رئيس التحرير
عصام كامل

مفيدة عبد الرحمن وسر رفض عميد الحقوق قيدها بالكلية

المحامية مفيدة عبد
المحامية مفيدة عبد الرحمن، فيتو


مفيدة عبد الرحمن،نموذج للمرأة المصرية الأصيلة، شغلت مناصب كثيرة في وقت كانت فيه المرأة المصرية تعيش عصر الحريم فكانت أول فتاة تلتحق بكلية الحقوق للدراسة لتصبح أول سيدة مصرية تمارس المحاماة وكذلك أول محامية بالنقض، حصلت على كرسى البرلمان بالانتخاب واستمرت في عضويته 17 عاما عن دائرة قسم الازبكية والضاهر.


ولدت في مثل هذا اليوم 20 يناير 1914 المحامية المفوهة مفيدة عبد الرحمن بحى الدرب الأحمر، كانت تود أن تصبح طبيبة مثل شقيقتها لكن لم يساعدها المجموع، فتقدمت بأوراقها إلى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول ـ القاهرة حاليا ـ وكانت قد تزوجت.

أول طالبة فى كلية الحقوق 

التحقت مفيدة عبد الرحمن بكلية الحقوق عام 1928 اعترض عميد الكلية على انضمامها إلى الكلية بحجة أنها ربة بيت وزوجة وأم وقد اختارت أصعب الكليات،حتى انه استدعاها إلى مكتبه وكان معها زوجها وسألها كيف تجرؤ على ترك بيتها من أجل الدراسة فأجاب زوجها قائلا: العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة وطالما هي عاشقة للعلم ولبيتها في نفس الوقت فما المانع خاصة وأن رأسمالها في الحياة الإصرار على النجاح بالصبر والكفاح فوافق العميد فورا على التحاقها بالكلية، وبعد التخرج قيد اسمها أول محامية في نقابة المحامين عام 1939.


وتحكى المحامية مفيدة عبد الرحمن عن بدايتها في عمل المحاماة فتقول:عندما انتهيت من دراسة الحقوق كنت متزوجة ولدى خمسة أبناء، عملت في مكتب محاماة في الجمالية ـ مكتب أحمد نجيب برادة المحامى ـ حيث موطن عائلة زوجى فقال الجميع زوجة محمد عبد اللطيف الذى كان يمتلك مطبعة بجوار المكتب تعمل محامية وشاع الخبر.

10 بيضات فى منديل اول الاتعاب 

أثناء عملها تحت التمرين كانت أول ترافع لها أمام النيابة عن قضية نجار اعتدى على سيدة بالضرب وسط حى الصاغة أمام الناس وأثبتت حق السيدة وعقاب النجار وكان اتعابها 10 بيضات في منديل 

16 ساعة عمل فى اليوم 


تقدم نفسها المحامية الأولى في مصر مفيدة عبد الرحمن في المنتديات المحلية والدولية وتقول: أنا مفيدة عبد الرحمن المحامية التي تتنقل بين جميع دور المحاكم في الإقليم الجنوبي من أسوان حتى الإسكندرية، وتزيد ساعات عملها عن 16 ساعة في اليوم الواحد تقضيها في دراسة القضايا وحضور التحقيقات والمرافعة في الجلسات ثم إدارة مكتب به خمسة محامين وسبعة موظفين آخرين، أول قضية ترافعت فيها كانت قضية مخدرات وكان المتهمين أربعة، وأخذ موكلى في القضية البراءة وتقاضيت من موكلى في القضية عشرة جنيهات كان اول اتعابى الحقيقية.

أسعد زوجة فى العالم 

وأضافت مفيدة عبد الرحمن في مجلة المصور عام 1971: حينما تزوجت ارتبطت بإنسان مفكر وأديب يعشق العلم ويشجع على أن يكون العلم قبلة الإنسان من المهد إلى اللحد هو عبد اللطيف بن الخطيب رحمه الله، كان نعم الزوج فهو الذى ساعدنى وتحملنى وأخذ بيدى فكان أهم عامل نجاحى في عملى وحياتى، قامت حياتنا على الحب والاحترام المتبادل، انجبنا تسعة أبناء هذا غير خمسة أبناء لزوجى من زيجة سابقة، اعتبرهم أولادى فأقمنا على تربيتهم وعشت معه اسعد زوجة في العالم..


شغلت مفيدة عبد الرحمن منصب رئاسة جمعية نساء الإسلام منذ عام 1960 مدافعة عن الحقوق واستمرت في العمل العام تتصدى لمشاكل الأسرة، كما شغلت عضوية الاتحاد النسائى ولجان الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى عام 1957 وعضوية المجالس المحلية ومجلس الامة عن دائرة الازبكية والضاهرن وكانت أول امرأة تترافع أمام المحاكم العسكرية في مصر. 

رحيل فى الثامنة والثمانين 

استمرت مفيدة عبد الرحمن في عمل المحاماة وواجبات البرلمان والعمل فى المنظمات النسائية والسياسية حتى آخر دقيقة في حياتها فهى لم تعتزل الحياة العملية حتى رحلت في الثمانية والثمانين من عمرها عام 2002.
 

الجريدة الرسمية