رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة بيليه، كل ما تريد معرفته عن أسطورة كرة القدم البرازيلية

بيليه، فيتو
بيليه، فيتو

وفاة بيليه، توفي مساء اليوم الخميس، أسطورة كرة القدم البرازيلية، النجم الأسبق بيليه عن عمر ناهز 82 عاما، بعد معاناة مع المرض خلال الفترة الماضية.

من هو بيليه؟ 

الأسطورة البرازيلية بيليه، اسمه الحقيقي إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، هو لاعب كرة قدم برازيلي شهير من مواليد 23 أكتوبر 1940 في مدينة تريس كاراكوس، وغالبا ما يوضع على رأس أفضل اللاعبين في التاريخ، وتم إختياره كلاعب القرن العشرين من قبل الإتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء (IFFHS).

أما اسم بيليه فهو يعود لحارس مرمى سابق لعب لفريق فاسكو دي جاما يحمل نفس الاسم.

ونشأ بيليه في فقر مدقع مثل أغلب البرازيليين، وكان يحصل على الأموال من خلال العمل في محلات توزيع الشاي، لكن رغم هذا لم يكن يملك ثمن كرة قدم خاصة به، واكتفى باللعب بجوارب محشوة بأوراق الجرائد، ثم يذهب للعب مع بعض فرق كرة القدم للصالات في المدينة.

 

هداف سانتوس التاريخي

لعب بيليه أغلب مسيرته في نادي سانتوس البرازيلي ويعد الهداف التاريخي له برصيد 643 هدف رسمي، في حين تقول مصادر أخرى أن هذا الرقم يصل إلى 1000 هدف مع سانتوس.

كما أن بيليه كان الهداف التاريخي لمنتخب البرازيل حتى عادل رقمه نجم السيليساو الحالي نيمار دا سيلفا.

تألق بيليه وكأس العالم 

عام 1956 ترك بيليه عائلته واتجه مع أحد المدربين الذين أشرفوا على تدريبه ويدعى بريتو إلى نادي سانتوس، وأخبر الإدارة أن هذا الطفل ذو السادسة عشرة ربيعا سيصبح أفضل لاعب في العالم، وبالفعل أعجب مدرب الفريق وقتها لويس ألونسو بإمكانيات المراهق الصغير، وماهي إلا أسابيع قليلة ووقع أول عقد إحترافي له مع الفريق.

لعب أول مباراة له في 7 سبتمبر 1956 وسجل أول هدف أيضا، وشيئا فشيئا بدأ إسم اللاعب الجديد يصل صداه إلى الصحف كنجم المستقبل الواعد، حتى أنه بسرعة البرق أصبح هداف الدوري البرازيلي بعد عشرة أشهر فقط على توقيعه.

وتمت دعوته للمنتخب البرازيلي أيضا، وسجل الملك هدفا في مبارته الأولى مع السامبا ضد الأرجنتين في ملعب ماراكانا الشهير في خسارة السامبا 2-1، وفي مباراة الإياب ساهم في الفوز على المنافس التقليدي التانجو 2-0، وأدى هذا التألق الملفت إلى تأمين مكان له في النخبة التي ستغادر إلى السويد أين ستدور فعاليات كأس العالم 1958.

قبل إنطلاق المونديال حقق بيليه أول لقب رئيسي مع سانتوس، بطولة باوليستا التي توج فيها بجائزة أفضل هداف برصيد 58 هدف، وهذا رقم قياسي لا يزال لم يحطم إلى اليوم في تلك الكأس.

وتعرض الجوهره السوداء لإصابة قبل بداية كأس العالم ولم يشارك في أول مبارتين ضد منتخب النمسا ( فوز 3-0 ) والمنتخب الإنجليزي ( تعادل 0-0 )، ومع المباراة الثالثة ضد فريق الاتحاد السوفييتي تعافى من إصابته وشارك في باقي مباريات البطولة كاملة وكان سجله التهديفي كالآتي:

ربع النهائي: سجل هدف الفوز ضد منتخب ويلز (1-0).

نصف النهائي: سجل هاتريك ضد المنتخب الفرنسي (5-2).

النهائي: سجل ثنائية ضد السويد (5-2).

6 أهداف جعلت البرازيل تحرز اللقب العالمي الأول بعد خيبة أمل 1950 والخسارة ضد أوروجواي في نهائي ماراكانا الشهير ( 1-2 )، وعاد بيليه ورفاقه إلى وطنهم وكرموا بتغطية إعلامية لم تشهدها البلد من قبل، كما أصبح الملك أصغر لاعب يحصل على كأس العالم بعمر 17 سنة و10 أشهر.

بعد تألقه في مونديال 58، انهالت العروض على الجوهرة السوداء بيليه، من الأندية الأوروبية الكبيرة مثل مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس، لكن بدون جدوى، وأن إنتر ميلان الإيطالي تمكن من الحصول على عقد مع بيليه إلا أن رئيس النادي آنذاك أنجيلو موراتي مزق العقد بناء على طلب رئيس سانتوس بعد ثورة الجماهير عليه، حتى أن الحكومة البرازيلية بقيادة الرئيس خانيو كوادروس أعلنت اللاعب كنزا وطنيا رسميا حتى يمنع من الإنتقال لأي فريق خارج البلاد.

بيليه

التوهج مع سانتوس

عام 1961 حقق سانتوس بقيادة بيليه لقب الدوري البرازيلي للمرة الأولى وهو ما سمح لهم بالمشاركة في كأس ليبرتادوريس أقوى بطولات قارة أمريكا الجنوبية على مستوى الأندية، وتوجوا بالمسابقة بعد تسجيل الملك ل 4 أهداف في سلسة المباريات النهائية ضد بوتافوجو، وتأهلوا للمشاركة في كأس الإنتركونتيننتال (كأس العالم للأندية حاليا).

لعب الفريق البرازيلي ضد بطل أوروبا نادي بنفيكا، وجرت مباراة الذهاب في ملعب ماراكانا أين سجل بيليه ثنائية وإنتصر سانتوس 3-2، وعزز البرازيليون هذا الفوز في مباراة العودة بملعب النور وسجل الملك ثلاثية في لقاء إنتهى لصالحهم 5-2، ليرفع الفريق ذو اللونين الأسود والأبيض اللقب العالمي.

كأس العالم 1962

وفي كأس العالم 1962 وصل بيليه إلى تشيلي البلد المستضيف وهو مصنف كأفضل لاعب على كوكب الأرض وسجل هدف في أول مباراة ضد المكسيك، ورغم إصابته في المباراة الثانية ضد منتخب تشيكوسلوفاكيا ( 0-0 ) إلا أنه بقي على الملعب لعدم وجود بدائل، وبقي التشيكيون يتعمدون إيذائه طوال اللقاء مما أدى إلى تفاقم الإصابة وعدم مشاركته في أي لعبة أخرى في البطولة، لكن البرازيل حققت اللقب بفضل مهارات الأسطورة جارنيشيا.

ووصل سانتوس للعام الثاني على التوالي إلى نهائي كأس ليبرتادوريس وهذه المرة المنافس هو بوكا جونيور الأرجنتيني وتمكنوا من الفوز باللقب أيضا بعد الإنتصار ذهابا وإيابا 2-3 و2-1 ( بيليه سجل هدفا واحدا في المبارتين )، ثم المنافسة من جديد في كأس الإنتركونتيننتال ضد بطل أوروبا أي سي ميلان، الفريق الإيطالي فاز في الذهاب 4-2 رغم تسجيل الجوهرة السوداء لهدفين، وفي العودة إنتصر البرازيليون بنفس النتيجة مما أدى إلى مباراة فاصلة إنتهت لصالح زملاء الملك 1-0 ليعانقوا المجد العالمي ثانية.

كأس العالم 1966

مع إنطلاق كأس العالم 1966 كان بيليه مرتديا قميصه الشهير رقم 10 ومن جديد يتربع على عرش أفضل اللاعبين في العالم، فترة للأمانة عرفت تواجد الكثير من أساطير كرة القدم أيضا على غرار أوزيبيو وبوبي تشارتلون وجياني ريفيرا، عدى أن الملك أعتبر الأفضل بينهم وهذا ما أدى إلى جعله هدفا مكشوفا لكافة المدافعين في العالم.

وأثناء هذه المنافسة التي نظمت في إنجلترا كان العدوان على بيليه البرازيل هو أحد أبرز عناوينها، فبعد مباراة السيليساو الأولى ضد بلغاريا صار بيليه أول لاعب يسجل في ثلاث مسابقات متتالية في كأس العالم إثر إحرازه مخالفة حرة مباشرة، ورغم هذا لم يسلم من إحدى التدخلات العنيفة التي كانت سببا في عدم لعبه للمباراة التالية ضد المجر التي خسروها 3-1.

في المباراة الحاسمة الثالثة إصطدمت البرازيل بالمنتخب البرتغالي ولعب اللقاء على ملعب جوديسون بارك، شارك بيليه وتعرض لتدخل قاس من المدافع جواو مورايس جعلته يتمايل إلى النهاية وإستوفى المدرب البرازيلي فيسنتي فيولا كامل تغييراته لينسحبوا من البطولة بعد الهزيمة 3-1، هزيمة غضب بعدها بيليه وتعهد أنه لن يشارك في أي مباراة أخرى في كأس العالم بعد القرارات التحكيمية المجحفة التي تعرضوا لها. 

مونديال 1970

بعد مرور نحو عام على هذا اللقب العالمي الثالث للبرازيل في مونديال 1970، وبيليه تقاعد الجوهرة السوداء دوليا يوم 18 يوليو 1971 على ملعب ماراكانا في مباراة جمعت بين منتخب السامبا ومنتخب يوغوسلافيا وإنتهت بالتعادل الإيجابي 2-2 وسط تصفيق حار من الجماهير التي طلبت من الأسطورة البقاء ولكن لكل شيء نهاية.

اعتزال بيليه

بقي بيليه يلعب لفريق سانتوس حتى موسمه التاسع عشر، وعام 1974 اعتزل اللعب مؤقتا قبل أن يعود لتوقيع عقد مع نادي نيويورك كوسموس في الولايات المتحدة الأمريكية وساهم في زيادة الوعي العام والإهتمام بالرياضة هناك وفاز بالدوري سنة 1977 آخر سنة في مسيرته الكروية العظيمة.

الجريدة الرسمية