رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الجبالي يكتب: ميدو وحازم والوزير وحطب ودياب.. هل تسمعني؟!

أشرف صبحى وهشام حطب،
أشرف صبحى وهشام حطب، فيتو

قناعتي لم تتغير في المهندس يحيي الكومي، وخاصة فيما يتعلق بإدارة نادي الإسماعيلي سواء في الولاية الأولى أو الثانية، لأنني من المؤمنين بأنه ليس كل رجل أعمال ناجح في عمله ينجح في إدارة الأندية الرياضية وخصوصا الشعبية.

 

كما أن قناعاتي لم تتغير في الكابتن أحمد حسام ميدو ، حيث سبق وأن كتبت مقالا منذ فترة طويلة أتساءل فيه عن الهدف الذي يسعى لتحقيقه ميدو في مجال كرة القدم، هل هو يريد أن يكون مديرا فنيا ناجحا أم محللا مختلفا أم مقدم برامج رياضية على ما تفرج.

 

ورغم أن ميدو لعب في الكثير من الأندية الأوروبية  في فترة زمنية قصيرة للغاية، واعتزل مبكرا بعد أن ظلم نفسه وموهبته إلا أنه لم يستفد من فترة الاحتراف التي قضاها في دول أوربا، والتي من وجهة نظري تركز على بذل الجهد والتركيز الأكبر في التخصص الواحد لكي يتحقق النجاح، فهو عندما كان لاعبا لم نشاهده محللا أو مقدم برامج، ولم يكن له أي عمل سوى كرة القدم كلاعب ومحترف، يطبق كافة متطلبات الاحتراف بحذافيرها، ولكن عندما اعتزل كرة القدم اتجه للتحليل، وكان مقنعا بشكل كبير، لأنني أيضا على قناعة تامة بأن المحلل الكروي إذا لم يكن "مارس اللعبة " فسيكون محللا نظريا غير مقنع مثل الطبيب الذي حصل على لقب دكتور، ولكنه لم يجر أي عملية جراحية، بل ولم يقم بالكشف على المرضى واتجه للسلك الأكاديمي.

 

وبعدما انتشر ميدو في التحليل عبر القنوات العربية والمصرية فجأة ، وجدناه يتجه للتدريب سواء مع الزمالك والإسماعيلي  أو الأندية الأخرى التي قام بتدريبها، ولم ينجح معها لأسباب يطول شرحها، وفجأة ومنذ فترة قصيرة وجدناه يتجه لتقديم برنامج رياضي في إحدى الفضائيات، وأخيرا وجدناه يعود من جديد للتدريب مع نادي الإسماعيلي.

 

ومنذ الوهلة الأولى لمعرفتي بخبر عودة ميدو للتدريب من جديد مع فريق الإسماعيلي اعتقدت بأنه سيترك برنامجه الفضائي للتركيز على مهمته الجديدة في التدريب، ولكن خاب ظني عندما سمعت رئيس النادي يحيي الكومي يقول بأن ميدو سيتولى تدريب الإسماعيلي مع الاحتفاظ بمكانه كمقدم برامج.

 

حال المنظومة الرياضية المصرية

قيادة ميدو تدريب نادي الإسماعيلي الذي يعاني من دوامة المراكز الأخيرة في جدول الدوري للموسم الثاني على التوالي، وتحديدا منذ تولى يحيي الكومي رئاسة النادي هو تعبير واضح عن حال المنظومة الرياضية المصرية، فمثلما يوجد حازم إمام ومحمد بركات وإيهاب الكومي أعضاء في مجلس إدارة اتحاد الكرة، وهم أنفسهم مقدمو برامج ومحللون في الفضائيات، وأعضاء في مجلس النواب  مثلما يوجد أحمد دياب رئيس رابطة المحترفين، وهو نفسه مسئول لأحد الأندية التي تشارك في بطولة الدوري الممتاز، وهو نفسه عضو في مجلس الشيوخ، مثلما هو حال جمال علام رئيس اتحاد الكرة الذي كان يعمل مستشارا في الاتحاد بأجر شهري، وهو الآن يعمل متطوعا كرئيس للاتحاد، مثلما هو حال الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الذي لا أحد يعرف ما إذا كان هو الذي يتبع اللجنة الأولمبية أم هي التي تتبعه، مثلما هو حال اللجنة الأولمبية برئاسة هشام حطب الذي هو نفسه رئيس لجنة التسوية والتحكيم التابعة للجنة الأولمبية، مثلما هو حال قانون الرياضة الذي تغير من أجل عدم تسوية النزاعات الرياضية في القضاء الإداري،  ولكن مازالت تنظر فيها.

 

الأمثلة على تضارب المصالح وتداخل الاختصاصات بالمنظومة الرياضية كثيرة ومتنوعة، وتفاصيلها محزنة ومحبطة للغاية، ولذلك لم أجد أحدا يعلق أو حتى يقول رأيه في تولي الكابتن أحمد حسام ميدو مهمة تدريب الإسماعيلي مع تقديم برنامج رياضي.

 

وأخيرا.. بعد إنهاء الكابتن ميدو مران أو مباراة فريقه الإسماعيلي وذهابه لتقديم برنامجه الرياضي، هل يمكن أن يقوم بتسريب التشكيل المتوقع للإسماعيلي الذي يدربه أو حتى كواليس غرفة الملابس أو اجتماعاته مع مجلس الإدارة لينفرد به المدير الفني للفريق في برنامجه الفضائي.. للأسف.. نحن نجبر الوسط الكروي على اللامعقول في زمن تضارب المصالح وتعدد الوظائف.. فهل تسمعني ؟!

 

وللحديث بقية طالما في العمر بقية...

الجريدة الرسمية