مناخوليا.. حكايات السوشيال ميديا
فى كل فترة يخرج أحدهم من خلال وسائل السوشيال ميديا ليشكو مظلوميته ويسهب فى “اللت والعجن” ثم نفاجأ بعد أيام بأحد من أطراف عائلتة أو أصدقائه يخرج على نفس الوسيلة لينفى الرواية السابقة تماما بشوية لت وعجن جديدين
أو تخرج علينا إحدى اليوتيوبارات الفاتنات لتقص علينا واقعة تعرضها للمكيدة من صديقتها التى خطفت زوجها ليتعاطف معها "الفانز" ثم نفاجأ من جديد بأنها كانت تروى حكاية وهمية لكسب تعاطف جمهورها وزيادة "الرتش" الخاص بصفحتها بعد أن تخرج علينا صديقتها هى الاخرى بصفحة جديدة لتنكر من خلالها الواقعة فيذهب أصدقاء الصفحة الاولى للإنضمام للصفحة الجديدة بالآلاف لمتابعة تفاصيل القصة الوهمية التى لا يبغى أطرافها سوى زيادة صفحاتهم على السوشيال ميديا وجلب الإعلانات من خلالها على حساب مجموعة من الفضوليين رواد السوشيال ميديا ولا عزاء للفضائيات والصحف والمحطات الإذاعية التى اأعلنت استسلامها تماما وباتت لا حيلة لها سوى التتسابق فيما بينها لنقل تفاصيل تلك القصص الوهمية للحاق بالترند الوهمى الفظيع
مشهد من المناخوليا الفيسبوكية التويترية اليوتيوبرية التيكتوكية الذى يستهلك الساعات والأيام حتى أصبحت أوقاتنا لا تكفى للتفكير فى العمل والإنتاج والخروج من حالة الفقر المتقع التى ألمت بنا وبالعالم من حولنا
وبين إطروحات الظالم وتفنيدات المظلوم تأخذ رواياتهم دورتها وينقسم الناس بين مؤيد ومعارض والحكم هو ذاك الفهلوى الذى يقبع هناك على اليوتيوب ليفند أصل الحكاية على مزاج أبو اللى جاب أبوه حتى يخرج علينا مذيع الفضائيات الهمام فى آخر الليل ليصرخ منتقدا المظلوم والظالم معا.. وبعد مداخلتهم للبرنامج يكتشف بعضنا انهم ملائكة تمشى على الارض ويتاكد بعضنا الآخر من رؤيته المسبقة بأن كل ما سمعه من روايات هو من خيال صانعى المحتوى وما هو إلا نوع من الإبتزاز العاطفى لحصد المشاهدات ونتوه وتتوه حقيقة شكواهم ثم ننسى الحكاية وننتقل إلى معركة أخرى أكثر إثارة وتسلية
هذا ما نحن فيه وما نتابعه كل حين ومين على وسائل السوشيال ميديا حتى امتد الأمر ليطال الفنانين والسياسيين ولا عبى كرة القدم بقصص من نوعية شيرين وحسام حبيب وياسمين صبرى وعقوقها لوالدها وأحمد الفيشاوى مع رانيا يوسف ثم ومرتضى منصور والخطيب وهاكذا من قصص الظالم والمظلوم التى نحمد الله أننا هنا فى عنبر العقلاء داخل سرايتنا الصفراء لا نلتفت لها ولا نكترث بها كما يفعل كل من هم خارج سور العباسية من المجانين وفارغى العقول!