استراحات الأسرة المالكة تحكي تاريخ فاروق على أرض الفيوم، مصر الصغرى (صور)
تتمتع الفيوم بطقس معتدل على مدار العام، كما حباها الله بكثير من المميزات، التي لم يختص واحة أخرى مثلها في مصر، فهي واحة منخفضة تتمتع بمدرجات خضراء تحيط بها من كل جانب، ما أعطاها منظرا طبيعيا خلابا، خاصة أنها تشبه ورقة التوت الخضراء.
وقد رصدت لها وكالة الفضاء ناسا صورًا من الفضاء، ظهرت فيها كالقلب الأخضر في وسط الصحراء الغربية لمصر، في إشارة إلى أنها قلب مصر النابض، وهو ما دعا المؤرخين إلى إطلاق اسم “مصر الصغرى” عليها، لأن الفيوم إلى حد كبير تشبة الدولة المصرية، سواء تاريخيًّا أو جيولوجيا، فبحر يوسف يشطرها كما النيل بالنسبة لمصر ويصب شمالا في بحيرة قارون، كما يصب النيل في البحر المتوسط.
ومن الناحية الجغرافية فمصر بها صحار وأراضٍ زراعية، ومن الناحية التراثية، توجد في الفيوم آثار من العصر الفرعوني وحتى العصور الإسلامية.
كل هذه المزايا التي وهبها الله لمحافظة الفيوم، جعل منها وجهة للأسرة المالكة، لتكون الفيوم مشتى لها، خاصة في فترات صيد الطيور، وهي ثلاث فترات في السنة مع بداية الشتاء وبداية الربيع وبداية فصل الصيف.
استراحة الملك فاروق
وكان الملك فاروق من هواة الصيد فكان معتادًا على الإقامة في الفيوم لفترات طويلة، هذا أدى لأن يفكر الملك في أن يقيم له استراحة في الفيوم، وفي بداية أربعينيات القرن الماضي قرر الملك فاروق أن يشيد استراحة شتوية على ضفاف بحيرة قارون، فأتى بالمهندس الإيطالي ألبرت زنانيري لتصميم هذه الاستراحة، التي تحولت بعد ثورة ٢٣ يوليو إلى فندق أطلق عليه اسم أوبرج الفيوم.
الاستراحة على طراز الريف الإيطالي
وصمم المهندس الإيطالي الاستراحة على طراز الريف الإيطالي، تطل على بحيرة قارون وبجوارها لسان يزيد طوله عن ٥٠٠ متر ممتد داخل مياه بحيرة قارون.
وبعد الثورة عام ١٩٥٢ تم نقل ملكية الاستراحة إلى محافظة الفيوم، وأطلق عليها اسم أوبرج الفيوم، ورغم التجديدات والتطوير، الذي حظي به الأوبرج خلال السنوات الماضية، فإنه لا يزال محتفظا بشكله التاريخي الذي يروي جانبا من تاريخ الملك فاروق منذ نعومة أظافره، وحتى تولى حكم البلاد.
وحتى بعد انتقال ملكية الأوبرج إلى محافظة الفيوم، كان مقصدًا لملوك ورؤساء الدول الغربية، ومنهم: الملك عبد العزيز آل سعود، عام 1945 أثناء مشاركته في مؤتمر دول الحلفاء، والتقى ملك السعودية في أوبرج الفيوم، ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، الذي كان يقيم هو أيضا في الأوبرج.
ومازالت قاعات الفندق تحتفظ بالأسماء التاريخية وهي القاعة الملكية، وقاعة قارون، وقاعة تشرشل، وبها صورة تجمع تشرشل والملك عبد العزيز آل سعود، ويضم الأوبرج 50 غرفة و3 قاعات وثلاثة أجنحة، منها: جناح الملك فاروق المزين بصور الأسرة المالكة.
استراحة الأميرة فوزية
كانت الأميرة فوزية مغرمة بطبيعة الفيوم، ما جعلها تختار قطعة أرض أمام بحيرة قارون، لإنشاء استراحة لها عليها، للاستمتاع بطبيعة الفيوم، وسحر بحيرة قارون التي تعتبر من أقدم البحيرات في العالم.
وتتكون استراحة الأميرة فوزية من طابقين يتوسط الطابق الأرضي سلم مصنوع من خشب الأرو مرتفع التكاليف، وشيد لها مكتب أسفل درجات السلم يفتح على الحديقة، ومخزن للطهاة، كما توجد به حجرة من الزجاج لتسمح بدخول أشعة الشمس للتنعم بدفئها فى فصل الشتاء.
وتوجد في مدخل الاستراحة لوحة زجاجية مبين عليها رسم للمبنى ومعالم المكان، كما يضم الصالون مقاعد فارهة ومدفأة، وتطل غرف النوم على الشرفة والحديقة، كما تضم الاستراحة حمامًا تركيًّا.
حكاية المحافظ خبير الزراعة والبساتين
أما حديقة الاستراحة أو القصر، فكانت تضم أشجار الفاكهة المختلفة منها "المانجو الجوافة"، كما كان بها العديد من أشجار الزينة النادرة، إلا أن أحد المحافظين السابقين كان متخصصًا في الزراعة والبساتين، صمم على إزالة أشجار الفواكه من مساحة كبيرة أمام الاستراحة، وتركها أرضًا فضاء.
ويحيط بقصر الأميرة فوزية "الاستراحة" سور من الحجر الطبيعي المستخرج من صحراء الفيوم، غير مرتفع، ويمكن التسلل بسهولة من فوقه إلى داخل القصر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.