توفيق الحكيم يتهم الأدباء بضعف المستوى
قال الكاتب الكبير أحمد عباس صالح في مجلة الكاتب حول فترة عمله في مجلة رواليوسف:
"الحق أن توفيق الحكيم كان أكثر كتابنا الكبار دراية بالكتابة الأدبية خاصة في فن الرواية وفى فن المسرح ، وكان ملما بطبيعته وذواقا على مستوى عال، فعندما يتحدث عن الروائيين كان حديثه صائبا فوصف أعمال طه حسين الروائية بأنها أعمال ليست ناجحة.
كنت قد أجريت حوارا مع كاتبنا توفيق الحكيم لمجلة روز اليوسف ووصف أعمال الأدباء الآخرين بمن فيهم يوسف السباعى وإحسان عبد القدوس وعبد الرحمن الشرقاوى ومحمد عبد الحليم عبدالله وثروت أباظة بأنها أعمال في أحسن حالاتها متوسطة..ولم يمجد أدب أحد سوى نجيب محفوظ ويوسف إدريس.
بذلت جهدا كبيرا لأجعل آراءه في الكتاب والروائيين غير جارحة بقدر الإمكان ولكن دفعت بالمقال إلى المطبعة وعندما صدرت المجلة هاجت الدنيا، ففى أول اجتماع لمجمع اللغة العربية برئاسة طه حسين وتوفيق الحكيم عضوا فيه رفض عميد الأدب العربى الرد على تحية توفيق الحكيم، واتهمنى الأدباء بالتزوير والإيقاع بين الأدباء ،واجتمع مجلس إدارة جمعية الأدباء لمحاكمتى وفصلى من عضويتها وكان أكثرهم غضبا يوسف السباعى، ولم يصدق أحد منهم أن هذه الآراء التي قالها الحكيم عن أعمالهم صحيحة وأن موهبتهم الأدبية ضعيفة، وجاءنى يوسف السباعى غاضبا مستحلفا لأن الحكيم أنكر أنه قال هذا الكلام.
تذكرت أن زميلنا فهمى حسين كان معى أثناء إجراء الحوارمع الحكيم وأنه سجله كتابة بخط يده، فأحضرت منه المسودة وأعطيتها ليوسف السباعى الذي صدم وانهار على الكرسى بعد قراءته المسودة.
