التحكيم فى عهد كلاتنبرج.. الأهلى أطاح بلجنة عصام عبد الفتاح.. والزمالك وبيراميدز يقودان حملة طرد الإنجليزى
تحولت أزمة التحكيم المصرى إلى حديث الساعة فى الشارع الرياضى فى ظل حالة عدم الرضا من جميع أندية الدورى المصرى الممتاز عن مستوى التحكيم فى مسابقة الدورى المصرى منذ بداية الموسم الحالى، خاصة أن نسبة الأخطاء التحكيمية تتزايد من جولة إلى أخرى.
وعلى الرغم من حالة التفاؤل التى سيطرت على جميع أطراف المنظومة فى بداية الموسم الحالى بعد التعاقد مع الخبير التحكيمى الإنجليزى مارك كلاتنبرج إلا أن الخواجة لم يتفرغ لتطوير التحكيم المصرى وتعامل معه بمنطق (السبوبة) بموافقة الجبلاية، وذلك بعد أن فضل مصالحه الشخصية والسفر إلى الخارج لتحليل المباريات والحصول على إجازات فاقت أيام تواجده داخل اتحاد الكرة.
شكاوى الأندية
وشهدت الأيام الأخيرة وصول عشرات الشكاوى إلى رابطة الأندية وكلها تشكو من التعرض للظلم التحكيمى، وتطالب رابطة الأندية بوضع حل لمشكلات التحكيم، وتضمنت أغلب الشكاوى تهديدات بالانسحاب من مسابقة الدورى، لأن أخطاء الحكام تهدر جهود الأندية والأجهزة الفنية واللاعبين هباء.
وتناثرت الأيام الماضية أنباء عن جلسة حاسمة هدفها الارتقاء بمستوى التحكيم، كما أنها ستتضمن تقييم تجربة كلاتنبرج، كما أنها ستطالب الخواجة بالتفرغ لعمله كرئيس للجنة الحكام، خاصة أنه على مدى الشهور الخمسة التى تواجد فيها على رأس لجنة الحكام كان دائم السفر والتواجد خارج البلاد.
وقال مصدر داخل رابطة الأندية إنها ستقترح على مجلس إدارة اتحاد الكرة، إدخال تعديلات على تشكيلة لجنة الحكام الرئيسية، والاستعانة ببعض الكوادر التحكيمية ممن لديهم القدرة على المشاركة فى الارتقاء بمستوى التحكيم أمثال سمير عثمان أو ياسر عبد الرءوف.
واختتم المصدر، بأن كل شيء وارد فى الأيام القليلة القادمة، بشأن لجنة الحكام، وأن هناك احتمالا كبيرا لإدخال تعديلات على تشكيل اللجنة، سواء كانت تعديلات محدودة أو تعديلات موسعة.
تجدر الإشارة إلى أن أزمات التحكيم المصرى، ليست وليدة الموسم الحالى، ولكنها ممتدة وملتصقة بجسد الكرة المصرية منذ سنوات طويلة، ولكن بدأت أخطاء التحكيم تكثر وتمثل سرطانًا يهدد مستقبل الكرة المصرية قبل خمسة أعوام مضت على الأقل.
لجنة عصام عبد الفتاح
الأهلى نجح من قبل أن يطيح بلجنة عصام عبد الفتاح حيث تجسدت أزمات التحكيم بشكل كبير فى دورى الموسم الماضى، وكانت أغلب الأخطاء التحكيمية المؤثرة فى مباريات النادى الأهلى، وكان الفريق الأحمر هو الأكثر تعرضا للظلم التحكيمى بحسب الكثير من خبراء ومحللى الأداء التحكيمى، ما كلفه خسارة بطولة الدورى وكأس مصر فى الموسم الماضى.
فريق الأهلى فى الموسم الماضى، ألغيت له أهداف صحيحة بداعى التسلل، وحرم من احتساب ركلات جزاء مؤكدة، واحتسبت ضده أهداف من تسلل واضح، وهو ما تسبب فى ثورة غضب من مسئولى القلعة الحمراء ضد عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام وأعضاء لجنته، نتج عنها الإطاحة باللجنة بالكامل.
وقام مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالى برئاسة جمال علام، بالتعاقد مع خبير أجنبى لتطوير التحكيم المصرى لأول مرة فى تاريخ اتحاد الكرة، وهو الإنجليزى مارك كلاتنبرج، من أجل امتصاص غضب النادى الأهلى وجماهيره الغفيرة.
وكان حازم إمام عضو اتحاد الكرة هو القائم بالتفاوض مع كلاتنبرج، وقام بإتمام التعاقد معه على الرغم من أن الخواجة أخبره بأنه لن يكون متفرغا بشكل كامل لعمله مع اتحاد الكرة المصرى، خاصة أنه متعاقد مع لجنة الحكام فى الاتحاد اليونانى، ومع ذلك أصر حازم إمام على التعاقد مع الرجل، وكانت النتيجة تراجع مستوى التحكيم بسبب السفر المستمر للخواجة كلاتنبرج خارج البلاد.
وشهدت الأيام الماضية، انتفاضة جديدة ضد أخطاء التحكيم، ولكن هذه المرة كانت من إدارة وجماهير نادى الزمالك، خاصة بعد خسارة الفريق أمام أسوان فى الجولة الحادية عشرة، التى أدارها الحكم الدولى أمين عمر، وحملته جماهير الأبيض مسئولية الخسارة أمام تماسيح النيل بهدفين مقابل هدف.
وخرج رئيس الزمالك مرتضى منصور، عقب المباراة ليشن هجوما عنيفا ضد مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس لجنة الحكام، واتهمهم بالتآمر ضد نادى الزمالك لإهداء بطولة الدورى للنادى الأهلى فى الموسم الحالى، بعد أن انتزعها الزمالك موسمين متتاليين.
رئيس الزمالك طالب باستبعاد أمين عمر
وطالب رئيس نادى الزمالك بإبعاد أمين عمر من إدارة مباريات الزمالك، ثم بعدها بأيام جدد رئيس الزمالك هجومه على اتحاد الكرة بعد تعادل فريقه مع الداخلية 1/1 فى الجولة 12 من الدورى المصرى الممتاز، خاصة أن هدف التقدم للداخلية جاء من تسلل واضح وفقا لما أكده بعض الخبراء فى تلك اللعبة التى شهدت جدلا تحكيميا كبيرا، وجدد رئيس الزمالك مطالبته بإسناد جميع مباريات فريقه لحكام أجانب على نفقة اتحاد الكرة، كما طالب باستبعاد كلاتنبرج من رئاسة لجنة الحكام.
وأصدر مالك نادى بيراميدز رجل الأعمال الإماراتى مؤخرًا بيانا رسميا مطولا، هدد خلاله بانسحاب بيراميدز من مسابقة الدورى المصرى الممتاز، وسحب استثماراته الرياضية من مصر، بسبب الظلم التحكيمى الواضح الذى يتعرض له نادى بيراميدز منذ ظهوره فى مسابقة الدورى.
بيان بيراميدز الذى وصف بأنه شديد اللهجة، جاء اعتراضا على الظلم التحكيمى، الذى تعرض له الفريق فى مباراته أمام فيوتشر فى الجولة الثالثة عشرة، وقيام الحكم أمين عمر بطرد عبد الله السعيد قائد الفريق، ثم يأمر الحكم باستئناف اللعب قبل مغادرة عبد الله السعيد ملعب المباراة.
كما خرج هانى سعيد المدير الرياضى لنادى بيراميدز بعد المباراة، ليشن هجوما عنيفا ضد الحكم محمد معروف، مؤكدا أن ما شهدته مباراة بيراميدز أمام فيوتشر من ظلم تحكيمى فادح وقرارات غير صحيحة فى حق بيراميدز ولاعبيه طوال اللقاء، مشيرا إلى أن الحكم كان موجها ضد فريق بيراميدز ولاعبيه بشكل بدا واضحا لكل من شاهد المباراة.
اتحاد الكرة يخرج لسانه للجميع
أخطاء التحكيم لم تكن قاصرة فقط على مباريات أندية المقدمة فى مسابقة الدورى المصرى، الأهلى والزمالك وبيراميدز، ولكنها امتدت لأغلب المباريات، التى شهدت أخطاء تحكيمية كارثية، سواء من حكام السفارة، أو من حكام تقنية الفيديو.
ورغم الأخطاء الكارثية للحكام فى مباريات الدورى، وثورة الغضب التى تعم أغلب أندية الدورى، يخرج مجلس إدارة اتحاد الكرة لسانه للجميع ويؤكد تمسكه باستمرار الإنجليزى كلاتنبرج فى منصبه رئيسا للجنة الحكام حتى نهاية الموسم الجارى، وكأن أندية المسابقة لا تعنيه، وهو ما يهدد استكمال مسابقة الدورى، بعد مطالبة أكثر من نادى بإسناد مبارياته لحكام أجانب أو الانسحاب من الدورى.
ومن جانبه أكد أحمد الشناوى الخبير التحكيمى أن الأزمة التى يعيشها التحكيم المصرى حاليًا لا يجب أن يتحملها الخواجة كلاتنبرج وحده، ولكن هناك أيضًا من يجب أن يحاسبوا على هذا التراجع الكبير فى مستوى التحكيم، وهم الأشخاص الذين تعاقدوا مع كلاتنبرج، وهنا يجب أن أوجه لهم سؤالا مهما وهو: ما هى المعايير التى على أساسها اخترتم كلاتنبرج لتطوير التحكيم المصرى؟
وفجر الشناوى مفاجأة مدوية عن كلاتنبرج، وهى أن الرجل لم يسبق له أن عمل محاضرا فى الاتحاد الإنجليزى أو الاتحاد الأوروبى أو الاتحاد الدولى، وكله مؤهلاته أنه كان حكما دوليا جيدا، ولكن هناك فرق كبير أن تكون حكما جيدا، وأن تكون محاضرا أو معلمًا يمكن أن يعتمد عليه فى تطوير مستوى الحكام.
وتابع الشناوى، ليس كل لاعب موهوب وصاحب إنجازات تاريخية، يصلح أن يكون مدربًا ناجحًا، ونفس الكلام ينطبق على التحكيم.
وأشار الشناوى، أين هى الخطة التى جهزها كلاتنبرج لتطوير التحكيم المصرى، وهل هناك مشروع للتطوير قام بعرضه على مجلس الجبلاية؟
أضاف الشناوى، كلاتنبرج تم التعاقد معه ليكون مسئولا عن التطوير، ثم وجد نفسه مسئولا عن لجنة الحكام فنيا وإداريا، وهو لا يعلم أى شيء عن الحكام فى الدرجات المختلفة والتعيينات، وهو خطأ يسأل عنه مجلس الجبلاية.
أما عن سفره المستمر خارج البلاد، فأكد الشناوى أن الخواجة كان واضحا عند التعاقد معم وأبلغ مجلس الجبلاية أنه لن يكون متفرغا بشكل كامل لعمله فى مصر، وأنه لن يقيم فيها بشكل دائم، ومع ذلك وافق المجلس على إتمام التعاقد معه، وبالتالى عليهم تحمل مسئولية الانهيار الذى يهدد منظومة التحكيم المصرى.
كما قال الحكم المونديالى السابق جهاد جريشة، إنه فى البداية كان متحمسا جدا لتجربة كلاتنبرج، خاصة أنه خواجة ولن يتم تصنيفه على أنه يعمل لصالح الأهلى أو الزمالك أوغيرهما من الأندية، وتوقعت أن هذا سيمنحه أريحية أكثر فى التعامل مع ملف تطوير منظومة التحكيم والارتقاء بمستوى الحكام.
وتابع جريشة، مع الأسف الشديد فوجئت مع مرور الوقت، أن الخواجة دائم السفر خارج البلاد، وأغلب الوقت غير متواجد فى مصر، ويكفى أن تعرف أن كلاتنبرج منذ أن تسلم مهمته رئيسا للجنة الحكام، لم ينزل مرة واحدة مع الحكام إلى الملعب ليشرح لهم الحالات التحكيمية بشكل عملى، ولم يرتد شورت التدريب ولو مرة واحدة، واقتصرت جهوده فى التطوير على بضعة محاضرات نظرية لا تسمن ولا تغنى من جوع.
وشدد جريشة على أن كلاتنبرج إذا كان بالفعل لديه جدية فى الارتقاء بمستوى التحكيم، فعليه أن يعقد محاضرات عملية مكثفة للحكام فى أرض الملعب، وإلا فإن مستوى الحكام لن يتحسن ولا حتى بعد 100 سنة، لافتا إلى أنه بعد مرور 13 جولة من عمر الدورى الممتاز، فإن مستوى التحكيم من سيئ إلى أسوأ.
وأكد جريشة على أن نظام العمل داخل لجنة الحكام يحتاج إلى تغيير جذرى وتفرغ كامل من كلاتنبرج لتطوير التحكيم، وإلا فإن التغيير فى قيادات اللجنة قادم لا محالة، والدولة أولى بالدولارات التى يحصل عليها الخواجة بدون أى مقابل.
نقلًا عن العدد الورقي…،