رئيس التحرير
عصام كامل

من يفك الحصار عن الإخوان؟!


الإخوان محاصرون، ليس فقط بالمعنى الجغرافي في ميدانى رابعة والنهضة بل بالمعنى السياسي، بعد أن تأكد لهم أنهم مجرد قلة عددية في مواجهة زخم جماهيري هائل يرفضهم، كما أنهم محاصرون بالمعنى الديني، حيث ثبت يقينا أن الشعب المصري المسلم الذي صدق لبرهة من الوقت أنهم يمثلون الإسلام قد نبذ تلك الأكذوبة السمجة ولم يعد يرى فيهم سوى حزبا أو فريقا سياسيا يريد الاستحواذ على السلطة، وأنهم يستحلون الكذب والخداع باسم الدين، لا فارق بينهم وبين غيرهم!!.


نسي الإخوان أنهم من تحدث رسميا عن استثمارات قيمتها مائتي مليار دولار ستحول البحر إلى طحين والفسيخ إلى شربات، ونسوا وعود دجالهم القرضاوي عن عشرين مليارا أخرى ستأتي ما إن يقول الناس نعم أو yes لدستورهم الذي أرادوا من خلاله تحويل مصر إلى جمهورية وهابية حامية تساند المملكة السعودية الراعية للإرهاب في الدنيا بأسرها.

الإخوان إذن محاصرون بكل هذه المعاني، ويأملون في مدد (غيبي) غبي يأتيهم من فوق سبع سماوات ودليل ذلك جبريل الذي جاء يصلي معهم ويصبرهم ويسليهم ربما! ريثما! (يفرغ المولى عز وجل من إعداد ما يكفي من الملائكة لنصرتهم)!!.

(جيش النصرة)، قادم إذن من السماء لإعادة مرسي إلى عرشه الإلهي كما يقولون لبلهائهم الذين تربوا على الوهم والأماني الكاذبة!، أما الحقيقة فتقول إنهم في انتظار (جبهة النصرة) الآتية ربما من العريش وربما من ليبيا لتهزم جيش (بشار السيسي) والباقي معلوم... منطقة حظر جوي، وحكومة معارضة، وغيرها من الأدوات الشيطانية التي باركها مرسي في خطبة الانتحار الرسمي التي خطبها وسط حشد من كهنة معبد آمون في الصالة المغطاة.

الإخوان محاصرون ولا يريدون سُلما ينزلون به من فوق الشجرة بل يريدون سلما يصعد بهم إلى السماء ومددا من الناتو (مدد يا ناتو مدد، مدد يا أردوجان مدد)، وطبعا فهذا ليس كفرا ولا شركا ولا استغاثة محرمة بغير الله لأن الناتو ومفتيه معهم، وهو على إنجاز أي فتى قدير وهو بفتاوى قلب الحق إلى باطل والباطل إلى حق خبير ومن كان الناتو جبريل معه فلا غالب له من الناس!!.

يعرف الإخوان أن مغادرة ميدان رابعة تعني عودتهم إلى مكانهم الطبيعي والمنطقي كمواطنين مصريين عاديين، وهذا ما ترفضه قياداتهم المغرورة والمنتفخة ممن لا يرضون بأقل من التسلط على أمة لا إله إلا الله.

الإخوان هم من يحاصرون أنفسهم، لأنهم يريدون علوا في الأرض بغير حق وعليهم هم أن يبادروا لفك حصارهم والانتشار في الأرض بين الناس فهم ليسوا إلا بشرا مثلنا (تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) القصص 83.
نقلا عن جريدة فيتو الأسبوعية
الجريدة الرسمية