رئيس التحرير
عصام كامل

قمامتك مصدر رزقهم، فيتو ترافق أهالي منشأة ناصر في رحلة إعادة تدوير البلاستيك (فيديو)

القمامة، فيتو
القمامة، فيتو

أزقة وحارات صغيرة يقطنها مئات من الأسر التي ارتضت أن تكون ترسا صغيرا في ماكينة كبيرة لا تتوقف عن العمل، لكن بدون هذا الترس تتعطل الماكينة بأكملها، إنهم أهالي منطقة الزرايب التابعة لحي منشأة ناصر بمحافظة القاهرة، هؤلاء الناس الذين يعيشون وسط القمامة ويكسبون منها قوت يومهم غير آبهين بنظرة الناس والمجتمع لهم، فهنا في منشأة ناصر ترى بعينيك المعنى الحقيقي للنظام والتفاني في العمل، فالكل يعمل؛ الكبير والصغير، الرجال والنساء، كلٌ له دوره المحدد الذي يؤديه على أكمل وجه.

رحلة جمع القمامة بمنشأة ناصر

رافقت عدسة فيتو أهالي منشأة ناصر الذين يبدأون رحلة جمع القمامة مع أول ضوء للشمس فجرا، فيخرج الرجال ومعهم أبنائهم للبحث والتنقيب في الشوارع وصناديق القمامة عن المواد البلاستيكية، سواء كانت زجاجات فارغة أو أطباق متهالكة أو ألعاب ومقاعد وطاولات مُهشمة وكل ما هو مصنوع من مادة البلاستيك، ومن ثم تجميعها في زكائب كبيرة، والتوجه بها مرة أخرى إلى محل السكن ليأتي دور الزوجات والبنات والأطفال في فصل المواد البلاستيكية عن باقي النفايات الأخرى، ثم أخذها إلى مركز تجميع البلاستيك لبيعها، وهنا يتم وزن الزكائب وتحصل الأسرة على ما يتراوح من 10 إلى 16 جنيها لكل كيلو من النفايات.

معاناة أهالي منشأة ناصر

ربما سألت نفسك ذات مرة كيف يرتضي هؤلاء الأشخاص البحث والتنقيب في القمامة دون الاشمئزاز منها، وهنا في منشأة ناصر وجدنا الإجابة في نظرات العاملين المليئة بالفخر بمهنتهم التي يعتبرونها مهنة قومية ووطنية يحافظون بها على المظهر الجمالي لمصر، ويكسبون منها رزقهم الحلال، دون التفكير في التسول أو مزاولة أعمال غير مشروعة.

وخلال جولتنا أخبرتنا إحدى السيدات التى تعمل فى عملية الفرز أن لديها ستة أبناء، وتعاني من التعب في حياتها اليومية ما بين تلبية احتياجات أبنائها والعمل في فرز مواد المخلفات التي يأتي بها رجال الأسرة، لكنها تتحمل التعب في سبيل "أكل العيش" وتوفير متطلبات الحياة اليومية.

بينما تخبرنا الأخرى التي تعمل في مجال جمع فرز القمامة منذ نحو عامين، أن زوجها مصاب بالشلل، وأنها تحاول توفير سبل العيش من خلال جمع المواد البلاستيكية، فقامت بالتعامل مع إحدى شركات إعادة التدوير، فتقوم السيدة بتجميع البلاستيك وتنقله إلى الشركة التي تمنحها سعر مناسب للكيلو، كذلك وفرت لها بطاقات صحية لرعايتها ورعاية الأسرة بالكامل مع بعض المساعدات والمنح الأخرى. 

مرحلة كبس المواد البلاستيكية

بعد مرحلة التجميع والفرز تأتي مرحلة كبس المواد البلاستيكية، حيث تدخل المخلفات البلاستيكية إلى مكابس الضغط لتفريغ الهواء وتحويلها إلى مكعب متجانس من البلاستيك؛ تمهيدا لنقلها لمصانع إعادة التدوير، ويخبرنا صاحب آلة كبس المواد البلاستيكية أنه يتم وضع الزجاجات البلاستيكية فوق سطح المنزل فيتم فرزها مرة أخيرة بواسطة عمال المكبس لعزل الزجاجات التي تتسم بالصلابة عن الأخرى ذات الصلابة الأقل، ثم يتم تمريرها عبر ممر طويل مصنوع من الشوالات حتى تصل إلى فوهة آلة الكبس التي يقف فوقها عامل آخر يتحكم في تشغيلها. 

وبعد أن تتم هذه العملية المعقدة التي تستغرق نحو 8 ساعات يوميا تتكون "بالة" كبيرة من الزجاجات البلاستيكية المضغوطة، فيتم تخزينها حتى يحين وقت شحنها لمصانع تحليل المواد البلاستيكية في المناطق الصناعية.

مرحلة تحليل وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية

تعتبر إعادة التدوير هو الهدف الرئيسي الذي تعمل من أجله منظومة جمع وإدارة المخلفات، ومن أجل تهيئة المناخ الداعم لتنفيذ هذا الهدف قدمت وزارة البيئة الدعم الفني وحزمة من الحوافز للاستثمار في مجال ادارة المخلفات، وتحويل المخلفات لطاقة.

وهنا تشجعت بعض المؤسسات المجتمعية وبعض شركات القطاع الخاص ومنها مؤسسة “بلاستيك بنك” للعمل في مصر في مجال إعادة تدوير البلاستيك وتحويله لمصدر دخل للحفاظ على البيئة والموارد والدخول في منظومة الاقتصاد الدوار، وايضا من أجل تطبيق المسئولية الممتدة للمنتج التي تهدف إلى خفض الأثر البيئي الناتج عن التعامل مع المنتجات الاستهلاكية، من خلال تحمل المنتجين المسئولية عن دورة حياة منتجاتهم بما في ذلك مرحلة ما بعد الإستهلاك، ويشمل ذلك مسئولية إسترجاع المنتجات والسعي إلى اعادة تدويرها أو التخلص الآمن منها.

وساعدت هذه المؤسسات في تقديم دخل متغير للقائمين على عمليات جمع النفايات البلاستيكية لتحسين مستوى حياتهم ومنهم العديد من الأسر والأهالي القاطنين في منشأة ناصر، الذين يُعتبرون الحلقة الأولى في عملية إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية المجمعة وتحويلها إلى بلاستيك مجتمعي لإعادة استخدامه في التغليف والمنتجات المختلفة.

وقال أحد العاملين بمؤسسة بلاستيك بنك، أن الفكرة تستهدف البلاد التي تعاني من مشاكل بيئية بسبب البلاستيك، فكان الهدف البلاد القريبه من المحيطات  والبحار  مثل مصر والبرازيل والفلبين وإندونيسيا واي دولة لديها مسطحات مائية ولديها كميات بلاستيك هائلة، وليس لديها نظام للتعامل مع القمامة، واضاف أن بلاستيك بنك أصبح تطبيق على الهواتف  لعمل نظام بيئي محكم ومقفول اسمه ECo System أو ما يمسي بإعادة تدوير القمامة.

وأوضح من هنا يتم تشجيع أصحاب مراكز تجميع القمامة للتسجيل على البرنامج عن طريق دفع جنية زيادة على سعر الكيلو لجامعي القمامة، ويتم بيعها لإعادة التدوير بالمصانع  التابعة للسيستم، والآن يتم تصدير 25% من البلاستيك المعاد تدويره إلى خارج مصر

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية