رئيس التحرير
عصام كامل

مجهودات جامعة الأزهر في ملف محو الأمية.. أبرزها مبادرة تعلم واكسب لتعليم القراءة والحرف

الدكتور سلامة داود
الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، فيتو

أكد الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر أن الجامعة بتوجيهات من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف قامت بجهد كبير في مجال محو الأمية؛ بتوقيع بروتوكول تعاون بين جامعة الأزهر والهيئة العامة لتعليم الكبار ووزارة التضامن الاجتماعي عام 2014م وتم تجديده عام 2019م، وتم محو أمية مائة وتسعة آلاف أمي منذ توقيع البروتوكول، وأصدرت الجامعة في سنة 2020م  قرارها بضرورة قيام كل دارسٍ بمحو أمية فردٍ سنويًّا.

مجهودات جامعة الأزهر في محو الأمية 

جاء ذلك خلال احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية، التي عقدت تحت عنوان: «قضايا المناخ والبيئة كمدخل في تعليم الكبار في الوطن العربي» مشيرا إلى  فوز الجامعة في دورتي: يوليو وأكتوبر 2022م بالمركز الأول في محو الأمية على مستوى الجامعات المصرية، ونظمت الجامعة نحو ثمانية آلاف ندوة على مستوى جميع الكليات التي بلغ عددها تسعين كلية وذلك على مدار ثماني سنوات، وعقدت دورات لأكثر من 200 عضو هيئة تدريس بالجامعة؛ لتدريبهم على المهارات اللازمة للقيام بالدور الفعال في محو الأمية، كما عقدت دورات توعوية وتدريبية للطلاب؛ لتوعيتهم بأهمية هذا الملف من الناحيتين: الدينية والوطنية، وقد شارك رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار في هذه الدورات التي عقدت في الجامعة وبخاصة في القاهرة.

خطة جامعة الأزهر للقضاء على الأمية 

وأعلن رئيس جامعة الأزهر أن الخطة المستقبلية للجامعة في هذا الملف تتضمن إنشاء مركز لمحو الأمية وتعليم الكبار، كما أطلقت الجامعة عدة مبادرات مهمة في هذا الصدد، منها مبادرة: «اقرأ» التي سيتم التنسيق فيها بين جامعة الأزهر والأروقة التابعة للأزهر الشريف في جميع المحافظات والمراكز والقرى على امتداد رقعة الوطن الحبيب، ومنها: مبادرة «تعلم واكسب»، وتسعى للجمع بين تعليم القراءة والكتابة وتعليم مهنة أو حرفة يعيش منها المتدرب.
 

رسائل جامعة الأزهر للمجتمع 

 وأشار رئيس الجامعة إلى عدة رسائل من مؤسسة الأزهر الشريف، من بينها: 
الرسالة الأولى: أن القراءة هي مفتاح العلم والمعرفة؛ ولعظيم مكانتها وأهميتها قدمها القرآن الكريم على خلق الإنسان، كما ذكرها أيضًا بعد خلق الإنسان، فقال جل وعلا: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾ (سورة العلق)؛ ليجعل الإنسان القراءة هي المبتدأ والمنتهى «مع المحبرة إلى المقبرة»، وليقول لنا هذا النظم الشريف: يا من خلقك ووجودك بين قراءة وقراءة لا تعش جاهلًا، وقد قرر القرآن الكريم الإشارة إلى هذا المعنى في سورة الرحمن، فقال جل وعلا: ﴿الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)﴾[الرحمن: 1 - 4] فذكر سبحانه خلق الإنسان بين تعليمه القرآن وتعليمه البيان؛ وجعل هذا التعليم نعمة لا تقل عن نعمة خلق الإنسان وإيجاده من العدم. 
 

الرسالة الثانية: أن سورة العلق بدأت بالأمر بالقراءة في قوله تعالى: ﴿اقرأ﴾ وانتهت بالأمر بالسجود والقرب في قوله تعالى: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)﴾؛ للتنبيه على أن أعلى درجات القراءة وأحلاها وأغلاها هي التي تقرب القارئ من الله -جل وعلا- فيسجد في محراب المعرفة أيًّا كان نوعها، ويسخر القراءة في خدمة البشرية؛ فتلك هي القراءة النبيلة النافعة للقارئ وللحياة، أما القراءة التي تسخر المعرفة لتدمير البشرية وإبادة الشعوب وإهلاك الحرث والنسل فتلك القراءة المذمومة للقارئ وللحياة، وكم من معرفة كانت أداة للدمار الشامل لشعوبٍ بأكملها.
 

الرسالة الثالثة: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جعل تعليم القراءة والكتابة مساويًا للحياة وثمنًا لها، وذلك حين جعل فداء الأسير من كفار قريش يوم بدر أن يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة؛ فكان هذا التعليم فداء للأسير من القتل؛ وواهبًا له حياة البدن؛ لأنه وهب لغيره حياة القراءة.


الرسالة الرابعة: ضرورة حث أولياء الأمور على تعليم أبنائهم من البداية حتى لا يتركوهم أميين يحتاجون إلى من يمحو عنهم الأمية؛ فإن الوقاية خير من العلاج، وقديما قال زياد بن أبيه: «ليس العاقل الذي يحتال للأمر إذا وقع، ولكن العاقل الذي يحتال للأمر أن لا يقع»، وجرعات التطعيم للأطفال في الصغر تقضي على الأمراض الفتاكة التي تفتك بهم في الصغر وفي الكبر، فليكن حرص الآباء على تعليم أبنائهم منذ الصغر؛ تحصينًا لهم وحماية من الأمية في الصغر والكبر.
 

الرسالة الخامسة والأخيرة: أن محو الأمية وسيلة للارتقاءِ بالنفس الإنسانية، والسعيِ نحو مجتمع أفضل، ونحو عالم أفضل، يراعي حق الضعيف ويعطيه الأولية؛ ولذا قال سيدُنا أبو بكر الصدِّيق -رضي الله تعالى عنه- في خطبته يوم تَوَلَّى خلافةَ المسلمين: «الضَّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيٌّ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ لَهُ حَقَّهُ، وَالْقَوِيُّ ضَعِيفٌ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ»، وبدأ -رضي الله عنه- بالضعيف، وقَدَّمَهُ على القَوِيِّ؛ للإعلام بأنه موضعُ العناية، وأن كل مسئولٍ ينبغي أن يبدأ بالضعيف؛ لأنه هو الجانب المكسور في المجتمع، وإنَّ أُمَّةً يتقدم ضعفاؤها الأولوية في التعليم والاقتصاد والصحة، أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ.

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية