أب في دعوى رؤية: ابني عمره ما دخل بيتي ولو شوفته في الشارع مبعرفش أسلم عليه
يدفع الأطفال دائما فاتورة انفصال الوالدين، فأي مشكلة بين الوالدين تنعكس سلبا على حياة الأطفال سواء النفسية أو المادية.
يقول زوج يبلغ من العمر ٤٠ عاما: “تزوجت منذ ٨ سنوات، لمدة ٧ شهور فقط، وانفصلت عن زوجتي بسبب خلافات أسرية بيننا، تركت زوجتي المنزل وهي حامل في الشهر الرابع.. لم أحضر يوم ولادة ابني وعلمت بولادته من خلال الفيسبوك، واشترطت طليقتي كي تعود للمنزل أن أمضي على إيصال أمانة لتأمين مستقبلها هي وابنها واكتب الشقة باسمها، ولكني هذا الأمر لم يكن بمقدرتي، فتم الطلاق”.
وأضاف: “حصلت طليقتي على كل حقوقها الزوجية من قائمة منقولات ونفقة عدة ومتعة ومؤخر، وأنا لم أحصل إلا على حق رفع دعوي رؤية، تمكني من رؤية ابني ٣ ساعات فقط في الأسبوع”.
دعوى قائمة المنقولات
وتابع: “زوجتي أخذت قائمة المنقولات بعد الزواج بـ٦ شهور، تحتوي على 15 جرام ذهب"، موضحا: “وقعت على قائمة المنقولات بدون قراءة حرف فيها، وطليقتي رفعت دعوى قضائية بقائمة المنقولات وهي ما زالت على ذمتي، فقد كانت في عصمتي ورجال المباحث يبحثون عني لحبسي بسبب قائمة المنقولات”.
وأضاف: “أرى ابني مرة واحدة فقط في الأسبوع، وكثيرا لا تحضر والدته الرؤية بحجة أن الطفل مريض، وحين تحضر تأتي متأخرة أو ترغب في الذهاب مبكرا، ولم أستكمل حقي في الرؤية ٣ ساعات ”.
استضافة الأطفال
واستطرد قائلا: “ابني لا يعرف لون جدار بيتي، وكثيرا ما يقول لي عايز أمشي معاك وأروح أشوف بيتك، ولكن والدته ترفض”، متابعا: "نفسي ابني ييجي معايا ويروح معايا البيت حتى لو يوم واحد".
وتساءل: “أين شعوري كأب وابني في حكم اليتيم بلا أب، لا يعرف أبوه إلا في الرؤية، وباقي الأسبوع بدون أب، ليس لي أي حق حتى إذا رأيته في الشارع أن أسلم عليه”.
وأوضح: “في أحد الأيام، كنت في سوبر ماركت، وبالصدفة رأيت ابني مع أمه داخل السوبر ماركت، ذهبت كي اسلم عليه، نظرت له أمه وقالت له: أياك تروح لأبوك، ذهبت واشتريت له شيكولاته وبسكويت وعصير، رفضت أمه أن يأخذها وكسرت بخاطري وخاطره، وطفت فرحته برؤيتي”.
دعوى الرؤية
ودعوى الرؤية تعتبر من الدعاوى التي لابد من صدور حكم بها، أي أنها لن ترفض من قبل المحكمة بل ستحكم برؤية الطفل في المكان الذي يحدده الأب في عريضة الدعوى، بشرط أن يكون مكانًا صالحًا للطفل، ونوضح الخطوات اللازمة لذلك وهي كالتالي:
أولًا- تقديم طلب تسوية لمكتب تسوية الأسرة بمحكمة الأسرة المرفوع أمامها أول دعوى قضائية
ويرفق بالطلب حافظة مستندات بها صورة من وثيقة الزواج وصورة من شهادة ميلاد الصغير ويتم تحديد جلسة لحضور الأب والأم لمكتب تسوية موضوع الرؤية وديا.
ثانيا- يمكن تسوية النزاع أمام مكتب التسوية بالوصول إلى تسوية ترضي الطرفين في الميعاد الذي حدده الأخصائي المختص.
ثالثًا- في حالة عدم التسوية يتقدم الأب برفع دعوى أمام محكمة الأسرة المختصة، ويتم الحكم بتحديد مكان عام “يفضل نادى رياضي أو مكتبة أو حديقة عامة أو رعاية طفل” قريب من منزل الزوجة ويكون به سجل معد لقيد هذا الحكم وإثبات الحضور والانصراف.
ومحاكم الأسرة هي المحاكم المختصة بنظر مسائل الأحوال، وأنشئت بعد صدور قانون إنشاء محاكم الأسرة، وهو القانون رقم 10 لسنة 2004، وتوجد محكمة أسرة داخل كل محكمة جزئية في، كما توجد دوائر استئنافية متخصصة داخل كل محكمة استئناف للنظر في الطعون على أحكام محاكم الأسرة، في الأحوال التي يجيزها القانون.
وألزم القانون من يرغب في إقامة دعوى من دعاوى الأحوال الشخصية (باستثناء الدعاوى التي لا يجوز فيها الصلح، والدعاوى المستعجلة، ومنازعات التنفيذ، والأوامر الوقتية)، أن يبدأ بتقديم طلب إلى «مكتب تسوية المنازعات الأسرية»: وهو مكتب وظيفته الاجتماع بأطراف النزاع، وسماع أقوالهم، وإبداء النصح والإرشاد لهم حول آثار النزاع من أجل محاولة حلّه وديا. وهذا المكتب يتبع وزارة العدل، ويتكون من عدد كافٍ من الأخصائيين القانونيين والاجتماعيين والنفسيين.