دراسة حديثة: الأم تورث جينات الميكروبيوم لأطفالها أيضا بعد الولادة
الميكروبيوم Microbiome هو المجموعات الميكروبية التي تسكن أمعائنا بشكل خاص وتساهم في الحفاظ على وظائف الأعضاء بالإضافة إلى إنتاج الطاقة، وللميكروبيوم أهمية كبيرة في صحة الجسم.
ولكن في دراسة حديثة صادمة نشرت منذ أيام جاء إن الأم تورث الميكروبيوم لأطفالها، لكن ليس بانتقال البكتيريا الطبيعية من الأم إلى الجنين ولكن في عملية جينية تدعى: horizontal gene transfer
أي نقل الجينات الأفقي، أي ليس بالوراثة المباشرة المعروفة ولكن بطرق أخرى منها خلال فترة الحمل وبعد الولادة ايضا خلال فترة الرضاعة.
كيف تم إجراء الدراسة
وكان السؤال العلمي المطروح في هذه الدراسة: كيف يتغير ويؤثر الميكروبيوم بين الأم والطفل أثناء فترة الحمل والسنة الأولى من العمر؟
وفي هذه الدراسة تم رصد ومتابعة البكتيريا ومنتجاتها لمدة سنة ل 70 أم واطفالهم على مدى سنة بدأت منذ أواخر شهور الحمل.
ووجدت الدراسة أن الميكروبيوم للمواليد مختلف عن الأمهات ولكن يتأثر بشكلٍ واضح بالتغذية والمضادات الحيوية ولكن بتحليل جينوم المستقلبات الناتجة عن الميكروبيوم لاحظ الباحثون تطابق ل 977 جينا لدى 22 أما.
شرح الدراسة بطريقة مبسطة
وأوضحت الدكتورة علياء كيوان، الباحثة في مستشفى هايدلبرج الجامعي في ألمانيا، أن البكتيريا الموجودة في أمعاء الأم تنقل مئات الجينات للبكتيريا الموجودة في أمعاء الطفل في عملية انتقال مستمرة بعد الولادة لمدة سنة ولم يكن ذلك معروفا من قبل وتعتبر هذه الدراسة هي الأولى من نوعها.
وأضافت كيوان أن هذه الجينات المنقولة بعد الولادة مفيدة لأمعاء الطفل ولها ضرورة في نضوج الجهاز المناعي والعصبي وكذلك مساعدة الطفل على التكيف الغذائي.
الميكروبيوم يساعد في تخفيف أعراض التوحد
جدير بالذكر أنه يشتبه العلماء في أن الميكروبيوم الأمعاء (مزيج من البكتيريا التي تعيش في الأمعاء) يؤثر على الصحة بطرق عديدة، ولكن الاكتشاف الجديد يعد مفاجئًا ويوحي بأن الميكروب الصحي قد يخفف من أعراض مرض التوحد.
وجدت الدراسة الصغيرة التي شملت 18 طفلًا مصابًا بالتوحد والذين يعانون أيضًا من مشكلات هضمية حادة، أن عملية زرع البراز لإعادة التوازن إلى ميكروبيوم الأمعاء قللت من أعراض الجهاز الهضمي وأعراض مرض التوحد لديهم.
وأشارت الدراسة إلى استمرار التحسينات خلال فترة متابعة الدراسة لمدة عامين.. وقالت الدكتورة "روزا كراجمالنيك" الأستاذ في جامعة "أريزونا" الأمريكية: "لقد عالجنا الأطفال المصابين بالتوحد عن طريق تغيير الميكروبات المعوية، جميعهم يعانون من أعراض معوية - الإسهال والإمساك وآلام في المعدة - وتقلصت تلك الأعراض بشكل كبير، وتحسن سلوكهم أيضًا".
وأضافت: "عندما فحصنا الأطفال مرة أخرى بعد ذلك بعامين، كان السلوك أفضل، وكانت أعراض الجهاز الهضمي لا تزال أفضل، ولكنها ليست جيدة مثل بعد العلاج مباشرة".
وتابعت قائلة: "ليس من الواضح بالضبط كيف يساعد تحسين الميكروبيوم في أعراض مرض التوحد، ولأن جميع الأطفال يعانون من مشكلات هضمية حادة، فمن المحتمل أن يكونوا أكثر راحة وقدرة على التركيز والتعلم.. قد تكون أيضًا الكائنات الدقيقة الصحية الموجودة في القناة الهضمية تُرسل بعض المواد الكيميائية إلى الدماغ تساعد الأطفال على التعلم".
وأشار الباحثون إلى أن من 30 إلى 50% من المصابين بالتوحد يعانون أيضًا من مشكلات هضمية مزمنة قد تجعلهم يعانون من الاضطراب ويجعل من الصعب التعلم والاهتمام والتصرف بشكل جيد.
ووُجد أن الأطفال الذين عولجوا في الدراسة لديهم تنوع منخفض من البكتيريا في أمعائهم في بداية الدراسة، وتلقى جميعهم 18 عملية زرع البراز يوميًا لمدة سبعة إلى ثمانية أسابيع.. وقال الباحثون إن العلاج زاد من تنوع الميكروبات والبكتيريا السليمة في الأمعاء.
عندما بدأت الدراسة، تم تصنيف 83% من الأطفال على أنهم يعانون من مرض التوحد الحاد، وأظهرت النتائج أن 17% فقط كانوا في نهاية الدراسة شديدي الإصابة و39% إصابتهم معتدلة و44% أقل من الحد الأدنى لاضطراب طيف التوحد المعتدل.
كما أظهر تقييم مهني لأعراض الأطفال انخفاضًا بنسبة 45% في أعراض التوحد مقارنة ببداية الدراسة.. كان لدى العديد من المشاركين في الدراسة عوامل متعددة يمكن أن تؤدي إلى ميكروبيوم أقل تنوعًا، على سبيل المثال، وُلد الكثيرون من خلال عملية قيصرية، وهي مرتبطة بعدد أقل من بكتيريا الأمعاء.
وقال الباحثون إن هناك عوامل أخرى مثل انخفاض الرضاعة الطبيعية وزيادة استخدام المضادات الحيوية وانخفاض تناول الألياف.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.