رئيس التحرير
عصام كامل

دعوى قضائية ضد السوشيال ميديا، وطبيب نفسي: تقود الأطفال للعزلة

اضرار السوشيال ميديا،
اضرار السوشيال ميديا، فيتو

رفعت منطقة المدارس العامة في مدينة سياتل الأمريكية دعوى قضائية ضد شركات السوشيال ميديا، نظرًا لتأثيرات الذكاء الاصطناعي على المنصات الاجتماعية على الصحة العقلية للأطفال، نتيجة استخدامهم للمواقع الإلكترونية مدة طويلة.

تأثير المواقع الإلكترونية على الشباب والأطفال

وقال الدكتور محمد الحديدي، استشاري الطب النفسي، إن تأثير المواقع الإلكترونية على فئة الشباب والأطفال أصبح خطيرا، وذلك بسبب زيادة عدد الساعات التي يستخدم فيها الأطفال والمراهقون مواقع التواصل الاجتماعي، والتي هي في ازدياد بصورة تدعو للقلق.

وأضاف خلال مداخلة ببرنامج «صباح جديد» الذي يقدمه الإعلامي محمد جاد والإعلامية آية الكفوري، على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن استخدام الذكاء الاصطناعي في برامج السوشيال ميديا يعمل على قياس اهتمامات الشخص، وهو ما يستأثر علي الشباب والأطفال ويقودهم إلى العزلة والخجل الاجتماعي.

حلول تجنب تأثيرات السوشيال ميديا

وأوضح «الحديدي» أن الحل لتجنب تأثيرات السوشيال ميديا على أطفالنا هو تقنين وترشيد استخدامات السوشيال، حتى يصبح الأمر متوازنًا ولا يؤثر على حياة الأطفال.

 

 وينتبه الكثير إلى كارثة وجود السوشيال ميديا بين يد الأطفال، فقد أطلقت عليه بعض الدراسات لقب «السم القاتل» بالنسبة لتلك الفئة، كما جعل حادث انتحار طفل سعودي بسبب قلة التفاعل على منشوراته بـ«يوتيوب» الصورة أقرب للمواطنين، بمصائب الإنترنت على الأطفال.

انتحار طفل سعودي بسبب اليوتيوب

ومنذ أيام أقدم طفل سعودي يبلغ من العمر 11 عامًا في منطقة الباحة، على الانتحار عبر ربط سلك شاحن الهاتف، حول رقبته، وأوضحت تقارير صحفية، أن يوم انتحار الطفل تحدث عبر 3 مقاطع فيديو من خلال يوتيوب، عن قصص للجن والأماكن المهجورة، كما تم اكتشاف 3 مقاطع فيديو أخرى محذوفة، تحدث فيها عن المواضيع ذاتها.

وذكر مصدر أن الطفل كان متعجلًا للشهرة، حيث شعر بالخيبة بعد نشره فيديو عن عالم الجن ولم يلقَ من الإعجاب والتفاعل ما يرضيه، ثم حاول في مقطع فيديو آخر حيث أظهر فيه شخصه، أملًا في الحصول على عدد أكبر من الإعجابات والتعليقات، لكنه فشل مجددًا.

الإحصاءات في هذا المجال لا تبشر بالخير، فقد كشف مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، أن أكثر من واحد من كل ثمانية مراهقين يقضون ما لا يقل عن ثلاث ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تضاعف هذا الرقم خلال أربع سنوات، كما تستخدم الفتيات مواقع مثل تويتر وفيس بوك وإنستجرام أكثر بكثير من نظرائهم من الذكور.

شعور الأطفال بحالة عدم الرضا

كما أكدت الكثير من الدراسات الخطر المحتمل لمواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال، فقد أظهرت نتائج دراسة بريطانية أجراها باحثون من جامعة شيفيلد أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تشعر الأطفال بحالة من عدم الرضا عن حياتهم.

وأوضح الباحثون، أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا في التصفح على مواقع التواصل الاجتماعي يشعرون بسعادة أقل بشأن حياتهم مقارنة بغيرهم، إذ لا يشعرون بحالة من الرضا عن جميع جوانب حياتهم، مثل «أدائهم المدرسي ومظهرهم وعائلاتهم»، كما أكدوا على أن قضاء ساعة واحدة فقط يوميًا في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي قد يقلل من فرص شعور الطفل بسعادة كاملة بما يقرب من 15%.

كما وجد الباحثون أن مواقع التواصل الاجتماعي تجعل الفتيات بشكل خاص ينتابهن شعور سلبي حيال مظهرهن، بينما تتسبب في شعور الفتيان بسعادة أقل فيما يتعلق بصداقاتهن، كما أشار الباحثون إلى أنه لا يمكن القول إن كل مواقع التواصل الاجتماعي سيئة، لكن ما يرغبون في توضيحه هو أنه كلما زاد استخدام الأطفال لهذه المواقع، أصبحوا يشعرون بحالة من عدم الرضا فيما يتعلق بجوانب مختلفة من حياتهم بشكل عام. 

الجريدة الرسمية