أمين الحسيني، مفتي القدس الذي يزعج إسرائيل حيًا وميتًا
أمين الحسيني، مفتي القدس السابق، وأقدم الفقهاء الرسميين الذين عادوا إسرائيل وأشعلوا المواجهة ضدها على الأرض، كان على موعد مع انتقام في مثل هذا اليوم من عام 2011، إذ أقدمت الجرافات الإسرائيلية على هدم منزله رغم وفاته عام 1974.
عن حياة أمين الحسيني ونشأته في فلسطين
ولد محمد أمين الحسيني عام 1895، وتلقى علوم القرآن واللغة العربية والعلوم الدينية في فترة مبكرة من عمره، أدخله والده مدرسة الفرير لمدة عامين لتعلم الفرنسية، ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر بالقاهرة ليستكمل دراسته.
التحق أمين الحسيني بكلية الآداب في الجامعة المصرية، وكذلك في مدرسة محمد رشيد رضا «دار الدعوة والإرشاد»، ومع نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914، لم يستطع العودة لاستكمال دراسته في القاهرة، فذهب إلى إسطنبول ليلتحق بالكلية العسكرية.
تخرج برتبة ضابط صف في الجيش العثماني، وترك الخدمة لاعتلال صحته بعد ثلاثة أشهر فقط من تخرجه، وعاد إلى القدس وصادفت اندلاع الثورة العربية، فانضم لها عام 1917.
إسهامات أمين الحسيني في القضية الفلسطينية
شارك أمين الحسيني في العمل الوطني الفلسطيني منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، ولعب دورًا في اندلاع المظاهرات الفلسطينية عام 1920م ضد الإنجليز.
اتهمته السلطات البريطانية بالتحريض على المظاهرات وأصدرت أمرا بالقبض عليه، فهاجم شباب القدس القافلة البريطانية المشرفة على ترحيله للسجن، واستطاعت تهريبه إلى سوريا، وحكم عليه غيابيًا بالسجن 15 سنة.
تحت ضغط الغضب الفلسطيني تم العفو عنه، وبعد عودته بأشهر تَوفَى شقيقه مفتي القدس، ورشحه رجال فلسطين لخلافة شقيقه وهو ابن خمسة وعشرين عامًا، وفاز أمين الحسيني بالمنصب، ليسعى على الفور لتشكيل هيئة إسلامية تشرف على كافة الشئون الإسلامية في فلسطين، ونجح أمين الحسيني في حمل السلطة البريطانية على الموافقة.
تنظيم الشعب الفلسطيني والجمعيات الكشفية وفرق الجوالة
فاز في انتخابات رئاسة هذه الهيئة، وعمد من خلاها إلى تنظيم الشعب الفلسطيني والجمعيات الكشفية وفرق الجوالة، وإعدادها إعدادًا جهاديًا، وتواصل مع كافة المخلصين والمناضلين في العالمين العربي والإسلامي والتحضير لثورة عز الدين القسام.
فشلت ثورة القسام عام 1936، فلجأ أمين الحسيني إلى إنشاء اللجنة العربية العليا، التي ضمت تيارات سياسية مختلفة، فأصدر المندوب السامي البريطاني قرارا بإقالة المفتي من منصبه والقبض عليه، فهرب أمين الحسيني إلى لبنان، حيث اعتقلته السلطات الفرنسية، وبعدها استطاع الهروب من لبنان إلى العراق، ثم إلى تركيا وبعدها ألمانيا التي مكث فيها قرابة 4 سنوات.
فرضت على أمين الحسيني الإقامة الجبرية بعد النكبة، فهاجر إلى سوريا ومنها إلى لبنان، ومكث فيها حتى وفاته عام 1974 ببيروت، وشيع بجنازة رسمية حضرها ياسر عرفات، ودفن في مقبرة الشهداء.
سر هدم إسرائيل منزل أمين الحسيني
هدمت الجرافات الإسرائيلية بيت ومقر أمين الحسيني المسمى فندق شبرد بحي الشيخ جراح في وسط مدينة القدس صباح يوم الأحد الموافق 9 يناير 2011.
كان البيت قد تحول إلى فندق بداية السبعينيات. وحسب الإعلانات الرسمية الإسرائيلية كان من المقرر إقامة عشرون وحدة استيطانية لإسكان عائلات يهودية مكان الفندق، كمرحلة أولى من مخطط لبناء ثمانين وحدة استيطانية في المنطقة.
وقد أثار الهدم إدانات دولية وعربية وفلسطينية، إذ وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنذاك الحادث بالتطور المزعج والمقوض لجهود السلام، كما أدان الهدم أطراف عديدة منها الاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والحكومة الأردنية وحركة حماس.
من ناحيتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية العملية واعتبرتها إجراء سياسي لعزل القدس وتغيير الوقائع فيها. فيما وصف نجل المفتي ومحافظ القدس عدنان الحسيني العملية الإسرائيلية بالبربرية واعتبرها استهدافا للذاكرة وقيمة المقاومة التي كان يحملها شخص الحاج أمين الحسيني.
نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصد مستمر على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.