رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا ينتظر البنوك في 2023.. الركود وأسعار الفائدة والقروض العقارية أبرز التحديات

البنوك المركزية العالمية،
البنوك المركزية العالمية، فيتو

حالة من الترقب الشديد يعيشها القطاع المصرفي العالمي، مع اقتراب عام 2023، وسط توقعات بتقلبات مستمرة بسبب سياسات البنوك المركزية لخفض معدلات التضخم، مع انهيار عدد كبير من قطاع الرموز المشفرة وارتفاع أسعار الفائدة.

 

الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

ويضع الجميع آماله على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكية، لمحاولة الانتعاش مرة أخرى والنهوض من الأزمات المتتالية التي يعاني منها معظم دول العالم، في الوقت الذي لجأ فيه الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة خلال 2022 للسيطرة على ضغوط زيادة الأسعار، تتزايد احتمالات ركود الاقتصاد في السنة المقبلة.

الاقتصاد العالمي، فيتو

الاقتصاد العالمي يتجه نحو الركود في 2023

وبالرغم من التأثيرات السلبية التي تعاني منها جودة الائتمان، إلا أن أكبر البنوك المركزية، تتميز بامتلاكها مركز مالي قوي، يساعدها في الصمود أمام الركود بمختلف أنواعه، ولكن في المقابل الدول الناشئة هي أكبر المتضررين من هذه الأزمات، مما يشير إلى التراجع والانحسار في مختلف القطاعات نتيجة الرياح الاقتصادية المتوقعة غير المواتية.

 

وعرضت وكالة بلومبرج، في تقرير لها نظرة مستقبلية على ما قد ينتظر قطاع البنوك في 2023.

 

البنوك قادرة على الصمود

وتتمتع البنوك الكبيرة بقدرة عالية تؤهلها للصمود أمام الاضطرابات التي سوف تتعرض لها خلال العام المقبل، وهذا في حالة تنحية تقليص أعداد العاملين والركود المحتمل.

 

وقال زميل كلية الأعمال بجامعة كولومبيا تود بيكر: "موقف رأس المال عند البنوك قوي، وكذلك موقف السيولة. وفي حدود ما أراه، لم تتوسع البنوك أكثر مما ينبغي في أي نوع من القروض أو المخاطرة".

 

وبعد توصل بنك "ويلز فارغو" (Wells Fargo & Co) إلى تسوية بقيمة 3.7 مليار دولار تتعلق بمزاعم "سوء الإدارة المتفشية" في وقت سابق من هذا الشهر، تعهد "مكتب الحماية المالية للمستهلك" (CFPB) باتخاذ إجراءات صارمة ضد البنوك التي تخالف القواعد الرقابية، الصورة المستقبلية ليست وردية في جميع جوانبها. 

 

وقال روهيت تشوبرا، مدير "مكتب الحماية المالية للمستهلك": "قوانين البنوك في بلادنا توفر أدوات قوية لضمان عدم تدمير مؤسسات الإيداع المؤمنة ثقة الجمهور، وفي السنة الجديدة، نتوقع أن نتعاون مع زملائنا في المؤسسات الرقابية والتنظيمية في شأن استخدام هذه الأدوات وكيفية ذلك".

 

رغم قوة رؤوس الأموال، فإن أي ركود سيضطر جهات الإقراض إلى تجنيب احتياطيات إضافية من أجل تغطية القروض الرديئة، مما يضر بصافي الربح ويحتمل معه زيادة قوائم تخفيض عدد العاملين.

 

,في نفس الوقت، ينبغي أن يستمر ارتفاع صافي دخل البنوك من الفوائد نتيجة زيادة أسعار الفائدة – وهو ما يمثل الفرق بين ما تدفعه البنوك من فوائد للمودعين وما تحصل عليه من فوائد على القروض.

 

وأوضح بيكر، أن البنوك الأصغر حجمًا لا تستطيع النمو إلا عبر صفقات الاستحواذ، وتتسم المصارف متوسطة الحجم بحساسية أعلى للتفاعلات الإقليمية، كما أنها لا تملك تلك القدرة الكبيرة على الاستثمار في التكنولوجيا.

 

آلام الرهن العقاري والقروض

تلقت سوق العقارات ضربات متتالية وعنيفة من رفع أسعار الفائدة في عام 2022، وهبطت هبوطًا سريعًا أعداد قروض الرهن العقاري الجديدة وتلك ظاهرة من المتوقع أن تستمر في السنة المقبلة، وتتنبأ شركة "ترانس يونيون" (TransUnion) أن يتجاوز عدد عمليات الشراء الجديدة 4 ملايين عملية بقليل على مدى السنة كلها – أي نحو نصف ما سجلته في عام 2021.

 

وفي مقابلة شخصية، قال الرئيس التنفيذي لشركة "روكيت كوس" (Rocket Cos.) جاي فارنر: "أعتقد أن عام 2023 يشبه كثيرًا النصف الثاني من عام 2022. سيتعين عليك أن تحقق عائدًا للعميل بطريقة التكنولوجيا المالية إلى حد كبير".

 

وبينما تتعامل جهات الإقراض مع ركود سوق الرهن العقاري، ينبغي عليها التركيز على التواصل مع المستهلكين بطرق أخرى، بأن تعرض قائمة من الخدمات المصرفية قبل أن يبدأ العملاء حتى في البحث عن منزل، بحسب فارنر، التي تعتبر شركته واحدة من كبرى شركات الإقراض العقاري في البلاد.

 

نهاية سياحة التكنولوجيا المالية

شركات التكنولوجيا المالية توسعت بوتيرة سريعة على مدى الأعوام القليلة الماضية، مدعومة باستثمارات رأس المال المغامر وانخفاض تكلفة القروض، هذه الصورة تتغير الآن، وبسرعة، إذ إن بعض "سائحي التكنولوجيا المالية" على حد وصف أنوج نايار من شركة "ليندينغ كلوب" (LendingClub)، يخرجون من المجال.

 

وقال نايار، وهو نائب أول رئيس شركة "لندينغ كلوب" ومسؤول السلامة المالية بها، في رسالة بالبريد الإلكتروني: “نحن نرى بعض السائحين يتراجعون الآن أو أنهم يغادرون المجال تماما، غير أن أولئك الذين يتركز نشاطهم في هذه السوق سوف يواصلون النجاح والنمو، تماما مثل قطاع التجارة الإلكترونية في 2000-2001”.

 

زحتى شركة نايار لم تكن محصنة ضد تأثيرات الأزمة، فقد هبطت أسهم الشركة التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية بنحو 65% هذا العام.

 

وأوضح نايار، أنه مع نضوب التمويل من رأس المال المغامر، ينبغي الاستعداد لعمليات الاستحواذ أو الإغلاق، مضيفا: "في أوضاع السوق الحالية، سوف نرى أيضًا شركات التكنولوجيا المالية وهي تتراجع عن بعض المصروفات وتدير معدل الاستنفاد (التدفق النقدي السلبي) بعناية شديدة".

 

ومن جانبه أكد  أرجون كابور، مؤسس شركة "فوركاست لابز" (Forecast Labs) والعضو المنتدب لهذا المشروع التابع لشركة "كومكاست" (Comcast): "أين أستطيع أن أستثمر أموالي إذا لم أستثمرها في سوق الأسهم؟".

 

وأضاف: "إن الاهتمام بالاستثمارات البديلة – مثلا الذهب، والفنون والألماس – والتكنولوجيا المالية التي تقدم خدمة الاستثمار فيها، هي مجالات للاستثمار تظهر بعض علامات الحيوية و"تحظى بجاذبية عالية".

 

تنظيم قطاع الرموز المشفرة

مع انهيار مجموعة "إف تي إكس" والتحقيقات التي تجري على مستوى رفيع في أنشطة سام بنكمان فريد، أصبح قطاع العملات المشفرة مؤهلًا للتنظيم والرقابة. وقد قام مسؤولو الرقابة المالية فعلًا بتدريب رؤاهم على حالات الانهيار وتوابعها، وبعض أعضاء مجلس الشيوخ، ومنهم السيناتور إليزابيث وارين التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي في ولاية ماساتشوستس، والسناتور الجمهوري روجر مارشال من ولاية كانساس، قدموا مؤخرًا تشريعًا يهدف إلى ضبط نشاط هذا القطاع. 

 

يوم الخميس الماضي، قال رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات جاري جنسلر إن صبر الهيئة ينفد إزاء بورصات الأصول الرقمية والشركات الأخرى التي تتجنب الالتزام بالقواعد، مضيفا أن الطريق لم تعد طويلة للوصول إلى تطبيق القواعد وتسجيل هذه الشركات لدى الهيئة.

 

وأضاف: "أن أندية القمار في هذا الغرب المتوحش هي مجموعة من الوسطاء لا تخضع للرقابة والتنظيم"، مؤكدا أن معظم الرموز المشفرة هي في الحقيقة مجرد أوراق مالية غير مسجلة يجري تداولها على شبكة "بلوكتشين"، مشددا على  أنه يجب أن تتبع قواعد التداول والاستثمار الصارمة التي تفرضها الهيئة.

 

انتعاش ترويج وضمان الاكتتاب

ويتنبأ بعض صانعي الصفقات، بأن عام 2023 سيشهد انتعاشة من أزمة العام الحالي، بينما ينتظرون بلوغ ذروة رفع أسعار الفائدة المعيارية عند الاحتياطي الفيدرالي.

 

وقال الرئيس المشارك لشؤون رعاة التمويل لدى مصرف "بنك أوف أميركا" سابا نازار إن مجرد الوصول إلى الذروة سيسمح بتسعير الأسهم ومخاطر الديون تسعيرًا ملائمًا، وسوف تعود السيولة إلى أسواق الائتمان، "بما يسمح لبنوك الاستثمار بالتخلص من المخاطر، وتجميع القروض المعلقة التي تمثل عبئًا على مراكزها المالية".

 

وفي نفس السياق أوضح جيم لانجستون الرئيس المشارك لوحدة الاندماج والاستحواذ بالولايات المتحدة في شركة "كليري غوتليب ستين أند هاميلتون، أنه في حين أن أحدًا لا يستطيع أن يتأكد مما سيفعله الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل، ولا النقطة التي سيستقر عليها معدل التضخم ومستوى البطالة، مشيرا إلى إن الصورة المستقبلية آخذة في الوضوح إلى حد ما.

أضاف لانجستون: "أعتقد أن الصورة في العام القادم أفضل، ونحن نرى أن السنة المقبلة ستكون أنشط من السنة الحالية، والعمليات كثيرة في قوائم الانتظار".  

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية