رئيس التحرير
عصام كامل

خبير أمني: القانون يقف عاجزا أمام زواج القاصرات

زواج القاصرات،فيتو
زواج القاصرات،فيتو

رغم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬كافة‭ ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬عادت‭ ‬بقوة‭ ‬وأطلت‭ ‬برأسها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬تحد‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬للجميع‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تخلفه‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة،‭ ‬أبسطها‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬والسريع‭ ‬الذى‭ ‬ينتظر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭

. ‬وبحسب‭ ‬أطباء‭ ‬النساء‭ ‬والطب‭ ‬النفسى،‭ ‬فإن‭ ‬معدلات‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬والأمهات‭ ‬والمشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬للفتيات‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال،‭ ‬ارتفع‭ ‬خلال‭ ‬الفترات‭ ‬الماضية،‭ ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬معدلات‭ ‬الإجهاض‭ ‬والولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬وحدوث‭ ‬نزيف‭ ‬أثناء‭ ‬الولادة‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬وترتفع‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق‭ ‬والخيانات‭ ‬الزوجية‭.

القانون‭ ‬يقف‭ ‬عاجزًا‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات

و‬قال‭ ‬اللواء‭ ‬أحمد‭ ‬طاهر‭ ‬مدير‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمباحث‭ ‬الآداب‭ ‬الأسبق:‭ ‬القانون‭ ‬يقف‭ ‬عاجزًا‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات؛‭ ‬بسبب‭ ‬الطرق‭ ‬الاحتيالية‭ ‬التى‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬البعض‭ ‬لتزويج‭ ‬أولادهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العقود‭ ‬العرفية‭ ‬وليس‭ ‬التوثيق‭ ‬الرسمي،‭ ‬واصفًا‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬بالزائفة،‭ ‬ومطالبًا‭ ‬بمعاقبة‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المتواطئة‭ ‬فى‭ ‬إتمام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭ ‬التى‭ ‬تفتح‭ ‬“باب‭ ‬خراب”‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬آثاره‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ذى‭ ‬بصيرة‭.‬

الزواج العرفي

وأوضح‭ ‬“طاهر”‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬العرفية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تثبت‭ ‬حقوقًا‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬أولياء‭ ‬الأمر‭ ‬بكلمتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التى‭ ‬أثيرت‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تتفاقم‭ ‬أكثر‭ ‬فى‭ ‬الصعيد‭ ‬والأرياف‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬لهم‭ ‬معتقداتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬تخاصم‭ ‬تطورات‭ ‬العصر‭ ‬ولا‭ ‬تعترف‭ ‬بأى‭ ‬تبعات‭ ‬وعواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭ ‬التى‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭!‬

كما‭ ‬تطرق‭ ‬“طاهر”‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬بيع‭ ‬بعض‭ ‬الآباء‭ ‬لبناتهم‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬قرى‭ ‬محافظة‭ ‬الجيزة،‭ ‬حيث‭ ‬يقومون‭ ‬بتزويجهن‭ ‬لشيوخ‭ ‬طاعنين‭ ‬فى‭ ‬السن؛‭ ‬نظير‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬وهدايا‭ ‬قيمة؛‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الآثمة‭  ‬لم‭ ‬تختفِ‭ ‬بعد،‭ ‬ومؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬هو‭ ‬الأشد‭ ‬قبحًا‭ ‬فى‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬حزمة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬المغلظة‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬تفعيلها؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬حبرًا‭ ‬على‭ ‬ورق‭.‬

الجريدة الرسمية