غراب البين يكتب: ياريت تراعوا ظروف بعض
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازبة فى خلق الله قررت أن أريح جتتى ساعتين فوقفت على سور بلكونة الست أم مياده وانكمشت بين أجنحتى وقبل أن تغط عيناى فى النوم سمعت صوت قادم من داخل غرفة النوم لأبو مياده وهو يقول: إتخمدى يا وليه وارحمى أمى دا الفجر قرب يأذن
فقالت له أم مياده: يعنى يا راجل عايز تفضحنى قدام أهلى اللى جايين يزورونا وأكيد هيجيبوا معاهم زياره بالشئ الفلانى؟!
فقال لها منفعلا: يعنى اللى جاى يزورنا دا لازم ياكل حمام وبط ومحشى فى الأيام اللى ما يعلم بيها غير ربنا دى؟!!.. يا وليه يا بارده دول عددهم خمسة أفراد.. وطبعا انتى وبنتك وأنا والواد عايزين ناكل زيهم حمام وبط.. يعنى عايزين على الأقل خمسة أزواج حمام وبطتين بما لا يقل عن ألفين جنيه دا طبعا بعد إضافة المحشى بأنواعه والسلطات والفاكهة والذى منه.. نامى يا وليه أنا هجيبللك فرختين تعمليهم ونخلص والناس كلها بتكح تراب فى الأيام اللى ما يعلم بيها غير ربنا دى وأيام المنظره والفشخره راحت خلاص بلا رجعه.. وثانيا أنا أصلا مش عايزهم يجيبولنا زياره بالشئ الفلانى.. كفايه 2 كيلو موز أو برتقال أو بلاش خالص
فقالت له أم ميادة فى هدوء: طب انت عارف أسعار الفراخ وصلت كام؟!.. زيها زى الحمام والبط يا فالح.. هات حمام وبط وأهى زياره وتعدى
وهنا وقفت على قدمى وفردت أجنحتى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" فراحت أم مياده تفتح البلكونة وتهشنى قائلة: غور من هنا يا غراب البين يا فقرى جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل أن تحدفنى بمشابك الغسيل ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم تصرفاتكم الغير منطقية هى التى تنكد عليكم ليل نهار؟!
يعنى عزومات إيه وولايم إيه اللى بتعملوها للضيوف فى عز الأزمة اللى العالم كله عايش فيها دى.. بينما أنتم أنفسكم تشتكون ليل نهار من غلاء الأسعار؟!
المفروض إن الستات لا تثقل على أزواجها فى الإنفاق.. إرحموا بعض وراعو ظروف بعض سواء كنتم ضيوف أو مضيفون
جاتها ستين ألف نيله اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم بيتفشخروا على حساب ظروفهم اللى تصعب على الغربان أمثالى!
