بين فكى الذئب
في أوج اشتعال الأحداث، يرتجف القلم في يدي وتخونني الكلمات.. تهرب مني وتتسرب كقطرات ماء من بين أصابعي.. بدت تباشير صباح جديد .. ومصر ساهرة .. والعالم معها .. لم تغفل عين في هذه الليلة المشهودة .. الكل ساهر على أعتابك .. وعلى ذكرك.. الحق والباطل يتجاذبانك .. وأنت ؟ أنت في انتظار نسائم الحرية الآتية مع نهار جديد.
يا مصر !
يدخر الزمان مفاجآته ليوم نظنه – من شدة يأسٍ - لن يأتى أبداً .. وللتاريخ أيضاً رجاله، فهو ينتقيهم من بين الكل ويزفهم في آوانهم .. ورجلك المختار قد زفه التاريخ إليك .. رجل بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ .. يكتمل كبرياؤه بكبريائك .. تتماهي شخصيته مع كيانك .. وفي حبك يضحي بلا تردد.. يحمل على كاهله همومك .. ويفي بالوعد .. ويرد اعتبارك.
رجلك يا مصر، لم يقتصر على نحت أروع ملحمة في سجل تاريخك فحسب، بل شكل منعطفا هاما في مسار تاريخك، ذلك أن النصر معناه فك أسرك من قبضة الهيمنة الغاشمة الخائنة المتلحفة كذباً برداء الدين، وإعطاء هويتك المدنية بعدا جديدا.
وعلى محك هذه الرؤية، ومن خلال نظرة جلية على الوقائع والأحداث .. يتأكد للجميع .. أن الثورة تصحح مسارها الذي حادت عنه تحت وطأة جماعة عرفت بتاريخها الدموي .. وولائها السري .. جماعة تسللت إلي كراسي الحكم من تحت عباءة الرئاسة .. ونشرت الرعب والدماء .. انقضت على كل مفاصل مصر .. فهي لم تمثل لهم سوي دولة ممر إلى الخلافة الإسلامية .. سنة مرت وختامها حان وحانت معه نهاية جماعة تناسينا كل تاريخها الأسود ولم تنس هي لا تاريخها ولا ثأرها.. وعادت لضلالها القديم وحاربت أبناء وطنها .. وقسمتهم وجوعتهم واستباحت أعراضهم واستحلت دماءهم .. وبهذا أصبحت هي العدو الحقيقي الذي لابد من محاربته وهزيمته .
واليوم يا مصر، وتحت القيادة الواعية والشجاعة التي جمعت كل أولادك حولك على قلب رجل واحد.. عاد الحب يرفرف على سماواتك .. اليوم تدق أجراس الكنائس مع أذان المغرب معلنة جميعها عن إفطار جماعي ( حقيقي)، الكل صائم والكل يتقاسم كسرة الخبز.. اليوم ينزل إلى شوارعك العتيقة كل أولادك الأوفياء ليعضدوا قائدهم الملهم .. هذا العاشق الذي أبكانا وأسعدنا بكلماته الصادقة في حبك يا مصر.
هكذا تستعيد مصر مجدها وتاريخها .. حينما تتشابك الأيدي لكشف ستار الظلمة .. لدحض قوى الشر والظلام .. اليوم نسطر ملحمة سيظل التاريخ يقصها على مسامع الأرض بلا ملل .
اليوم، وبنزول الشعب المصري لتفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسي؛ سوف تقع قوى الإرهاب الغاشمة بين فكي الذئب .
