رئيس التحرير
عصام كامل

محاولات تشويه الجيش المصرى


من المؤكد أن ما يحدث ويدور الآن، هو محاولة لضرب المؤسسة العسكرية، وهى محاولة ليست جديدة لأننا إذ نذكر أنفسنا بما حدث بعد ثورة 25 يناير، وكيف كان هناك الانقلاب على الجيش الذى أتى بالرئيس مرسى وحمى الثورة والمرحلة الانتقالية واحتكم للضرورة، وتعايشنا تلك الشعارات التى رددت ضد الجيش كأول سابقة، وهى ليسقط حكم العسكر وكم الإهانات التى تحملها الجيش بعد كل ما صنعه، وقد استجاب وانسحب إلى ثكناته ليحمى الحدود .. وترك الساحة للإخوان من أجل أن ينجحوا وأن يحققوا حلم الشعب المصرى، وتلك التطلعات الكبيرة التى أتو بها ولكنهم انفردوا بالسلطات وتجاوزا مع كل المؤسسات وكانت هناك محاولات لأخونتها وإقصاء من فيها والاستحواذ على مصر، وبدأ التعدى وإهانة المؤسسات الأساسية وعلى رأسها مؤسسة القضاء ..


كانت هذه هى الخطيئة الكبيرة للإخوان، وأعتقد أنها قد كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير .. وكانت عملية الاستحواذ على السلطات كلها وجمعها فى يد الرئيس مرسى بدعوى أن ذلك فقط للحفاظ على الثورة، وأيضاً البلد ومقدراته ولحين الانتهاء من وضع الدستور الذى شهد مهزلة وكان دستوراً غير توافقي لم تتخذ أي خطوة بتوافق ورضاء شعبى..

كانت هناك الازدواجية فى الحكم، ما بين رئيس منتخب قيل إنه ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد والذى استطاع برجاله أن يكون حكومة موازية فعالة وصاحبة القرار تملى على الحكومة كل ما تريده وتجعلها مجرد أداة لتلبية رغباتها والتوقيع على القرارات التى تتخذها.. وهو ما جعل الشعب يحدد يوماً للخلاص من ذلك الحكم الذى لن يعيش فيه ولن يرتضيه حتى ولو كلفه ذلك حياته .

خرج الجميع على نحو غير متوقع، كان تسونامى بشرى رهيب وهو الذى طلب الجيش لأن نزوله ضمان لسلمية مظاهراته ولحمايته والشعب بنزوله هو " الشرعية " التى ارتكن عليها الجيش الذى يعد مكلفا من قبل الشعب ولا نقول أغلبية الشعب بل الشعب بكل طوائفه فيما عدا بعض الفصائل .. لذلك فإن ما حدث ليس هو انقلاب عسكرى وأن الفريق السيسى لم يكن يريد أن يضع نفسه فى ذلك الوضع ولكنها مهمة وطنية وواجب قد فرض عليه أكبر وأعظم من القتال فى ساحة الوغى والدفاع عن الوطن وأمنه الحدودى ..

إنه تكليف بالدفاع عن بقاء مصر الدولة المحورية .. مصر التاريخ والحضارة .. إن ما حدث فى 30 يونيو هى موجة ثانية لثورة 25 يناير بل هى تصحيح المسار لها والاسترداد لها من جانب من قاموا بها أول مرة أى أصحابها الحقيقيين .. وجيش مصر له دوره الوطنى منذ تاريخ أحمس الذى طرد الهكسوس ودافع عن حدود مصر وأحمد عرابى وحتى محمد على باشا الجندى الألبانى هو الذى شيد مصر الحديثة .. الجيش له دور وفى عريق كان ومازال وسيظل لأن هذه هى طبيعة وخصائص مصر.
gamilgorgy@gmial.com
الجريدة الرسمية