قص شعره بأمر من عبد الناصر، مائة عام على ميلاد علي إسماعيل بيتهوفن الشرق
عشق الموسيقى وبدأ حياته مؤلفا للقطع الموسيقية القصيرة وتدرج حتى أصبح أشهر الموسيقيين، ولقب ببتهوفن مصر.
فى مثل هذا اليوم 28 ديسمبر عام 1922 ولد الموسيقار العظيم على إسماعيل بمدينة القاهرة، وتطوع في بداية حياته للعمل فى موسيقى الجيش لإشباع حبه للموسيقى وهو فى الرابعة عشرة من عمره إلى أن افتتح المعهد العالى للموسيقى فالتحق به فدرس آلة الكلارينيت والسكسافون، وبرع فى العزف وكان زميلا لعبد الحليم حافظ وفايدة كامل وكمال الطويل.
وبعد تخرجه عام 1951 كون فرقة موسيقية تعزف الجاز فى الملاهى الليلية، واتجه أيضا بجانب العزف إلى التلحين للأغانى القصيرة التى لا تستغرق أكثر من دقائق.
البداية فى كازينو بديعة
ونشأ في بيئة فنية متوسطة في مدينة السويس وكان والده قائد الفرقة الملكية الموسيقية، وكانت أولى محطاته في كازينو بديعة وكازيونات عماد الدين، ولأن على إسماعيل موهبة فنية متميزة تعرف على كبار المطربين والمطربات وقام بتوزيع أغانيهم حتى أصبح صديقا ملازما له عبد الحليم حافظ ووردة وشادية وشريفة فاضل، إضافة إلى ذلك برع في التوزيع الأوركسترالى وكان أول من أدخل الهارمونى على الموسيقى الشرقية إلا أن الموسيقار الكبير على إسماعيل رفض تماما توزيع موسيقى أغاني أم كلثوم لرفضه التخلي عن فرقته وتمسك أم كلثوم بفرقتها في العزف.
الموسيقى التصويرية
أهم محطة في حياة علي إسماعيل كانت تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية، وأصبح له بصمة في تاريخ السينما بهذه الموسيقى فقدم ما يزيد عن 300 فيلم من أنجح الموسيقات لأنجح الأفلام التي قدمت خلال مشواره الفني، من أشهر هذه الأفلام: غرام في الكرنك نظرا لصلته الوثيقة بفرقة رضا للفنون الشعبية حيث ساهم بموسيقاه في نجاح استعراضاتها منذ تأسيسها عام 1959 قدم أشهر استعراضات الفرقة مثل العتبة جزاز، الدبكة، رنة خلخال، الحجالة والسمسمية وغيرها.
من أشهر الأفلام التي وضع موسيقاها على إسماعيل وهي أروع ما أنتجته السينما المصرية: أبى فوق الشجرة، حسن ونعيمة، الوسادة الخالية، الاخوة الأعداء، الايدى الناعمة، السكرية، الأرض، بين القصرين، معبودة الجماهير وغيرها .
أحبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان يقدم موسيقى حفلات الثورة ويقود أوركسترا الأغانى الوطنية لهذه الحفلات، وذات يوم كما نشرت مجلة الفن عام 1970 إن قال له عبد الناصر:"مش هتقصر شعرك العالى ده، قال له إسماعيل انت تؤمر ياريس، قال ناصر ضاحكا الحفلة الجاية تكون مقصر شعرك بالأمر، وبالفعل كانت أول مرة يقص فيها على إسماعيل شعره الذى اشتهر به منذ بدأ العمل فى الفن.
أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 لحن أغنيته الشهيرة "دع سمائى" التي غنتها المطربة فايدة كامل التي ألهبت المشاعر في هذه الفترة وفى السبعينيات بشر الموسيقار الكبير بالنصر والعبور في حرب أكتوبر 1973، عندما قدم أغنيات كثيرة منها "رايات النصر"، وأغنية "رايحين شايلين في إيدنا سلاح."،
وفى حرب أكتوبر المجيدة كان الموسيقار علي إسماعيل صاحب اللمسات الواضحة والمؤثرة على الأغانى الوطنية في فترة ما قبل وأثناء وبعد الحرب العظيمة فوضع ألحان وتوزيعات أجمل الأغاني الوطنية والثورية، وهو نفسه الذي اكتشف عايدة الشاعر وقدم لها ألحانا شعبية ومنها "الطشت قاللي، وكايدا العزال أنا من يومي"، ووزع لمحمد عبدالوهاب واحدة من أصعب القصائد الغنائية "لا تكذبي"، ولحن ووزع أشهر التابلوهات الراقصة لفرقة رضا، وفى نفس الوقت ساهم في ظهور فرقة الثلاثي المرح ولحن أجمل مونولوجات شكوكو وثريا حلمي، وكلها إنجازات تؤكد أنه حقًا موهبة عظيمة امتلكت مفاتيح التنوع فاستحق لقب بيتهوفن عاشق الموسيقى.
خلاف مع العندليب
وقع في خلاف مع عبد الحليم حافظ وانسحب من أغانيه واستبدله عبد الحليم بأحمد فؤاد حسن، والسبب أن تضايق من قيادة عبد الحليم للفرقة على المسرح بالإشارة بيده، وكان على إسماعيل يرى أن هذا هو دوره هو.
تزوج على إسماعيل من الشاعرة نبيلة قنديل ولحن لها جميع أغنياتها وكون معها ثنائيا شهيرا، ويكفى أن جمعتهما اغنية أم البطل والأغنية الرمضانية الخالدة سبحة رمضان لولى ومرجان.
جنازة عسكرية
حصل على إسماعيل على العديد من الأوسمة والجوائز مثل وسام العلوم والفنون عام 1961 وجائزة أحسن موسيقى عن فيلم إجازة نصف السنة وجائزة الموسيقى الشعبية من تركيا عام 1971، ورحل على إسماعيل عام 1974 وأمر الرئيس الراحل أنور السادات بخروج جثمانه فى جنازة عسكرية وأطلق اسمه على أحد شوارع الدقى.