شفرة تدمير العالم.. خفايا الصراع النووى بين الكبار فى المياه الزرقاء.. وسر تفوق سلاح البحرية الصينية على أمريكا
لا يتوقف كبار العالم عن الصراع والتنافس، لتأمين النفوذ والمصالح حتى لو كان أسفل المحيطات والبحار، بعيدًا عن مرمى القدرات العسكرية التقليدية لأغلب بلدان العالم، ما أسفر عن ولادة بؤرة جديدة للصراع بين القوى العظمى، سعيا لفرض السيطرة على المياه الدولية فيما أصبح يعرف بحروب المياه الزرقاء.
حروب المياه الزرقاء
وفى حروب المياه الزرقاء تبرز أهمية الأساطيل البحرية التى تشكل أحد أهم أجنحة الجيوش الحديثة، بما تتضمنه من حاملات الطائرات والغواصات الشبحية والنووية وقاذفات الصواريخ والفرقاطات وغيرها من الأسلحة.
ويشارك سلاح البحرية فى الجيوش فى حماية وتأمين الحدود البحرية للدول، خاصة فى المناطق الاقتصادية الخالصة للحفاظ على مكتسباتها الاقتصادية وتشمل حقول الغاز والنفط التى يتم العثور عليها فى قيعان البحار.
ويجرى التنافس بين القوى العظمى مثل الولايات المتحدة ودول الغرب من جهة، والصين وروسيا من الجهة الأخرى من أجل تطوير أساطيلها البحرية، فى ظل تصاعد التوتر داخل العديد من الحدود البحرية حول العالم، وأهمها منطقة بحر الصين الجنوبى والبحر المتوسط.
ورصدت تقارير متخصصة مؤخرا تفوق سلاح البحرية الصينى على منافسه الأمريكى من حيث القوة والتطور، الأمر الذى أثار مخاوف الغرب من تنامى قدرات منافسهم الأشرس والأخطر.
وتمتلك الصين وأمريكا وروسيا أقوى 3 أساطيل بحرية فى العالم وفقا لتصنيف موقع جلوبال فاير باور، كما تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أسطولا قتاليا ضخما، ويشتهر بمجموعة حاملات الطائرات العملاقة حسب المجلة.
القوات البحرية الأمريكية
تمتلك البحرية الأمريكية 11 حاملة طائرات 68 سفينة هجومية بوزن 40 ألف طن قادرة على استيعاب ما يصل إلى 20 مقاتلة من طراز «إف-35 بي» أو «هاريير II» مع إمكانية هبوط عمودى.
كما تتميز الغواصات الأمريكية بقوتها النارية فى وجود حوالى 70 غواصة بالخدمة جميعها تعمل بالطاقة النووية، منها 18 من طراز «أوهايو» طورها الجيش الأمريكى لتصبح العمود الفقرى للقوات النووية الهجومية الاستراتيجية لأمريكا.
وأجرت الولايات المتحدة مؤخرا تطويرا لقواتها البحرية، بعد تسلمها سلاح من نوع جديد عبارة عن مدفع ليزر يدعى «هيليوس» من إنتاج شركة لوكهيد مارتن لوضعه على المدمرات التابعة للجيش.
القوات البحرية الصينية
وتعتبر البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبى الصينى الأسرع تطورا فى التاريخ العالمى، وعلى عكس الولايات المتحدة، فإن الصين استطاعت تركيز الغالبية العظمى من جهودها فى جبهة واحدة، ما يعنى أنه حتى مع امتلاكها أسطول يتركز فى المياه الإقليمية، إلا أنها تملك القدرة التغلب على الأسطول الأمريكى فى شمال شرقى آسيا.
ويمتلك الأسطول البحرى الصينى ما يقرب من 100 مدمرة وفرقاطات وطرادات، بما فى ذلك مدمرات مشروع «Type 055» إحدى أكبر المدمرات فى العالم.
كما أن المدفع الكهرومغناطيسى والصواريخ التى تفوق سرعة الصوت وغيرها من التقنيات الحديثة تمنح البحرية الصينية ميزة أكبر.
القوات البحرية الروسية
كانت روسيا جددت سفنها الحربية بعد انهيار الاتحاد السوفييتى وعززتها بأسلحة حديثة وفى الوقت نفسه تعتبر صواريخ كروز «كاليبر» و»بى 800» من بين الأفضل فى العالم، وسينضم إليها قريبًا صاروخ كروز «تسيركون» فرط الصوتى، القادر على إصابة الأهداف على مسافات بعيدة بدقة عالية.
وأجرت البحرية الروسية تطورات على سلاحها البحرى، خاصة مع انطلاق الحرب فى أوكرانيا، حيث كشفت موسكو النقاب عن الغواصة النووية سوفورف، والتى نجحت فى اختبارات إطلاق صواريخ بالستية قادرة على حمل رءوس نووية.
وفى هذا السياق قال الخبير العسكرى، اللواء سمير فرج، إنه أيا كانت طبيعة الصراع بين القوى العظمى لن يعنى ذلك نشوب حرب عالمية بين هذه الدول، مؤكدا أن الجميع يدرك خطورة نشوب صدام يقودنا إلى حرب عالمية ثالثة تستخدم فيها الأسلحة النووية.
وأوضح اللواء سمير فرج إلى أن الصين أصبحت الأولى عالميا من حيث القوة البحرية متفوقة بذلك على الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث ركزت فى تطوير جيشها خلال الفترة الماضية على سلاح البحرية، وأعلنت عن إطلاق أكبر حاملة طائرات فى العالم، وذلك لأن بكين ترى أن التهديد الأكبر يأتيها من حدودها البحرية.
وتابع: «بحر الصين الجنوبى وتايوان واليابان أكبر تهديدات بحرية للحدود الصينية، خاصة مع تواجد قوة بحرية أمريكية هناك، والاستفزازات التى تقوم بها واشنطن باستمرار، ناهيك بالتطور الكبير فى تسليح الجيش اليابانى والذى أصبح من أقوى 5 جيوش على مستوى العالم، كل ذلك دفع بكين إلى التركيز على تطوير سلاحها البحري».
وأشار سمير فرج إلى أن ميدان المعركة القادم من وجهة نظر الصين هو البحر، لذلك فهى تسعى إلى تطوير أسطولها البحرى ليكون رادع لأى تهديد أمريكى أو آسيوى لها.
وحول مناطق الصراع البحرية، أكد فرج أن هناك مناطق صراع عديدة أهمها منطقة بحر الصين الجنوبى والبحر المتوسط والبحر الأحمر ومضيق هرمز.
أخطر سلاح نووى فى العالم
وحول البحر المتوسط، أوضح سمير فرج، أن هناك 5 قوى بحرية تتنافس فى هذه المنطقة، البحرية المصرية والتركية والإسرائيلية واليونانية، بالإضافة إلى القوات البحرية الأمريكية متمثلة فى الأسطول السادس.
وشدد سمير فرج على أن سلاح الغواصات أخطر سلاح بحرى فى العالم لصعوبة تحديد أماكن تواجدها، وإمكانية تنفيذها هجمات فى أوقات مفاجئة دون أن يتم رصدها، مشيرا إلى أن الغواصات تعتبر أخطر سلاح نووى فى العالم حاليا.
وفى السياق ذاته قال الخبير الأمني، اللواء محمد عبد الواحد، إن القوى العظمى تسعى لفرض سيطرتها على الممرات العالمية والمياه الدولية ليس فقط لأهداف عسكرية وإنما أيضًا لأهداف سياسية واقتصادية، من ضمنها تأمين السفن التجارية والاكتشافات النفطية.
وأوضح أن معظم الهجوم العسكرى يأتى من ناحية البحر، مؤكدا أن الدول التى لا تمتلك أساطيل قوية لحماية شواطئها البحرية تكون أكثر عرضة لأطماع العدو.
وأشار الخبير العسكرى إلى مربع القوى التى تستخدم فى تقييم تطور وقوة الأساطيل البحرية التى تمتلكها جيوش العالم، وهى (حاملات الطائرات – الغواصات – الصواريخ البالستية – التكنولوجية البحرية).
وأكد محمد عبد الواحد أن هناك تطورا كبيرا فى صناعة القطع البحرية خلال الأعوام القليلة الماضية، من ضمنها أن أغلب الفرقاطات أصبحت صعبة الاكتشاف، وذلك لتزويدها بخصائص شبحية مما صعب على الرادارات اكتشافها.
وتحدث عبد الواحد عن الصراع الصينى الأمريكى على تطوير القوات البحرية، وكيف أرعبت بكين واشنطن من خلال أساطيلها البحرية.
مشكلة حاملات الطائرات
وكشف الخبير العسكرى، أن الصين تمكنت من حل أكبر مشكلة تواجه حاملات الطائرات وهى عملية الإقلاع من على متن السفينة، والتى تحتاج إلى ساحة كبيرة، إذ تسببت سابقا فى حوادث كثيرة أثناء الإقلاع والهبوط وخاصة خلال استخدام الطائرات الكهرومغناطيسية.
وتابع: وهذا الأمر يمنح حاملات الطائرات الصينية تفوقا كبيرا على منافستها الأمريكية فى عدد الطلعات الجوية، بالإضافة إلى قدرتها على حمل طائرات جيه 20 الصينية.
وشدد الخبير العسكرى على قدرة الصين واستطاعتها ضرب الأساطيل البحرية الأمريكية بكل سهولة، الأمر الذى يسبب إزعاجا كبيرا لواشنطن حاليا.
نقلًا عن العدد الورقي…،