إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون أمل صيادي الفيوم للعودة لمراكبهم
كانت بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، رمزا لعزة المصري القديم الذي عاش في منخفض الفيوم، لأن البحيرة كانت سكن إله الحب والجمال عند أبناء الفيوم القدماء، الإله سوبك أو "التمساح"، إلا أنها تحولت الآن إلى مصدر صداع دائم للمحافظين المتتالين علي الفيوم، كما أصبحت مصدر التعاسة لأبناء قرية شكشوك التي تقع على ضفاف البحيرة، ويعمل أهلها بالصيد، أو تقديم وجبات السمك الشهية لضيوف البحيرة، وكان يقصدها أهالي القاهرة حتى وقت قريب لتناول وجبات الأسماك الشهية التي كانت تشتهر بها، كل هذا تحول إلى كابوس بسبب تلوث مياه البحيرة.
دراسة اكاديمية
وقد أظهرت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة "أبحاث علوم البيئة والتلوث"، نسبة تلوث مياه بحيرة قارون، بنسبة أعلى من المعتاد بمعادن، من بينها النحاس والزنك والكادميوم والرصاص، وأن جودة مياه بحيرة قارون تدهورت بسرعة.
إعادة التوازن البيئي
وتتبنى وزارة البيئة، مشروعا لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون وهو يعد نموذجًا للتوافق بين البيئة والاستثمار، وهو من المشروعات القومية، لأن إعادة بحيرة قارون لسابق عهدها يمنح فرصة أكبر للاستثمار السياحي والاستزراع السمكي، بما يساهم في تحقيق التنمية والتطوير على كافة المحاور للارتقاء بمحافظة الفيوم.
حزمة اجراءات
وكان قد سبق أن أعلن الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، عن حزمة من الإجراءات التي تم اتخاذها المحافظة لإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، لإحيائها وإعادتها لسابق عهدها، كونها مصدرًا مهمًا للدخل لغالبية أبناء المحافظة بالإضافة إلى مشروعات الاستثمار بالمحميات والإدارة المتكاملة للمخلفات كأحد الملفات الهامة للمحافظة، ومن أبرز ماتقوم به المحافظة لإعادة التوازن البيئي للبحيرة، هو مد شبكة صرف صحي في ٨٩ قرية كانت تصرف على البحيرة، وتكريك البحيرة لتعميقها وزيادة مصادر المياه العذبة لتقليل الملوحة.
دعم الصيادين
وأشار محافظ الفيوم إلى أن المحافظة تعرف جيدا مشاكل الصيادين وتعمل على توفير مصادر دخل بديلة لهم، وجاري التنسيق مع مديرية القوى العاملة لدعم الصيادين كعمالة غير منتظمة بالإضافة إلى مخاطبة وزارة التضامن الاجتماعي لصرف إعانات لهم أثناء فترات وقف الصيد وإنزال أمهات الأسماك ببحيرة قارون لتنمية الثروة السمكية بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية وبالتنسيق والتوافق مع الصيادين.
ويعاني صيادي بحيرة قارون من ندرة الأسماك في البحيرة، ما جعلهم يتركونها ويهاجرون إلى اسوان أو مدن الشمال، لأنهم لا يجيدون الا الصيد، وليس لهم مهنة أخرى غيرها.
مشكلات الصيادين
ويقول سيد علي، من أبناء شكسوك المهتمين بشئون الصيادين، إن معظم الصيادين لملموا شباكهم وركنوا مراكبهم على شواطئ بحيرة قارون، بعد أن عجزت البحيرة عن تلبية طلباتهم، ورغم أن مساحتها تبلغ 55 ألف كيلو متر مربع ضنت على الصيادين بالأسماك، بعد أن كانت المراكب تنزل البحيرة وتعود محملة بكل أنواع الأسماك من بوري وموسى وجمبري الفيوم المميز في محافظات مصر، أصبحت الآن بخيلة على أبنائها ولها كل العذر فالمسطحات المائية لا تعرف كيف تتعامل مع الزريعة، يلقونها في أي مكان وفي أي وقت مما يؤدي إلى نفوقها، كما أن الفنادق والقري السياحية تصرف مخلفاتها في المياه، فتنتج سمكة ملوثة من آثار مياه الصرف الصحي وقد تكون مسببة لأمراض الإنسان.
وأضاف أن أكثر من 30 صيادا أصيبوا بسبب عملهم في مهن أخرى لا يجيدونها، بعدما اتجهوا إلى العمل في ورش "فرم" الأقمشة القديمة بمنطقة "الحكرشة" ولأنهم غير مدربين وليست لديهم الخبرة الكافية كانت ماكينات الفرم تلتهم أياديهم.
سبب نقص الأسماك
وأكد أن سبب نقص الأسماك في البحيرة يرجع إلى زيادة الملوحة أو السلوكيات غير المسئولة من بعض الصيادين الذين يستخدمون "الغزل" الشبك الأحمر الذي يجور على الزريعة فهو غزل لا يسمح إلا بمرور المياه فقط ويصطاد أي سمكة مهما كان حجمها لو حتى لا ترى بالعين المجردة.