حقيقة نضال ريا وسكينة ضد الإنجليز وحيرة أهل الإسكندرية والمنزل الذي تحول إلى مزار سياحي (فيديو)
رغم مرور أكثر من مائة عام على إعدامهما إلا أن قضية ريا وسكينة لا تزال لغزا محيرا للكثيرين وسط ظهور ادعاء بأنهما كانتا من المناضلين للاحتلال الإنجليزي في ذلك الوقت وهي رواية ليس لها مصدر حتى الآن موثق.
ومع مرور الوقت تحول أول منزل لجرائمهما لمزار سياحي بعد أن حول عدد من أهالي المنطقة المنزل الذي ما زال موجودا بمنطقة اللبان وسط الإسكندرية لمزار به صورهما وصور بعض الضحايا والقوة التي ألقت القبض عليهما وعصابتهما ووكيل النيابة والضابط الذي قبض عليهمان، حتى عشماوي الذي قام بإعدامهم مايو عام 1921، تنفيذًا للحكم الذي صدر على ريا وسكينة وزوجيهما واثنين من البلطجية اللذين شاركا في أعمال القتل بالإعدام. كما حكم على حسن علي، وهو الصائغ الذي كان يشتري مجوهرات الضحايا بالسجن لخمس سنوات، لتكون ريا وسكينة أول امرأتين يصدر بحقهما الحكم بالإعدام، بعدما كان الدستور يمنع إعدام النساء.
فيتو أجرت بثا مباشرا من أمام منزل ريا وسكينة بمنطقة اللبان وسط الإسكندرية
قصة تحويل جدران المنزل لمزار
قال متولي محمد، أحد قاطني المنطقة: عدد من أهالي المنطقة حصلوا على صور من آبائهم وأجدادهم لريا وسكينة بالإضافة إلى قيام آخرين بالحصول على صور القبض عليهما وعصابتهما وقرار إعدامهم، وقرروا تحويل جدران أول منزل لهما لمزار سياحي يحكي قصة سفاحتين روعتا الإسكندرية في ذلك الوقت وتكون عنصر جذب للمنطقة.
وقال متولي:"بدأت القصة عام 1920 في حيّ اللبان وهو أحد أفقر الأحياء في الإسكندرية، حيث قامت ريا وسكينة علي همام بمساعدة زوجيهما ومساعدين آخرين، باختطاف وقتل ٣ سيدات في هذا المنزل، وبعد ذلك تنقلا بين منزلين آخرين أحدهم قريب من هذا المنزل وقد تم هدمه وآخر بعيد، ووصل عدد من قتلها إلى 17 إمرأة ودفنهن في منزلهما. حدث ذلك بينما كانت الإسكندرية مشغولة بالانتفاضات الشعبية الكبيرة التي قامت ضد القوات البريطانية المحتلة، ما أتاح لعصابة ريا وسكينة العمل".
حقيقة الكفاح ضد الانجليز
وأكد متولي، أن قصة الكفاح ضد الإنجليز عارية من الصحة وغير حقيقية فوالده وجده وجدته عاصروا تلك الحقبة وأكدوا قتلهما للنساء بغرض السرقة وكانت هناك ضحايا من أهل المنطقة لا يزال أقاربهها يعيشون فيها، وهو الأمر الذي ينفي ادعاء كونهما مناضلات، ولو صح هذا الأمر لافتخرن بهن وبسيرتهن، لافتا إلى ان بديعه ابنه ريا توفت بمرض السل وهي في سن ١٣ عام في إحدى دور الرعاية وكان وقتها هذا المرض مميتا وهو عكس ادعاء موتها في حريق.
حفيد الصول الريس يتحدث للمرة الأولى
وكشف سامي الريس، حفيد الصول مرسى الريس، أحد المشاركين في القبض علي ريا وسكينة، وكان يقطن في منزل خلفهما، تفاصيل لأول مرة من أنهما كانتا تقومان بتمويه البوليس في ذلك الوقت وإشغال قوة قسم كراكون اللبان اللاتي كان يقطن خلفهما ببلاغات غير حقيقة للتمويه وكانتا من الذكاء الفطري أن تفعل هذا دون أن يبدو عليهما أي شيء،ووظفا عددا من البلطجية بالإضافة إلي حسب الله وعبدالعال.
وأوضح الريس، أن تلك التفاصيل كانت ضمن حكايات من جده وأعمامه ووالده فهما من قاطني اللبان من عشرات السنين، لافتا إلى أن جده أصيب علي يد أحد أفراد عصابة ريا وسكينة في بلاغ تمويهي، وصدم عند القبض عليهن لكونهم جيرانه وجيران القسم وكانتا دائما تطلقان البخور وحفلات الزار للتمويه.
حضور ريا وسكينة للإسكندرية
حضرت ريا وسكينة من صعيد مصر من قرية الملح بأسوان إلى كفر الزيات ثم الإسكندرية وعملتا فيها لثلاث سنوات، حيث تزوّجت ريا من شخص يُدعى حسب الله سعيد مرعي، بينما عملت شقيقتها سكينة في بيت دعارة حتى وقعت في حب أحدهم. عندها بدأ الأربعة بمساعدة إثنين آخرين يدعيان عرابي حسان وعبد الرازق يوسف باستدراج النساء من الأماكن التي تشهد إقبالًا كثيرًا مثل سوق" زنقة الستات" الواقع بالقرب من ميدان المنشية، والذي يعدّ مسرحًا شهد عددًا من جرائم هذه العصابة