زغلول صيام يكتب: عدم اكتمال عمومية الجبلاية دليل نجاح أم فشل أم لا مبالاة؟!
عندما صمم المشرع على حق الجمعيات العمومية في محاسبة مجالس الإدارة في أي مؤسسة فهو يقر بأحقية هذه الجمعية في محاسبة من اختاروهم لإدارة الأمور محاسبة الملكين لاسيما إذا كانت الأمور تتعلق بمكسب وخسارة سواء كانت مادية أو معنوية وعندما تتقاعس تلك الجمعيات العمومية فإن المشرع أيضا طلب بإحالة الميزانية للجهاز المركزي.. واليوم كانت عمومية الاتحاد المصري لكرة القدم وكنت على يقين أنها لن تكتمل لأسباب كثيرة.
وإذا كان أعضاء الجمعية العمومية للأندية يتقاعسون عن القيام بواجبهم فلا يوجد ما يمنع أن تتقاعس الجمعيات العمومية للاتحادات في القيام بدورها ولكن كيف ؟! كيف تقوم بدورها وهي لا يحركها إلا المصالح الشخصية فقط بحثا عن شيك بملاليم أو قضاء ليلة في فندق (فول بورد).
الورق مكشوف
واندهش لأن ورق الطرفين مكشوف سواء الاتحاد أو الجمعية العمومية فالاتحاد عندما يكون محتاج العمومية تجده ينفق الغالي والرخيص ويعلن عن ليلتين في فندق خمس نجوم وما لذ وطاب من الطعام طالما أن الأمر يستحق سواء كانت عمومية طارئة لإضافة مواد على اللائحة أو عمومية عادية لإجراء الانتخابات وطبعا الاتصالات لا تتوقف ليل نهار ولو حد من العمومية معاه قرايبه لا مانع من الاستضافه ثم يتم كل شيء على الورق ولا تسألني إن كان في صالح الكرة المصرية أم لا؟!
ولكن في العموميات العادية التي هي أصل الموضوع لمحاسبة الاتحاد عما اقترفته يده في حق الكرة المصرية فلا وجود للعمومية ولا يظهر إلا من يتوسمون خيرا ويعيشون على أمل الإصلاح فإن الاتحاد ربما يوحي إليهم بعدم أهمية الحضور وأن الأمر لا يستحق مشقة السفر وهي دعوه ضمنية بعدم الحضور لأنه لن يكون هناك بيات ولا فندق ولا خلافه!
هذا ما عاصرته على مدار سنين كثيرة في الاتحاد المصري لكرة القدم ثم تجد الأندية تنتفض لمجرد قرار في لجنة المسابقات وتعقد اجتماعات جانبية على نفقة أحد الأندية للضغط على الاتحاد حتى تصل رسالة "كل واحد يقفل بقه".
شر البلية ما يضحك
نعم شر البلية ما يضحك لأن الجميع من جهة إدارية ومسئولين يشاهدون الفيلم وكأنهم في الملعب بالظبط كيفما حدث في انتخابات اتحاد الكرة الأخيرة والتي كانت أشبه بالمسرحية الهزلية عنها بالفيلم الدرامي لأن الجميع على يقين تام كيف جاء هؤلاء إلى مقاعدهم في الجبلاية لدرجة أنهم صدقوا نجاحهم الكاسح المزعوم في الانتخابات!
إن ما يحدث في اتحاد الكرة هو صورة مكبرة لما يحدث في كل أنحاء الرياضة والجميع يتسلح بالجمعية العمومية التي هي بريئة منهم ليوم الدين من أجل تمرير قرارات تبدو لي مشبوهة.
أعتقد أن الأمر في غاية الصعوبة لإصلاح فساد سنوات طوال اتقن خلاله البعض الطرق الملتوية لتحقيق المآرب الشخصية وهنا تصبح الكرة المصرية هي الضحية مع وجود هؤلاء الذي كانت إلى وقت قريب علاقتهم بكرة القدم مثل علاقتي بالذرة.
والحقيقة أن كل الخطأ لا يقع عليهم إنما يقع على كل مسئول رياضي يرى الخطأ ولا يتحرك لإصلاحه وأنا هنا أعني وزارة الشباب والوزير نفسه لأننا فتحنا الكثير من الملفات ولا أحد يتحرك أو يريد التحرك هناك من تربح وسكن القصور دون أن تكون هناك خلفية لذلك ورغم ذلك ينعم بالحماية.
وفي النهاية هي كلمات أعرف تماما أنني أنفخ في القربة المقطوعة ولكن لن أيأس من الكلام حتى يستقيم وضع مائل بزاوية 180 درجة ويعود إلى رشده لأن مصر تستحق أفضل من ذلك بكثير وأعي أن هناك من يواصل الليل بالنهار من أجل هذا البلد وفي ظروف غاية في الصعوبة وأدعو لهم بالتوفيق.. ويبقى للحديث بقية.