طلب إحالة بالبرلمان يحذر من الانفتاح على الثقافات الأخرى
الهوية المصرية، تقدمت عايدة السواركة، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجه إلى وزيرة الثقافة، حول آثار الانفتاح على الثقافات الأخرى على الهوية المصرية.
الهوية المصرية تعرضت للخلل
وقالت النائبة في الطلب: في ظل عالم يموج بالصراعات والنزاعات والحروب وفي ظل كل التأثيرات الخارجية ووسائل التواصل والاتصال والانفتاح الحالى من خلال التكنولوجيا تعرضت الهوية الثقافية للكثير من الخلل والاضطرابات، وهو الجانب السلبي للانفتاح على الآخرين والعولمة.
علينا الحفاظ على ثقافتنا الوطنية
وأشارت النائبة إلى أنه لا شك أن الانفتاح وعدم الإغلاق الفكري أمر مطلوب والإطلاع على ثقافات الآخرين أمر تنتهجه الكثير من الدول للاستفادة منها والوقوف على تجاربها وإبداعاتها الثقافية، بشرط ألا يؤثر ذلك على ثقافتنا الوطنية بما تحمله من إرث حضاري وعُمق تاريخي وعادات وتقاليد متوارثة تتناقلها الأجيال وهي إحدى السمات المميزة للشخصية المصرية على مدار العصور.
تأثير التواصل الاجتماعي على الهوية المصرية
وتابعت عضو مجلس النواب: غير أن ما حدث هو أننا اطلعنا على ثقافات الدول الأخرى ولم يأخذ شبابنا منها للأسف إلا ما هو سيء، وساعد في ذلك الانتشار الرهيب للتكنولوجيا ومواقع التواصل ووسائل الاتصال، التي قربت المسافات بين الدول والشعوب، مشيرة إلى أن الحفاظ على الهوية الوطنية لمصر، ضرورة فرضتها الظروف والتحديات في ظل التأثيرات الخارجية والغزو الفكري الخارجي، والانفتاح على ثقافات أجنبية مرفوضة.
وشددت عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان، على أهمية الحفاظ القيم والمبادئ التي شكلت الهوية الوطنية لمصر منذ آلاف السنين، والتركيز على قضية كيفية بناء العقل المصري المستنير ورفع درجة الوعى بملامح الثقافة المصرية لدى النشء وخاصةً لدى أجيال الشباب والشابات.
الحفاظ على الهوية المصرية
وطالبت النائبة بضرورة اتباع أساليب حديثة ترسخ الاستنارة وقادرة على الحفاظ على الهوية المصرية الفريدة فى تكوينها وبحيث تكون الثقافة متاحة فى كل ربوع بلدنا لتصبح حائط صد منيعًا أمام كل دعاوى الانفتاح الغريب أو الانغلاق المقيت، وهو لا يمكن أن يحدث إلا من خلال إحياء دور وزارة الثقافة الذي تراجع كثيرًا ولم تستطع الصمود أمام التحديات المتلاحقة، وضرورة التعاون مع الجهات المعنية كوزارات الشباب والرياضة والتعليم والأوقاف.
واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا أعدّته الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، بشأن تخريج الدفعتين الثانية والثالثة من مبادرة "صنايعية مصر" في 10 أكتوبر الجاري.
وأكد رئيس الوزراء أن مبادرة "صنايعية مصر" تُعد من أهم المبادرات الثقافية التي أطلقتها الدولة المصرية في الآونة الأخيرة، وتستهدف بشكلٍ رئيس تأصيل الهوية المصرية، والحفاظ على ملامحها وموروثاتها الإبداعية الفريدة، بما يعكس اهتمام الدولة بقيمة الإنسان المصري، انطلاقًا من أن الثقافة هي أساس قوة مصر الناعمة، والداعم الرئيس لرأس المال البشري، والمُحفِّز الأساسي للمبدعين والرياديين.
وأشارت وزيرة الثقافة في تقريرها إلى أن الوزارة تبنَّت تلك المبادرة، انطلاقًا من دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عام 2019، والتي تستهدف تدريب الشباب على الحرف التراثية للتدريب المهني والحرفي، وتتضمن حماية التراث وإعادة إحيائه. ويقوم بالإشراف على المبادرة صندوق التنمية الثقافية، والذي بدأ الإعلان عن المبادرة وتنفيذ فعالياتها في منتصف عام 2019.
وأوضحت الكيلاني، من خلال التقرير، أن مبادرة "صنايعية مصر" تستهدف الحفاظ على الحرف التراثية وحمايتها من الاندثار، فضلًا عن تدريب كوادر جديدة من الشباب؛ ليصبحوا قادرين على إتقان ممارسة تلك الحرف بكفاءة عالية، مُستلهمين روح التراث في أعمال تلائم العصر، ومن شأنها أن تُمكنهم من إقامة مشروعات خاصة في مجال الحرف التراثية؛ لتحسين دخولهم، وتنمية الاقتصاد الوطني، وكذا تلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية من تلك المنتجات.
وفي ضوء ذلك، أشارت الدكتورة نيفين الكيلاني إلى أن عدد الشباب الذين تم قبولهم في الدفعة الثانية، التي بدأ تدريبها في أكتوبر 2020، بلغ نحو 75 شابًا وفتاة، كما بلغ عدد المقبولين في الدفعة الثالثة، التي بدأت في أكتوبر 2021، نحو 80 مُتدربًا، وتلقّى هؤلاء التدريب طوال فترة الدراسة على أساسيات التصميم والزخرفة وكذا عناصر التصميم الإبداعي وفنون الخط العربي.
وأوضحت الوزيرة أن الدراسة شملت أيضًا زيارات ميدانية لعددٍ من المتاحف الأثرية والفنية؛ للتعرُّف على تاريخ الحرف التقليدية بالفسطاط، كما تمت الاستعانة بعددٍ من كبار الأساتذة والمتخصصين من كليات الفنون المختلفة؛ للتدريس والإشراف على التدريب، وذلك بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
وأكدت الكيلاني أن التدريب تضمن أيضًا دورة متخصصة للدارسين في مجال ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والتسويق، بما يساعدهم على البدء في مشروعاتهم الخاصة، واكتساب خبرات تُمكنهم من الولوج إلى سوق العمل.
ومن خلال التقرير، أوضحت الدكتورة نيفين الكيلاني، أن الحرف التي استهدفها التدريب تضمنت 5 حرف أساسية، هي: الخزف، التطعيـم، الخيامية، أشغال النحاس، والحلي التراثية.
فعلى صعيد حرفة الخزف، أشارت الوزيرة إلى أن صناعة الخزف والفخار تُعد من أقدم الحرف التراثية التي عرفتها مصر، ويُمثل الخزف أحد أهم مقومات الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة؛ لذلك كان الحرص على أن تكون حرفة الخزف من أولى الحرف التي تشملها المبادرة، وقد تضمن التدريب التعريف بالمراحل المختلفة التي تمر بها صناعة الخزف حتى خروج المُنتج بشكله النهائي. كما تم تدريب المشاركين فى المبادرة على التقنيات المختلفة المرتبطة بتلك الحرفة، كالرسم على المنتجات الخزفية بأنواعها والتفريغ والحفر والحز والكشط والطلاءات الزجاجية والقوالب الجصية.
وأوضحت الدكتورة نيفين الكيلاني في تقريرها أن حرفة الخيامية تُعد من الحرف اليدوية العريقة، والفنون الدقيقة التي تحتاج إلى مهارات عالية وقدرات خاصة. وتقوم تلك الحرفة على زخرفة القماش باستخدام وحدات صغيرة من القماش بألوان زاهية تحمل تصميمات ومفردات فنية وجمالية مُستمدة من التراث المصري. وأشارت الوزيرة إلى إنه تم تدريب المُتدربين على المراحل المختلفة لتلك الحرفة، وفى المرحلة المتقدمة من التدريب تم توظيف الخيامية في عمل أزياء وقطع من الملابس العصرية والمبتكرة بتصميمات مستوحاة من الوحدات الزخرفية المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، مع تضمين عنصري التطريز والرسم. بما يعزز استخدامات هذا الفن التراثي الذي يواجه خطر الاندثار.