أسامة داود يكتب بالحيثيات: الصندوق الأسود للاستقالات بمستشفى 57357
لماذا يحتفظ أبو النجا بصهره محمود التهامى الذى يتولى موقعين متعارضين؟
أعضاء مجلس الأمناء يعتمدون ما يقرره أبو النجا وليس من حقهم الاعتراض أو رفض المخالفات المالية
لماذا يُبقى أبو النجا على أقاربه بجانبه ومنهم زوجته التى تتولى أكاديمية البحث والزمالة وغيرها؟!
لماذا تدخل أبو النجا فى عمل هانى حسين حتى أجبره على الاستقالة فى 2015؟
لماذا يتم دفع أعضاء مجلس الأمناء الراغبين فى تأدية دورهم بشفافية للاستقالة ومنهم محمد ياسين؟
عملية التخلص من سعد زغلول كان من أسبابها أيضًا اعتراضاته على إرساء عمليات بعشرات الملايين على مقاولين بالأمر المباشر؟
تكاد أسباب وحيثيات الاستقالات فى مستشفى 57357 فى ظل رئاسة شريف أبو النجا لها واحدة، قائمة المستقيلين تضم نيازى سلام قبل 7 سنوات مرورًا بعدد كبير من أعضاء مجلس الأمناء وانتهاء بالمستشار الجليل عدلى حسين، والسبب دائمًا هو أن أبو النجا يريدهم أن يكونوا «محللين» أو «بصمجية» على قراراته، وأن الشفافية فى مسألة أوجه إنفاق التبرعات غائبة، فلا يعرفون كم تبلغ وأين أنفقت.
لقد لجأ أبو النجا لاستخدام قيادات فى العمل معه بعد تركها لمواقعها، منهم من آثر الابتعاد احتجاجًا على ما يحدث وسجل موقفه كتابيًا، ومنهم من ظل مقتربًا من وعاء الفتة يغترف منه كيفما شاء.
أحد هؤلاء المنسحبين المستقيلين كان نيازى سلام عضو مجلس أمناء مستشفى 57، وهو من أسرة نذرت نفسها للخير وعبرت عن عطائها بالتفاعل مع آلام وحوائج الناس عبر جمعيات خيرية كان لها سمعة طيبة، منها بنك الطعام وبنك الشفاء ومصر الخير وغيرها.
كان الرجل عضوًا بمجلس الأمناء مرشحًا من الجمعية المصرية للتنمية والثقافة والتى أسست المستشفى مع جمعية أصدقاء المعهد القومى للأورام فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى.
سجل نيازى سلام اعتراضاته التى رصدها خلال عام ونصف العام على أسلوب إدارة مستشفى 57 ماليا، فيقول فى نص استقالته إنه منذ تعيينى بالمجلس فى عام 2013، لم أتمكن من تقديم أى إضافة به نظرًا لعدم توافر أو وضوح المعلومات التى تمكننى من أداء دورى رغم طلبها فى أكثر من مناسبة، وهذا ما لا أقبله ولا أحبه لنفسى، ويكمل قائلًا فإما أن يكون لوجودى فى المكان قيمة مضافة أو أفسح المجال لغيرى بهذا الدور.
ويضيف: اتضح لى بمرور الوقت أن دورنا كمجلس أمناء شبه مقصور على التصديق على قرارات أو أفعال تمت بالفعل بمعرفة الإدارة التنفيذية وليس للمجلس أى دور فيها، وبالتالى فهو غير مسئول عنها وتلك التصرفات لا تلائم الدور المنوط بنا كمجلس أمناء، وبالتالى يكون تحويل مجلس الأمناء عبر تلك التصرفات إلى مجرد التوقيع على ما تقره الإدارة كما يصبح ليس من حقهم المناقشة أو الاعتراض أو الرفض لأى مخالفات إدارية أو فنية أو إدارية!
ويضيف سلام فى استقالته: ما زلت ورغم سنوات على انضمامى لمجلس الأمناء لا توجد لدىَّ أدنى معرفة بسياسات واستراتيجيات المؤسسة والتى من المفترض أن يكون مجلس الأمناء هو الموجه الرئيسى لها.
أسلوب عدم الشفافية
ويؤكد سلام أنه وحتى تاريخه -أى حتى وقت تقديم استقالته فى 29 مايو 2016- لم يصلنى محضر اجتماع مجلس الأمناء الأخير، والذى يندرج التصديق عليه فى البند الأول من جدول الأعمال لاجتماعاتنا القادمة، وذلك استمرارًا من وجهة نظرى لأسلوب عدم الشفافية التى ألمسها من الإدارة منذ انضمامى عضوا فى مجلس الأمناء.
ولكن هل كان مجلس أمناء 57 قابلًا لهذا الدور؟
يجيب نيازى سلام عبر استقالته: كنا نطلب البيانات والمعلومات فلا تأتى لنا، وكانت الأرقام والميزانيات تعرض للموافقة فقط وكأننا لم نكلف بهذه المهمة أو نعقد هذه الاجتماعات إلا بهدف إقرار ما يتم تنفيذه، وليس من حقنا غير ذلك.
وهو ما دفع الرجل إلى القول فى استقالته: لو كانت هناك رقابة لكان تم التحقيق فيها وليس قبولها على أنها اعتذار. ويضيف نيازى: ما أدهشنى أن مجلس الأمناء لم يعلق ولم يعترض ولم يطالب فى أضعف الإيمان بأن يتم التحقيق فيما تضمنته الاستقالة من اتهامات خطيرة.
ويواصل نيازى سلام فى نص استقالته: قمت بتوضيح اعتراضى على عدم الشفافية وعدم وضوح البيانات والتأكيد على ذلك خلال محادثتى التليفونية مع رئيس مجلس الأمناء عزت سلامة خلال الاجتماع الأخير، ويشير إلى أنه من الضرورى أن نكون كأعضاء بمجلس الأمناء على علم تام بكل شيء ولابد من الأخذ بملاحظاتنا والالتزام بتوجيهاتنا.
ويضيف: حتى تاريخه لا أعلم أى شيء عن ميزانية العام السابق 2015 التى لم ترسل إلينا حتى الآن رغم طلبى لذلك، وكذلك موازنة العام الحالى وميزانيات السنوات السابقة وهو ما ذكرته أمام الجميع لتوضيح موقفى فى محادثتى التليفونية.
ويؤكد أن استقالته تمثل إخلاء لمسئوليته تمامًا عن أى قرارات أو تعاقدات أو معاملات سابقة منذ انضمامه للمجلس وذلك لجهله التام بأى تفاصيل وعدم تصويته عن أى منها.
وكتب نيازى سلام فى نص الاستقالة:
«أتقدم لسيادتكم باستقالتى واعتذارى عن إمكانية الاستمرار بعضوية مجلس أمناء مؤسسة ومستشفى أورام الأطفال والذى تشرفت بترشيحى وتعيينى فيه من خلال الجمعية المصرية للتنمية الاجتماعية والثقافية رئاسة سيادتكم وذلك لأسباب تعلمونها جيدًا والتى قمت بذكر بعض منها فى خطابى الذى وجهته للسيد رئيس مجلس الأمناء».
إخفاء الحقائق عن مجلس الأمناء
كلام نيازى سلام فى تلك الاستقالة والتى ننشر نصها هو أبلغ دليل على إخفاء الحقائق من جانب شريف أبو النجا عن مجلس الأمناء الذى يفترض فيه أنه يمثل السلطة العليا فى تلك المؤسسة.. وكان أبو النجا قد وصفهم أثناء مداخلته مع أحد البرامج الفضائية بأنهم نخبة النخبة.. فما قولك فيمن يكشف عن تعمد إخفائك للحقائق عن نخبة النخبة؟ أين الوضوح والكشف عن المعلومات التى تمتلكها عن تلك المؤسسة التى يفترض أنها تدار من خلال مجلس الأمناء؟ وبماذا ترد على أنك تصر على تحويل نخبة النخبة إلى مجرد موظفين كل دورهم التصديق على قرارات أو أفعال تمت بالفعل بمعرفة الإدارة التنفيذية وليس للمجلس أى دور فيها. وهل من المنطقى ألا توجد لدى مجلس الأمناء أى معرفة بسياسات واستراتيجيات المؤسسة والتى من المفترض أن يكون مجلس الأمناء هو الموجه الرئيسى لها؟ وما هو قولك يا دكتور أبو النجا فى تأكيد نيازى سلام على عدم وجود شفافية لدى إدارة المستشفى منذ انضمامه كعضو فى مجلس الأمناء.
تلك الاستقالة تتضمن اتهامات خطيرة ولكن على اعتبار أن شريف أبو النجا قد استراح لرده على تساؤل من يراقبك، ليقول: الله. ونعم بالله، ولكن لو كانت الرقابة أيضًا من الحكومات وأجهزة الدول فلا داعى لها لأن الله موجود فى كل زمان ومكان.
كلمات نيازى سلام تكشف عدم الشفافية فى إدارة مجموعة 57357 والتى تحولت إلى صندوق أسود، وهنا نسأل: لماذا تخفى إدارة مستشفى خيرى كل ما يتعلق بأموال التبرعات التى تتلقاها وحجمها وفيما يتم إنفاقها ونسبة ما يتم توجيهه إلى العلاج.
ولماذا يستجدون الناس بكلمات مباشرة: تبرع لعلاج الأطفال من السرطان، بينما الحقيقة أنهم يوجهون ١٦% فقط للعلاج بمشتملاته و84% من تلك التبرعات لأمور لا ترتبط بالعلاج؟ كما تشير أرقام ميزانية 2015.
وكيف ينفقون بعيدًا عن مجلس الأمناء المنوط به وضع سياسة المستشفى وإقرار استراتيجيتها ومتابعة التنفيذ للتأكد من أن ما يتم تحصيله من مال من جيوب الناس يوجه للرسالة التى تم على أساسها جمع تلك الأموال.
الأجور الفلكية
كيف تجمع الأموال لعلاج طفل من السرطان ثم توجه أجورا فلكية لأطباء وفنيين وعمال بينما يتم طرد الأطفال الذين يعانون السرطان؟.. كيف يتم إنفاق أموال علاج السرطان على كل شيء إلا أطفال السرطان باستثناء عينات لزوم الدعاية واستدرار العطف لجلب المزيد من الأموال؟
شريف أبو النجا يرى أنه الأمين الوحيد على خزائن 57357 ولم يرد على ما أثرناه من بذخ يتواضع أمامه السفه.
أحد أعضاء مجلس الأمناء غادر الدنيا منذ عامين قال لى: كانت تمد أمامنا خلال الاجتماعات موائد عليها أنواع وألوان من الأطعمة تأتى من الفنادق 5 نجوم. وأضاف: أننى حرمت على نفسى حتى شربة الماء لأنها أموال تبرعات جمعت لعلاج الأطفال من السرطان وليس لاستخدامها فى تقديم الأطعمة والبذخ.
والسؤال هنا: ألم تؤكد استقالة نيازى سلام وعبر عباراتها وكلماتها أنه لا توجد فى إدارتك -التى ترى أنها تخضع لرقابة الله سبحانه وتعالى فقط- أى نوع من أنواع الشفافية.. كما يضيف سلام فى استقالة.. أنه منذ تعيينى بالمجلس منذ قرابة الثلاث سنوات لم أتمكن من تقديم أى إضافة بالمجلس- لماذا؟ يجيب الرجل.. نظرًا لعدم توافر أو وضوح المعلومات التى تمكننى من ذلك ورغم طلبها فى أكثر من مناسبة وهذا ما لا أقبله ولا أحبه لنفسى.. فإما أن يكون لوجودى فى المكان قيمة مضافة أو أن أفسح المجال لغيرى للقيام بهذا الدور.
هذا موقف عضوين آخرين بمجلس أمناء واجها الانفلات فى إدارة 57357 التى حولتهم إلى بصمجية على قرارات تؤخذ بليل، ويتم التوقيع ربما دون السماح لهم حتى بقراءتها.. ولم يكن سلام هو الوحيد الذى أعلن صرخته صراحة، ولكن هناك من سجل اعتراضاته وقدمها فى مذكرة بتاريخ 5 ديسمبر 2017 وخلال جلسة مجلس الأمناء وكانت ممن؟
المستشار مقبل شاكر
الأول وهو رمز من رموز القضاء المشهود له على مدار تاريخه بالنزاهة والشرف، أنه الراحل المستشار مقبل شاكر رئيس المجلس الأعلى للقضاء والسيد وفيق عطية عضو مجلس الأمناء.
تقدم الرجلان بمذكرة يطالبان فيها بإلغاء الفتوى الصادرة من مجلس الأمناء للجنة التنفيذية لتعارضها مع المادة 85 من القانون رقم 84 لسنة 2002 والتى تنص على أن يكون لمجلس الإدارة أن يفوض فى بعض اختصاصاته وليس مجلس الأمناء لجنة تنفيذية تشكل من الرئيس أو نائبه وأمين الصندوق والأمين العام ولا يزيد عدد الأعضاء على خمسة، فضلًا عن أن أحكام القانون الإدارى وأحكام مجلس الدولة لا تجيز تفويضًا على تفويض، ومجلس الأمناء مفوض من الجمعية العمومية ومن ثم لا يجوز له التفويض.
كما أن مقبل شاكر كان اقترح أن لا يتم الموافقة على أى شيء يتصل بعمليات الترسيات والمناقصات إلا بموافقة مجلس الأمناء إمعانا فى الشفافية، خاصة أن تلك الأموال من التبرعات لها صفة العمومية واقترح أن يتم دعوة مجلس الأمناء بصفة منتظمة للبت فى تلك الموضوعات خاصة أنه المسئول الأول والمؤتمن على أموال المؤسسة والمستشفى.
ازدواجية الصرف
كما أبدى مقبل اعتراضه على العقد الخاص مع جمعية سرطان 57357 فى أمريكا وكل الخدمات المقدمة منها للتأكيد على عدم ازدواجية الصرف فى دراسات الجدوى والدورات التدريبية خاصة أنه رصد مبالغ بمعرفة المؤسسة فى هذا الشأن، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لمراجعة كل التعاقدات التى تمت بالأمر المباشر أو المناقصات المحدودة.
وأهم تلك البنود تقديم جدول زمنى بالمشروعات الجارى تنفيذها والمبالغ التى تم صرفها حتى تاريخه والمستحقات المستقبلية وتوقيتاتها والسيولة المطلوبة لها.
كان مجلس الأمناء حتى جلسة 26 أكتوبر 2015 يضم فى عضويته نخبة من رموز العمل العام والاقتصاديين وعلماء الطب منهم فاروق العقدة محافظ البنك المركزى السابق وهانى سرى الدين رئيس هيئة سوق المال السابق وكلاهما تم اختياره من جانب الجمعية المصرية للتنمية والثقافة.. ليكونوا ممثلين عنها فى مجلس الأمناء.
وكان لوجود هؤلاء دور قوى فى محاولة استعادة مؤسسة ومستشفى 57357 لدورها فى علاج أطفال السرطان وعبر توسعات حقيقية بإضافة أسرة بهدف القضاء على قوائم الانتظار ونجحوا بالفعل فى فرض إرادتهم بإنشاء فرع للمستشفى بطنطا، وتم الاستعانة بمبنى يتبع الهلال الأحمر تم تجهيزه بمبلغ 96 مليون جنيه يضم عددا ما يزيد على 40 سريرًا وبالفعل بدأ التشغيل، كما تم إضافة دور للمستشفى يضم 60 سريرًا.
وكان يتولى إدارة المستشفى الدكتور هانى حسين وكان أستاذا بالمعهد القومى للأورام ويعمل على استيعاب أكبر عدد من الأطفال خاصة أن التبرعات المليارية تضخ فى المستشفى بلا انقطاع.
كما أن مجلس إدارة جمعية أصدقاء المعهد القومى للأورام وهم زغلول وياسين والخازندار الذين تم الإطاحة بهم فيما بعد هم من قاموا بمد يد العون للمعهد القومى للأورام والذى كان قد خرج مبناه الذى أنشئ فى تسعينيات القرن الماضى بأدواره الـ13 من الخدمة لأسباب معمارية أصابت هيكله.
ولم يكن يتبقى سوى المبنى القديم الذى أنشئ فى الخمسينيات بأدواره الستة.. وقرروا أن ينشئوا له عيادات خارجية على حديقة فم الخليج بعدما كان قد استخدم المعهد ثلاجات الموتى كعيادات خارجية وكانت تفتقد للتهوية خاصة أن جمعية أصدقاء المعهد القومى للأورام والتى أنشأت 57357 كان لديها مبالغ مليارية وبالفعل دفعت تلك الجمعية 30 مليون جنيه بجانب تبرعات أخرى، وتم إنشاء العيادات لمصلحة المعهد القومى.
وهنا بدأ مخطط أبو النجا للتخلص من كل هؤلاء بضربة واحدة لأنه وجد أن لديهم توجهًا لتفعيل دور العلاج فى 57357، بالإضافة إلى أنهم لن يسمحوا بتنفيذ مخططة الذى يستهدف الدخول كمؤسس ليسير فى اتجاه السيطرة على المستشفى وتصفيتها وامتلاكها طبقًا للمخطط الذى كشفنا عن تفاصيله.
الإجبار على الاستقالة
بدأ أبو النجا بالتدخل فى عمل هانى حسين حتى أجبره على الاستقالة، والتى تقدم بها بداية من 7 أكتوبر 2015. وفى محاولة من أبو النجا لارتداء ثوب البراءة كان قد اقترح تعيين هانى حسين مستشارًا طبيًا لمجلس الأمناء، بمعنى «منصب والسلام»، لكن الرجل رفض ذلك لعدم قبوله عملًا شكليًا يتقاضى عنه مبالغ مالية من أموال تبرعات يفترض أنها توجه للمرضى. فى نفس الجلسة كان أشرف سعد زغلول عضو مجلس الأمناء والأمين العام قد طالب بزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفى بعد إنشاء فرع طنطا و60 سريرًا إضافيًّا فى القاهرة للزيادة المستمرة وللقضاء على قوائم الانتظار.
كان زغلول رفض التوقيع على عقد مع شركة Efeso Consulting ويمثلها الدكتور هشام دنانة وله قصة سوف نسردها فى حلقة أخرى. وهذا العقد يمنح دنانة أن يكون ممثلًا للمالك- أى مؤسسة سرطان الأطفال 57357- فى تنفيذ مشروع إنشاء مبنى إضافى بالمستشفى وأكاديمية العلوم الصحية ومركز العلاج بالبروتون ودار ضيافة.
ورفض زغلول التوقيع وكانت تبريراته كيف أوافق على تعاقد بأكثر من ٣ ملايين دولار لصالح شركة افيسو للاستشارات بالأمر المباشر وأمامى أن أتلقى عروضا من استشاريين عالميين ومحليين خلال أيام، وأستطيع أن أختار الأفضل من بينهم والأقل تكلفة، وفى جلسة 14 فبراير 2016 تقرر اللجنة التنفيذية التى شكلها أبو النجا من نفسه وصهره محمود التهامى منح أبو النجا تفويضًا للتوقيع بدلًا من أشرف سعد زغلول على العقد مع شركة Efeso Consulting.
كان أشرف سعد زغلول قد بدأ شغل موقعه كعضو مجلس الأمناء وأمين عام باعتباره رئيس جمعية أصدقاء المعهد للأورام فى 21 مارس 2013 ونجح خلال أقل من 3 سنوات مع آخرين فى تنفيذ خطة توسعات حقيقية لاستيعاب أعداد أكبر من الأطفال.
انتخابات شكلية
كانت مدة العضوية لأشرف سعد زغلول 6 سنوات وطبقًا لنص المادة 17 من لائحة النظام الأساسى لمؤسسة ومستشفى 57357، وبالتالى كان من المفترض أن تنتهى مدته فى يناير 2019 ولكن أبو النجا كان قد نجح فى تحويل جمعية أصدقاء المعهد القومى للأورام إلى جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان وتم اختيار هذا الاسم لتكون كلماته تبدأ بنفس الأحرف الخاصة بجمعية أصدقاء المعهد القومى AFNCI. وفى إجراء مفاجئ وفى جلسة 17 يناير 2016 أى قبل انتهاء مدة عضوية أشرف سعد زغلول قرر أبو النجا إجراء انتخابات شكلية ليخرج أشرف سعد زغلول مع اثنين آخرين وهما محمد حسن ياسين وهشام حسين الخازندار وهما من يمثلان جمعية أصدقاء المعهد القومى للأورام.
عملية التخلص من سعد زغلول كان سببها اعتراضاته على التعاقدات مع شركات دون استيفاء خطوات قانونية لتأكيد مبدأ الشفافية وأيضا لاعتراضه على إرساء عمليات بعشرات الملايين على موردين أو مقاولين بالأمر المباشر كان هناك هدف آخر وهو أن يتم الدفع بأبو النجا كمؤسس فى مؤسسة 57357 وهو أشبه بمنح جندى شرف الانتصار فى معركة لم يشارك فيها.. وهو ما أشرنا إليه فى الحلقتين الماضيتين وبالتفصيل.
المهم تم التخلص من أشرف سعد زغلول ليلحق به نيازى سلام باستقالة مسببة.
المستشار عدلى حسين ينضم للقائمة
وأخيرا انضم المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية والمنوفية الأسبق وأحد رجال القضاء المحترمين لقائمة المستقيلين من مجلس أمناء 57 ليعلن من الجلسة الأولى تجميد عضويته بسبب تعنت الإدارة فى توفير المعلومات اللازمة له كعضو مجلس أمناء عن الجمعية المصرية للتنمية والثقافة وهى المؤسسة للمستشفى.. ليكتشف أن الإدارة الجاثمة فوق صدر 57375 تريد حجب المعلومات وتريد منه أن ينضم إلى طابور البصمجية طبقًا لما قاله نيازى سلام فى نص استقالته المسببة منذ عام 2016.
ليكتمل مسلسل أبو النجا وليكون طاردًا لكل أعضاء مجلس الأمناء الراغبين فى تأدية دورهم فى نور الشفافية وليس عبر أنفاق ظلام الصندوق الأسود الذى يصر أبو النجا على بقاء 57357 رهنه.
وأسأل أبو النجا: لماذا يبقى على أقاربه بجانبه ومنهم زوجته منال زمزم التى تتولى إدارة ما يسمى أكاديمية ٥٧٣٥٧ ومعها الزمالة وغيرهما، كما يحتفظ بصهره محمود التهامى الذى منحه حق تولى موقعين متعارضين فى الأهداف وهما المدير التنفيذى للمؤسسة وفى نفس الوقت عضو مجلس الأمناء والأمين العام الذى يفترض أنه يراقب الإدارة التنفيذية للمستشفى.
نقلًا عن العدد الورقي…،