القابضة للمياه تنظم ورشة عمل لتكنولوجيا ترشيح ضفاف الأنهار
أعلن المهندس خالد نصر، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالدقهلية، البدء في تنفيذ مشروعات الترشيح الطبيعي لضفاف الأنهار بمحافظة الدقهلية لإنتاج مياه شرب باستخدام تكنولوجيا منخفضة التكاليف، خلال ورشة العمل التي أقيمت على مدار يومين، بمركز التدريب بالتنسيق مع الشركة القابضة وبحضور ممثلي الشركات التابعة (بني سويف – الشرقية - المنوفية – سوهاج – القليوبية).
واشار إلى أن الطاقة القصوى لوحدة الترشيح الطبيعي 3 آلاف متر مكعب يوميا تكفي لقرية عدد سكانها 30 ألف نسمة ما يجعل تطبيق هذه الأنظمة مناسبا في القرى، وفى المدن كثيفة السكان تكون وسيلة مساعدة أو مكملة للمحطات التقليدية.
وأوضح "نصر"، أنه يجرى حاليا دراسة إعداد خطة لاستخدام التكنولوجيا في العديد من المواقع التي تتوافر فيها الشروط والمعايير المناسبة لهذه التكنولوجيا التى تمتاز بالتكلفة المنخفضة بالإضافة إلى أنها لا تتأثر بالحوادث المفاجئة التي من الممكن أن تحدث مثل تسرب البترول أو أى ملوثات على نهر النيل علاوة على انها تسمح في نفس الوقت بإنتاج كميات كبيرة من المياه ذات الجودة العالية وبتكلفة منخفضة. وأكد الدكتور رفعت عبد الوهاب، رئيس المشروع بالشركة القابضة لمياة الشرب والصرف الصحى، أن أسلوب تنقية المياه يعتمد على الترشيح الطبيعى لضفاف نهر النيل من خلال عدة عمليات تتم طبيعيا فى باطن الأرض أثناء انتقال المياه الى بئر الترشيح الطبيعى المجاور للنهر.
وأوضح أن الترشيح الطبيعي لضفاف الانهار يمتاز بقدرته الفائقة على التخلص من العكارة والبكتريا والطفيليات ومعظم الملوثات بدون الحاجة إلى إضافة كلور للتعقيم بالإضافة إلى التخلص من الطحالب وسمومها التى تسبب انسداد المرشحات وتلوث المياة وكذلك التخلص من المركبات العضوية وغير العضوية القابلة للامتصاص والتخلص من المخاطر الناتجة عن العكاره العالية بعد السيول وكذلك تسرب البترول والانسكابات الاخرى التى تحدث نتيجة الحوادث فى نهر النيل مصدر المياه الرئيسي فى مصر.
وأشار، عبد الوهاب أن تقنية الترشيح الطبيعي لإنتاج مياه شرب طبقا للمعايير القياسية تعد تقنية خضراء منخفضة التكاليف حيث تصل تكلفة الوحدة 500 ألف جنيه فقط في الوقت الذي تصل فيه تكلفة محطة التنقية التقليدية المدمجة الموازية لذات الإنتاجية من مياه الشرب إلى 20 مليون جنيه، ولا تتأثر بتلوث مياه المصدر خلال حالات الطوارئ مثل الفيضانات وتسرب المواد الخطرة من الناقلات النهرية، موضحًا، أن هذه التكنولوجيا يتم إستخدامها فى ألمانيا حيث تعمل وحدات الترشيح الطبيعى على نهر الراين منذ أكثر من مائة عام وحتى الآن للحصول على مياة شرب طبيعية عالية الجودة، مشيرا أنه يجب تبنى هذه التكنولوجيا ويوصى بتطبيقها على المستوى القومى فى المواقع التى تتوافق مع أسس التصميم على ضفتي نهر النيل وفروعه.
وأوضح، أنه جارى إعداد خرائط معلومات جغرافية للمحافظات بالتعاون مع الشركات التابعه للشركه القابضه للمواقع المناسبة بهدف إعداد خطه قوميه لتطبيق تكنولوجيا الترشيح الطبيعى على المستوى القومى وإعداد كوادر بحثية مدربة فى مجال تكنولوجيا الترشيح الطبيعى لضفاف الأنهار لوضع أسس ومعايير تطبيق وتشغيل وصيانة التكنولوجيا بكفاءة عالية فى مصر.
وقال الدكتور كمال غديف أستاذ علوم المياه بكلية العلوم بجامعة قناة السويس واستشاري التكنولوجيا ان معظم الخزانات الجوفية المرتبطة بنهر النيل فى مناطق صعيد مصر ذات معامل هيدروليكى عالى وسمك طبقة المياه الجوفية كبير مما يعزز بناء حقل آبار على مسافة قريبة من النهر ومناسبة لإنتاج المياه النقية بالترشيح الطبيعى.
وأشار، أن هناك بعض الضوابط التي لابد من الالتزام بها عند تنفيذ وحدات الترشيح الطبيعي تتمثل في كفاءة مواقع الترشيح والتى تعتمد على الوضع الهيدروجيولوجى وكذلك نوعية مياه المصدر وهذا يستلزم تجهيز الموقع بدراسات هيدروجيولوجية وكيميائية شاملة بالإضافة إلى المسافة بين وحدة الترشيح الطبيعى وضفة النهر والتى من الممكن أن تتراوح بين 10 - 30 متر لضمان الإزالة التامة للعكرة والطحالب بالإضافة إلى عمق المصافي.
وفى هذا السياق تم مناقشة سلامة ومأمونية المياه المنتجة من وحدات الترشيح الطبيعى وكيفية تنفيذه بداية من تنفيذ الوحدات وحتى إنتاج مياه شرب، حيث قدم الدكتور أحمد جمال – مدير الجودة بالشركة القابضة شرحا وافيا للمنظومه وكيفية تنفيذها، كما استعرض الدكتور أحمد صلاح مدير عام سلامة ومأمونية المياه بشركة سوهاج عرضا عن مشروعات الترشيح الطبيعى فى محافظة سوهاج والتحديات والحلول، واستعرضت شركات مياه بنى سويف والقليوبية والشرقية تجاربها وخبراتها فى هذا المجال.