رئيس التحرير
عصام كامل

الجارة الحسناء تنجح في هزيمة عدو المرأة


لم يكن لتوفيق الحكيم سوى صديق واحد من جيرانه هو ضابط الجيش لأنه هو الضيف الوحيد الذي يتردد على شقة الكاتب الكبير لتناول القهوة ولأنه كان مغرما بمؤلفات الحكيم وآرائه.


وذات مرة طلبت شقيقة الضابط من أخيها أن يدعو توفيق لزيارتهم في شقتهم وسألته عن سبب هجومه على المرأة ورد الشقيق أنه موضوع يطول شرحه فأكدت له أنها ستدفع بالكاتب الكبير إلى أن يغير رأيه عن المرأة.

وجاء موعد الزيارة كما يحكى مصطفى أمين في مقالاته وهو الذي عاصر غرام الحكيم من الألف إلى الياء فيقول "وناقشته في كتبه ومقالاته وحاورته في أفكاره معجبة به كرجل وأخفت عنه إعجابها به ككاتب، وشعر توفيق أنها تراه الرجل الوحيد في العالم ،وهكذا تقدم توفيق للزواج منها لكنه وضع 15 شرطا للزواج قبل الزفاف فيقول (ألا يعرف أحد أننا تزوجنا لأننى أريد أن يبقى الزواج سرا لا تعرفه سوى أسرتك، ألا ينشر هذا الزواج في الصحف لا تلميحا ولا تصريحا..وأن أسافر وحدى للخارج دون أن يكون لك حق السفر معى، لانستقبل ضيوفا في بيتنا سواء من الرجال أو النساء، لا أصحبك في نزهة أو رحلة، أن يكون مصروف البيت 200 لا تزيد مليما، لا أكون مسئولا عن البيت أو الخدم، أن تكون مشاكل الأولاد من اختصاصك، أن تعاملينى كطفل صغير،أن يكون بيتنا هادئا بلا ضجيج ،أن أنام في حجرة مستقلة، أن لا تتدخلى في عملى).

يقول مصطفى أمين، "كانت تجد لذة في أن تخدمه ولا تتركه إلا بعد أن تقدم له عشاءه وتضعه في الفراش وتعطيه الدواء وتضع القربة الساخنة تحت قدميه".
الجريدة الرسمية