفساد في إدارة البلاد،.
اتهام الشرفاء بالتسبب فى الحريق
وأضاف: حاولت السلطة المتعاونة مع الاستعمار أن تلصق التهمة بكل الشرفاء الرافضين لخطاياهم إذ ذاك، وكانت درجات التلفيق تتفاوت حسب ظروف كل وطنى شريف وصلت إلى حد الاعتقال لبعض الثوار الحزبيين مثل فتحى رضوان وظل في المعتقل حتى أفرج عنه وعينته حكومة الثورة وزيرا في حكومتها، ثم اتهام أحمد حسين بتهمة التحريض على الحريق وأثبت القضاء براءته.. ويظل السؤال: من أحرق القاهرة؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.