المخرج اعترض على دور هند رستم، كواليس فرقة المشاغبين الثلاثة بفيلم صراع في النيل
فرقة المشاغبين الثلاثة من أشهر الفنانين محبى المقالب والضحك حيث كان يوجد تآلف شديد بينهم وهم هند رستم ورشدى أباظة وعمر الشريف، هكذا وصفهم المخرج فطين عبد الوهاب الذي حضر بالصدفة يوما واحدا من تصوير الفيلم العربي " صراع في النيل " الذي عرض في مثل هذا اليوم عام 1959 بسينما ميامي بالقاهرة وهو من إخراج عاطف سالم.
المفاجأة التي لا يعرفها المشاهد أن المخرج عاطف سالم مخرج الفيلم اعترض بشدة على ترشيح المنتج جمال الليثي للفنانة هند رستم للقيام بدور "نرجس"، الراقصة التي تستعين بها العصابة لسرقة أموال "محسب" عمر الشريف، وكان متمسكا بالراقصة نجوى فؤاد في الدور كراقصة محترفة رغبة من المخرج في تقديم نجوى رقصاتها الشهيرة على إيقاع أحمد فؤاد حسن في الفيلم، وأمام إصرار المنتج على هند رستم وافق المخرج كارها، ومن هنا قالت هند رستم انها تعرضت لمحاولات إفشالها طوال تصوير الفيلم.
وفيلم صراع في النيل هو الفيلم الثالث للفنان عمر الشريف الذي يضم عنوانه صراع بعد ان قدم صراع في الوادي وصراع في النيل، واحتل الفيلم رقم 86 في قائمة أفضل مائة فيلم في السينما المصرية.
وتدور قصة الفيلم الذي كتب له السيناريو والحوار على الزرقانى حول اتفاق أهالي إحدى قرى الأقصر على شراء صندل نهرى للصيد ويكلف الفلاحون "مجاهد" ـ رشدى أباظة ـ بشرائه ومعه محسب ابن رئيسهم جاد، ويقرر سفيان ـ زعيم عصابة ـ سرقة النقود حتى لايكون له منافس في البحر، وأثناء المولد تسرق الأموال من محسب، ويستردها مجاهد لكن البلطجى محمود يبعث الغازية نرجس وسطهم لإغوائهم وسرقة النقود من المركب، فتغوى محسب ويتزوجها ن وتحاول أيضا استمالة مجاهد فيرفض محاولاتها وتحدث وقيعة بين محسب ومجاهد ويكتشف محسب المؤامة وينتصر ويعود الجميع الى بلدتهم ومعهم الصندل الجديد.
تحذيرات وزارة الصحة
والتصوير الخارجى لهذا الفيلم كان أصعب فترات التصوير فأغلب المشاهد في النيل على ظهر مركب عروس النيل مع وجود تحذيرات مستمرة من وزارة الصحة بانتشار ميكروب البلهارسيا في مياه النيل نتيجة التلوث ورغم ذلك وافق أبطال الفيلم على التصوير.
أيضا اختار المنتج جمال الليثى الفنانين شكرى سرحان وفريد شوقي للقيام ببطولة الفيلم ولأن التصوير كان في الشتاء وسط أجواء انتشار البلهارسيا رفض النجمان العرض، فاختار المخرج عاطف سالم عمر الشريف وأحمد رمزى، إلا أن عمر الشريف اشترط استبدال رمزى برشدي أباظة بعد انتشار شائعة بأن أحمد رمزى يغازل زوجته فاتن حمامة وبالفعل تم اختيار رشدى أباظة وكان في بدايته الفنية.
وتضمن مشهد النهاية في فيلم (صراع في النيل ) ان يضرب الفنان محمود فرج نرجس بألة حادة على رأسها ثم تسقط في النيل وتموت، ورفضت هند رستم السقوط في النيل خوفا من الغرق رغم وجود السباح المصري حسن حامد للطوارئ، وقبلت الجزء الأول وهو الضرب على رأسها وقامت دوبليرة بالسقوط في النيل مقابل 2 جنيه عن دورها
ومن مقالب فرقة المشاغبين في الفيلم أن أقام المخرج عاطف سالم (سقالة) توصل بين شاطئ النيل والمركب الذي نصور فيه حتى يمكن الوصول إليه، وفي وقت الراحة لاحظ عمر الشريف أن أحد العمال يستعد لحمل كاميرا التصوير لينقلها إلى المركب، فنظر الى هند بكل براءة وقال لي (روحي زغزغي الراجل ده وهو معدي)، وبالفعل وبدون تفكير اتجهت هند الى الرجل ونفذت ما قاله عمر الشريف فسقط الرجل ومعه الكاميرا في النيل وتعطل التصوير بسبب تلف الكاميرا.
حوادث غرق أثناء الفيلم
ومن ذكريات "صراع في النيل" أنه على الرغم من إصرار المخرج عاطف سالم على قيام هند رستم بمشهد نهاية دورها، الذي تتعرض فيه للضرب بآلة حادة على رأسها لتفدي عمر الشريف ثم تسقط في النيل، فإنها تخوفت بشدة من أداء هذا المشهد وصممت هى الأخرى على عدم تقديمه، وبعد الحاح قامت هند بالجزء الأول من المشهد وتم الاستعانة بدوبليرة قالت انها سباحة ماهرة في الجزء الثاني وهو السقوط في النيل مقابل أجر 2 حنيه في المشهد، لكنها سقطت ولم تظهر ثانية، وتمت الاستعانة ببطل السباحة وقتئذ ـ حسن حامد ـ الذي كان متواجدا للقفز في النيل للبحث عنها وانقاذها وسط صراخ الجميع، لتعترف الفتاة انها لا سباحة ولا تعرف العوم وأنها قبلت من أجل حب التمثيل.