أسامة داود: لماذا يخفي أبو النجا ميزانية مستشفى «57» وحجم الأموال التي يتلقاها سنويا؟!.. مؤسسة «57357» أقيمت وتدار بأموال تبرعات ولها صفة المال العام.. فكيف تقع فى قبضة أشخاص؟
أسامة داود:
- لماذا يخفى أبو النجا ميزانية مستشفى «57» وحجم الأموال التى يتلقاها سنويا؟!
-مؤسسة «57357» أقيمت وتدار بأموال تبرعات ولها صفة المال العام.. فكيف تقع فى قبضة أشخاص؟
-كيف لمستشفى «57» أن يعيش على مليارات التبرعات كمصدر أساسى لتشغيله سنوات طويلة؟!
-كيف اتخذ أبوالنجا مؤامرة تصفية فرع طنطا حائلا دون تدخل «التضامن» لوقفها؟!
-كيف تترك إدارة «57» غرفا وأدوارا خاوية بعد إخلائها من الأَسِرَّة لتخصيصها استديوهات؟!
-لماذا لا يتم إعلان عدد الأطفال الذين يعالجون بها؟ وعدد الأسرة التى يتم شغلها؟!
-لماذا لم تحاسب وزارة التضامن شريف أبو النجا على التلاعب الذى تم لصالحه والذى حصل من خلاله على لقب مؤسس؟!
-نكشف مخطط المدير التنفيذى لتؤول أصول وأموال المستشفى إليه
-أبو النجا يعترف: التعاقد مع شركة دعاية لتنفيذ حملة فى شهر رمضان 2019 بـ33 مليون جنيه
هل القائمون على رقابة حسابات 57357 وجمعية أصدقاء المبادرة يتم تعيينهم بالمستشفى بعد خروجهم للمعاش؟
-المناصب توزع فى «57357» مثل الأموال دون حساب من أحد
رغم المستندات الكاشفة عن وجود مخالفات مالية صارخة ودامغة فى مستشفى 57357، والتى نشرناها عبر 16 حلقة على صفحات «فيتو» منذ 4 سنوات ونصف، والتى كانت تحرك الجبال والصخور من فرط خطورتها وضخامتها، لكن شيئا لم يحدث، وبقى الوضع على ما هو عليه.
غير أن الحديث الذى تجدد مؤخرا عن قرب إفلاس المستشفى فرض علينا إعادة فتح الملف ونشر ما لدينا وما احتفظنا به من وثائق بالمخالفات، الحديث أثبت بما لا يدع مجالا للشك صحة ما كشفناه من مخططات وتلاعبات ومخالفات وحذرنا منه، وما قلناه من أن الأطفال المرضى هم الحلقة المفقودة فى سلسلة يمثلون أهم عناصرها، وقلنا إن 14% فقط من تبرعات الغلابة تذهب لهؤلاء الأطفال، والـ86% الباقية من تلك التبرعات تذهب لبنود ليس لها علاقة بهؤلاء الأطفال، وهناك حزمة أسئلة نطرحها فى هذه الحلقة.
إن كان مستشفى 57357 يعيش على تبرعات يضخها الناس لماذا تخفى الإدارة ولسنوات طويلة أرقام الأموال التى تتلقاها سنويا وعدد الأطفال الذين يعالجون به ومبررات رفض الآلاف رغم تواجد أماكن به ورغم توافر مليارات مكدسة فى حسابات المستشفى البنكية؟
ولماذا تصر إدارة المستشفى على تكرار الجمع بين موقعين متناقضين هما عضو مجلس الأمناء والمدير التنفيذى للمؤسسة؟
هل هناك مؤسسة علاجية يجب أن تعيش على التبرعات كمصدر أساسى لتشغيلها حتى بعد أن تحصد عشرات المليارات من الجنيهات دون توقف ولسنوات طويلة؟
ولماذا كانت ولسنوات ترفض الكشف عن ميزانياتها وأرقام المعالَجين بها، وعدد الأسِرَّة التى يتم شغلها؟
كيف لإدارة مؤسسة تترك غرفا بل أدوارا خاوية بعد إخلائها من الأسرَّة لتخصيصها كاستديوهات يتم تحويل الأطفال فيها إلى كومبارس للقيام بأدوار تلهب مشاعر الناس وتنتزع كل ما فى جيوبهم؟
لماذا قامت الدنيا ولم تقعد عندما استطعنا بفضل الله الحصول على الميزانيات وأرقام الدعاية التى تقارب أرقام العلاج، وكذلك الأجور التى تتفوق على كل شيء ليس إلا لخلق مجتمع مبتهج دائمًا وعمال لا يتقاضون البقشيش لأنهم يغترفون من فتة التبرعات التى تجمعت من قروش وجنيهات الفقراء للعلاج.
صحيح أن حوائط المستشفى لا يقترب منها التراب بشهادة القطنة. وكل شيء نظيف نظافة لا ينكرها أحد، ولكن نظافة تمنح أولوية ابتلاع جنيهات التبرعات بدلًا من جرعات العلاج للأطفال.
كيف لمؤسسة تعيش بأموال التبرعات أن تسند منصب المدير التنفيذى لمن يشغل مقعدا بمجلس الأمناء رغم أنهما موقعاين متعارضان.. الأول موقع تنفيذى مسئول؟ والثانى رقابى يتابع ويدقق ويحقق.
كيف يتم ترك محمود التهامى صهر أبو النجا يتولى بجانب موقعه كعضو بمجلس الأمناء موقع المدير التنفيذى وعلى مدار سنوات طويلة وحتى فبراير 2019 حتى اعترضت الجمعية المصرية المؤسسة للمستشفى بسبب مخالفة ذلك لقانون واللائحة، فيتقدم باستقالته من مجلس الأمناء ليبقى فى نفس الموقع، وحتى يستمر فى إدارة كل شيء فى المؤسسة والمستشفى من خلاله.
وبعد مرضه يتقدم باستقالته لعدم قدرته على القيام بمهام عمله، فتجتمع اللجنة التنفيذية وتصدر قرارها باستمرار منحه كل المزايا بداية من الاحتفاظ بدرجته الوظيفية رغم أنه قد تجاوز السبعين من عمره بكثير.. ليس هذا فقط بل تمنحه كل المزايا والمخصصات المالية وعبر بوابة التعيين وبقرار اللجنة التنفيذية بتاريخ 14 سبتمبر من نفس العام 2019 ليعين مستشارًا لمجلس الأمناء بزعم احتياج المؤسسة لخبرة سيادته رغم أن استقالته المعلن عنها هى لأسباب صحية؟
أليست تلك أموال التبرعات التى يطرد الأطفال دون جرعة كيماوى أو جلسة إشعاع لتخفيف آلامهم بينما تمنح لمن أعلن هو نفسه عدم قدرته على العمل، أطفال السرطان أم محمود التهامى الذى كان يشغل رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف وخرج على المعاش منذ أكثر من 20 عامًا.
بالطبع الأمر لم يكن محل اعتراض من جانب مجلس الأمناء الذى قال عنه أحد أعضائه السابقين وهو نيازى سلام فى استقالة مسببه أنهم مجرد أداه للتوقيع على قرارات لم يشاركوا فيها.
ليتكرر الخطأ ويتم تعيين أحد أعضاء مجلس الأمناء وهو السيد أحمد الفندى عضو مجلس الأمناء مديرا تنفيذيًا للمؤسسة اعتبارًا من 2019 وهو تكرار للجمع بين موقعين متناقضين سبقه إليهما السيد محمود التهامى، ولكن هذه المرة يتم تبرير ذلك بأنه متطوع ودون أجر.. المشكلة هى فى تعارض الموقعين؛ موقع المدير التنفيذى وموقع عضو مجلس الأمناء الذى يفترض فيه أنه يراقب الجميع بما فيهم المدير التنفيذى؟
إن المناصب توزع فى 57357 مثل الأموال دون حساب من أحد.
الإنفاق البذخى إلى حدود السفه هو العنوان الرئيسى لما تقوم به إدارة 57357 وفقا لاجتماع اللجنة التنفيذية للمؤسسة والتى تتولى إدارة المستشفى لنكتشف وباعترافات رسمية، بموجب محضر اجتماع هذه اللجنة فيما يخص أعمال تنمية الموارد التى تأتي ضمن حزمة المناصب التى يتولاها الدكتور شريف أبو النجا، اعترف بأنه تم التعاقد مع شركة متخصصة فى مجال الدعاية قامت بتنفيذ حملة خلال شهر رمضان المعظم لعام 2019 بلغت تكلفتها 33 مليون جنيه مصرى.
علينا أن نتخيل حملة دعائية تم دفعها من أموال التبرعات بلغت تكلفتها 33 مليون جنيه خلال شهر رمضان، ويرى أنها أدت إلى تحسن ملحوظ فى الإيرادات من التبرعات خلال الشهر الكريم.
علينا أن نتخيل مبلغ مليون و300 ألف جنيه يوميا تكلفة الدعاية التى تقوم بها إدارة 57357 من جنيهات التبرعات التى يدفعها أهل الخير من الصدقات والزكاة.. وبمعنى أدق: ادفع أيها المواطن أموالك لننفقها فى الدعاية التى تملأ الفضائيات والمحطات الإذاعية والصحف والمواقع الإلكترونية وتتحول إلى رعاية للبرامج الرمضانية.
وما الفائدة فى أن هذه الشركة تستطيع أن تنتزع الصدقات والزكاة ليس للعلاج ولكن لبند الدعاية، فماذا يكون بند الأجور الخاصة بالعاملين فى إدارة تنمية الموارد التى يتولى رئاستها شريف أبو النجا.. نعم هناك أجور فوق الأجور لمن ينتمون إلى ما تسمى إدارة تنمية الموارد.
لم يتوقف شريف أبو النجا أو مجلس الأمناء عند هذا الحد، بل قرروا فى نفس اجتماع اللجنة التنفيذية الموافقة على محضر اجتماع لجنة الدعاية والإعلان وأبدى الاجتماع تقديره للجهود التى بذلتها إدارة تنمية الموارد لتحسين موقف التبرعات، لم يكتفِ بذلك وبما دفعته من أموال تقدر بـ33 مليون جنيه خلال شهر واحد، بل قرروا استمرار حملة الدعاية والإعلان خلال الفترة المقبلة أي بشكل مستمر.
هذا بالطبع بخلاف أجور القائمين على إدارة تنمية الموارد.. وهنا حسب ما قال أبو النجا عبر أحد البرامج الفضائية أن جنيه الإعلان يحقق للمستشفى 18 جنيها، أي جنيه الدعاية يمثل طعما ينفق عبر مشاهد تستعرض آلام الأطفال ليستطيع اصطياد 18 جنيها تبرعات من كيكة الزكاة والصدقات التى يدفعها المصريون للجهات التى تقوم بأعمال خيرية.
أبو النجا قد يكون «شاطرا» فى التسويق وليس بالطبع فى الطب لأنه لم يمارسه إلا من باب الإدارة والبيزنس.. ومن خلال كلامه فقد تحقق من خلال هذا الـ33 مليون جنيه دعاية ما يقرب من 600 مليون جنيه عائد تبرعات فى شهر واحد.
الأرقام التى تم ضخها فى شرايين الدعاية بلغت فى نفس العام 2019 -حسب ما جاء فى القوائم المالية لـ 57357- 120 مليونا و173 ألف جنيه، وبالتالى وطبقا لتأكيدات شريف أبو النجا بأن إنفاق جنيه فى الدعاية يعود بـ18 جنيها، نجد أن إجمالى التبرعات التى يفترض أن تكون قد تحصلت عليها إدارة مؤسسة ومستشفى 57357 كان من المفترض أن تبلغ 2 مليار و163 مليون جنيه.
هذه الأرقام نصل إليها عبر تأكيدات شريف أبو النجا بذات نفسه.. ولكن كيف يعلن أن المستشفى تمر بأزمة.. وهى تحقق تلك المبالغ وطبقًا لتصريحاته.. ولماذا يزعم أن التبرعات تراجعت عبر حملة دعائية ممنهجة بدأت مع بداية عام 2022 بتصفية 57357 فرع طنطا ليتخفف بغلقها وطرد الأطفال من تكاليف علاج الطفولة البائسة التى ينهش السرطان ما تبقى من أجسادهم النحيلة.
ومع غروب شمس 2022 كان أبو النجا يعد العدة وطالب على الهواء مع إحدى الفضائيات أمهات الأطفال عبر الجروبات بدعوة المصريين لإنقاذ الطفولة البائسة بمزيد من التبرعات والتأكيد على أن 57357 سوف تغلق أبوابها.
نعم إنها الخطة التى كشفنا عنها فى 2018.. والهدف منها هو التصفية بزعم أن المستشفى لا يستطيع الاستمرار فى تقديم الخدمة العلاجية لأطفال السرطان.. لكن أبو النجا نسى أنه هو من أنفق عبر بوابة الدعاية والرعاية أكثر من 120 مليون جنيه على البرامج الفضائية والإذاعية والصحف والمواقع الإلكترونية.
فلماذا يتم التلويح بغلق المستشفى وقد حصد أكثر من مليارى جنيه، بينما هناك متراكم من سنوات سابقة وطبقا لما جاء فى الموازنة التقديرية لعام 2018 عن الفائض المرحل ما يصل إلى 4 مليارات جنيه.. وبالتأكيد تكون قد حققت عائدا يقدر بمئات الملايين من الجنيهات سنويا.
ولكن الأرقام فى القوائم المالية تقول إن التبرعات وصلت فى عام 2019 عبر ما يسمى إيرادات النشاط إلى 588 مليون جنيه، وهو بالطبع ليس منطقيا، لأن أبو النجا أكد منذ أسابيع أن الجنيه يأتى بـ18 جنيها، وهنا كان يجب أن يكون الرقم المتحقق هو ما أشرنا إليه وهو 2 مليار و163 مليون جنيه.
وهنا أيضًا يجب أن نسأل هل تراجعت التبرعات فعليا وأصبح الجنيه لا يحقق أكثر من 5 جنيهات فقط أي بنسبة 27% من الأرقام التى أكدها أبو النجا.
أم أن هناك قناة أخرى تذهب إليها التبرعات؟ هل تذهب إلى جمعية أصدقاء المبادرة التى كانت هى جمعية أصدقاء المعهد القومى للأورام وقبل الانقلاب عليها من الدكتور أبو النجا نفسه لاستبعاد تمثيل المعهد بالمستشفى؟
هل من الممكن الكشف عن حسابات الجمعية والتى إن امتلكت شيئا فهو من التبرعات التى كانت تجمع لصالح مؤسسة ومستشفى 57357؟
هل يمكن للتضامن أن تلزم الدكتور شريف أبو النجا بالإعلان عن ميزانية جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان؟ ويفترض أنها جمعية تتبع التضامن أيضًا وليست خارج عباءة الدولة.
نريد أن نعرف مصير التبرعات ومصير المستشفى الذى يوجه الفتات لعلاج المرضى، بينما يتم الإنفاق على كل شيء إلا هم.
وبالتالى أين ذهب هذا الرقم.. بعض المصادر أكدت أنه يتم جمع جزء كبير من التبرعات ليس باسم مؤسسة ومستشفى 57357، ولكن باسم جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان والتى يسيطر عليها أبو النجا، ولكن هذا الأمر نريد أن يتم توضيحه من خلال وزارة التضامن؟ وفى حالة ثبوت ذلك ما هى الإجراءات التى يتم اتخاذها من جانب الوزارة؟
لو كان حدث ذلك يكون ما وصل للجمعية ولم يظهر بالقوائم المالية لمؤسسة ومستشفى 57357 أكثر من 586 مليون جنيه، أي نصف التبرعات دخلت حسابات جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان والتى لا تخضع لمراجعة مجلس الأمناء أو أي جهة رقابية سوى التضامن الاجتماعى وتحديدا الإدارة العامة للجمعيات.
وهنا أطرح تساؤلا مهما: هل القائمون على رقابة حسابات 57357 وجمعية أصدقاء المبادرة يتم تعيينهم بمستشفى 57357 حقا، وأيضا بجمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان بعد خروجهم للمعاش؟
بمعنى أدق: أراقبك وبالتأكيد يجب أن أحاسبك اليوم، وغدا أكون موظفا لديك لأنضم إلى قائمة المغترفين من الأجور الخرافية من أموال التبرعات؟
يسأل البعض: هل رقابة إحدى إدارات وزارة التضامن لمؤسسة ومستشفى 57357 كافية؟.. وكيف يتم الاطمئنان لرقابة جهة ثبت ضلوعها فى دخول شريف أبو النجا كمؤسس بشخصه عبر عملية تلاعب تورط فيها عناصر من «التضامن الاجتماعى» نفسها، وباعتراف الشئون القانونية التابعة لها ليكون قد شهد شاهد من أهلها.
كما أن دخول أبو النجا كان عبر عملية تلاعب لصالحه وقد أصدرت التضامن له قرار بالفعل وكان يحمل رقم 137 وظلت متجاهلة صراخ الجمعية المصرية المؤسسة للمستشفى عبر خطابات عديدة أرسلتها لوزيرة التضامن ولكن لم تتحرك الوزارة لعدة شهور تاركة أمر وصول أبو النجا إلى مقعد المؤسسين بالتلاعب والذى شاركت فيه عناصر تابعة لها.. ولتتحرك بعد انتشار رائحة التلاعب بالقرار 137 لسنة 2015 وبعدها بشهور تقر التضامن بوجود تلاعب من عناصر طرفها لصالح شريف أبو النجا وتقرر عزله من قائمة المؤسسين لعدم أحقيته.
ولكن ما هو غير مبرر أن لا يتم محاسبته على التلاعب الذى تم لصالحه، والذى حصل من خلاله على لقب مؤسس؟
لكننى ما أحترمه فى أبو النجا هو إجابته التى أراد الله أن تخرج من لسانه أثناء مداخلة تليفزيونية له على مقدم البرنامج الذى سأله من يراقبك؟ وكان مقدم البرنامج بالطبع يظن أنه لا بد أنه مراقب من أجهزة ومؤسسات الدولة
ليرد: ربنا.. ونعم بالله.
ولأن أبو النجا يعلم أن رقابة التضامن محصلتها صفر، ونراها جميعا فى مساعدته على الدخول كمؤسس دون حق وفى جوانب أخرى يأتى ذكرها لاحقا.. فقد قال إنه متروك لضميره وهو الضمير الذى أقنعه أن يجعله يقنع نفسه باستخدام وسائل غير مشروعة قانونًا أو حتى بالعرف، بأن يدس نفسه كمؤسس لغرض فى نفس يعقوب.. بشخصه ليحصل على ما لا يستحق.
ضميره الذى رفض قبول أطفال ينهشهم السرطان رغم توافر مليارات الجنيهات فى حسابات 57357 بالبنوك.
ضميره الذى لم يتأثر بصراخ آباء وأمهات يموت أطفالهم فى حجورهم أمام أسوار المستشفى أملًا فى اللحاق بآخر دقة فى قلوبهم بجرعة كيماوى أو جلسة إشعاع أو فحوص من أجهزة نتباهى بامتلاك المستشفى لها وتكلفت من أموال التبرعات مليارات الدولارات، بينما نبخل على الفقراء وأصحاب الحق فيها باستخدامها.. ربما كان يخشى من أن يعلو الغبار حوائط المستشفى الذى يتغنى فقط بنظافته وبهاء مظهره وصفاء ونقاء هوائه.
«ياما فى الجراب يا حاوى» مثل شعبى ينطبق هنا على أبو النجا الذى يرى فى نفسه المالك الفعلى لمؤسسة ومستشفى 57357.. وباعتباره يمثل اللائحة والقانون بل الدستور أيضًا وأنه خارج سلطة الدولة.
أتحدث عبر وثائق ومستندات وأسوق واقعة جديدة وهى ما قررته جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان ومن خلال اجتماع عقد فى 10 أكتوبر من العام 2021 بإجراءات اتخذتها جمعية المبادرة بشكل منفرد دون مشاركة الجمعية المصرية للتنمية والثقافة وهى الجمعية الأولى المؤسسة لـ57357 عبر سيناريو ينص على تعديل فى لائحة النظام الأساسى يتضمن زيادة رأس المال رغم عدم حضور الجمعية المصرية أو موافقتها، خاصة أن عقد الاجتماع تم في أثناء تواجد ممثلها فى الخارج للعلاج.
وتم إرسال محضر الاجتماع إلى وزارة التضامن الاجتماعى، ولكن المدهش أن توافق الوزارة على التعديل علمًا بأن ممثل الجمعية المصرية لم يحضر، وكان على الوزارة فى مثل هذه الأمور أن تخاطب الأطراف للتأكد من موافقتهم.. وتتولى جمعية أصدقاء المبادرة ضخ أصول عينيه تتمثل فى مبنى المستشفى وعقار كان قد تم شراؤه بمبلغ 14 مليون جنيه، وجميع تلك الأصول هى من أموال التبرعات.
وهو ما يجعل جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان -التى تخضع كليا لسيطرة الدكتور شريف أبو النجا- تنتزع حق الجمعية المصرية للتنمية والثقافة فى مجلسى الإدارة والأمناء والمتمثل فى نسبة 50%.. لتسيطر على 14 مقعدا بمجلس الأمناء تمثل 93.3% مقابل عضو واحد للجمعية المصرية تمثل 6.7%! بدلا من 7 مقاعد فقط، وهو ما سوف ينطبق على مجلس الإدارة أيضا.
ورغم صراخ الجمعية المصرية واللجوء لوزارة التضامن، فإن الوزارة تجاهلت كل تلك الصرخات ولتصدر قرارها بتعديل حصص رأس المال طبقا لما قرره مجلس الأمناء بقرارات منفردة لجمعية واحدة قررت لنفسها ما ليس من حقها لتعتمده الجهة الإدارية وهى التضامن.
وهنا أسأل السيدة وزيرة التضامن: هل من المقبول أن توافقى على قرار اتخذه مجلس أمناء جمعية أصدقاء المبادرة منفردا دون حضور شريكتها الجمعية المصرية للتنمية والثقافة المؤسسة للمستشفى؟
ألم تتلقَّ خطابات توضح أن جمعية المبادرة التى يسيطر عليها شريف أبو النجا قررت لنفسها بعدما حددت موعد الاجتماع فى توقيت تواجد رئيس الجمعية المصرية بالخارج للعلاج؟
هل من المقبول أو المعقول أو المنطقى أن تمنحى موافقتك على القبول باعتبار أن قيمة مستشفى 57357 والأرض التى تم شراؤها بالتبرعات واعتبارها زيادة عينية فى رأس مال جمعية المبادرة بينما المستشفى وكل أصوله الثابتة والمنقولة والمتداولة وأمواله هى ملك لـ57357 التى هى فى الأساس مملوكة للجمعيتين المصرية وأصدقاء المعهد لقومى للأورام التى تحولت إلى «المبادرة» عبر وسائل تحتاج إلى فتح الملف والتحقيق فيه؟
ما تم اعتماده من جهتكم يا معالى الوزيرة كان سببا فى أن ينفرد مجلس الأمناء الذى تم الاستحواذ عليه من خلال جمعية أصدقاء المبادرة ليتمكنوا من اتخاذ قرار بتصفية مستشفى 57357 فرع طنطا وغلقها.. رغم صراخ المصريين الذين تبرعوا وضخوا فى هذا الصرح مئات الملايين من الجنيهات كمبنى تم تجهيزه وبأجهزة ومهمات وأطقم طبية وفنية إدارية؟
ألم نحذر يا معالى الوزيرة منذ 2018 من أن هدف شريف أبو النجا هو تصفية 57357 كمؤسسة ومستشفى لتصل إليه عبر المادة 31 من لائحة النظام الأساسى للمؤسسة والمستشفى، والتى تنص على أن تؤول أصول وأموال المستشفى للمؤسسين.
وقلنا إنه عندما فشلت عملية دخول أبو النجا كمؤسس بالتلاعب وبموجب القرار الخطأ 137 الذى ألغيتموه بعد شهور طويلة من كشف تلك المخالفة.. بدأ بتنفيذ عملية الاستحواذ على نسبة التمثيل للجمعية المصرية المؤسسة للمستشفى من عدد مقاعدها بمجلس الأمناء وبنسبة أكثر من 90% ليتحقق له اتخاذ ما يراه من قرارات وهى التصفية والوصول إلى الهدف عبر موافقة ثلثى أعضاء مجلس الأمناء؟
ولم لا وقد أصبح له 93% من الأعضاء، وهو ما يسَّر له أمر اتخاذ قرار تصفية فرع طنطا دون تدخل من التضامن لوقف هذه المؤامرة التى تجعل مستشفى 57357 الذى أقيم ويدار بأموال تبرعات لها صفة المال العام يقع فى قبضة أشخاص.. وهو ما دفع الجمعية الأخرى للجوء للقضاء؟