بشر لا يخطئ !
"من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" تلك كانت مقولة نبي الله عيسى الذي نحتفي بميلاده في هذه الأيام، و"قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي" هكذا قال نبي الإسلام الخاتم لأصحابه عندما رأى منهم غلوا في تبجيله واحترامه، ليظل الكمال لله وحده، وربما أشير إلي أن البعض قال إن اسم الإنسان من النسيان، وكلنا يعلم أن النسيان عادة مرذولة..
أقول هذا الكلام بمناسبة الحرب الدائرة بين أنصار الشيخ الشعراوي والطاعنين فيه، فهو بحسب الطاعنين رجل متخلف رجعي، قد لا تتفق آراؤه مع آراء كل الطاعنين فيه، وهو رجل سلطة كما يدعي البعض، كونه أحد رموز الدولة بحسب ما ينسبون للرجل..
ولو أنه كان بعيدا عنها لتناسى هؤلاء له ذلك وجعلوه أحد المجددين المساهمين، وتناسى هؤلاء أن الشيخ الشعراوي نفسه نزه نفسه عن الحكم، ورفض أن يكون وزيرا، كما أن الرجل لم يدع تفسير القرآن كما يروج البعض بالقول إن كلام الله واضح لا لبس فيه.. فقد قال الشيخ الشعراوي نفسه هذه خواطري حول كتاب الله..
وتناسى الطاعنون أن الرجل الآن حسابه عند ربه، وأن الله أخذ علي العلماء العهد ليبيننه للناس ولا يكتمونه، وأن يشرحو ا للناس ويوضحوا لهم الأمور بدلا من إلقاء التهم جزافا وبلا دليل..
وتناسي هؤلاء أن الشيخ الشعراوي بشر يخطئ ويصيب وزادوه قداسة في أعين محبيه، وللأمانة فإن الرجل بحسب محبيه حمل الأمانة وبلغها علي أكمل وجه، واستطاع جمع الملايين حول برامجه التليفزيونية بدءا من برنامج نور علي نور وحتي حلقات تفسير القرآن التي أذيعت كل جمعة.. كما أن كتب الرجل ما زالت مبثوثة في الآفاق يعرفها القاصي والداني..
وقد وهب الله سبحانه وتعالي الشيخ الشعراوى -رحمه الله- محبة في قلوب محبيه،وحجة في اللسان وبلاغة في الأسلوب جعلت منافسيه يترحمون عليه، رحم الله الشيخ الشعراوي وبارك الله في رجال العلم والدين الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه والسلام.