الدكتور مصطفى محمود، رفض نصيحة عبد الوهاب باحتراف الغناء، وآية قرآنية غيرت مجرى حياته
مفكر ومتمرد في أفكاره، كره الدراسة في بدايته لكنه تحول الى عشق الشهرة فتمنى ان يصبح مثل ماركونى مخترع اللاسلكى وجد ضالته في العلم والاطلاع على الاحداث وانتقد الماركسية والشيوعية واتجه الى الفلسفة والتأمل، اتجه الى الكتابة الإسلامية والإسلام السياسي عام 1970، وأثارت كتبه جدلا شديدا حتى انه وصفت بالالحاد، انتقد بعض الديانات الأخرى واصدر كتابه (حوار مع صديقى الملحد ) الذى أثار جدلا شديدا،ومن اشهر برامجه التليفزيونية “ العلم والايمان ” هو الدكتور مصطفى محمود .
ولد الدكتور مصطفى محمود في مثل هذا اليوم عام 1921 بإحدى قرى محافظة المنوفية من أسرة متوسطة الحال، أم بسيطة وأب متدين كان شيخا متصوفا، التحق بكلية الطب بناءا على رغبة والده ومارس مهنته سنوات بعد التخرج إلا أنه كره الوظيفة وكره قيودها رغم عشقه لممارسة الطب، ونشر أول أعماله الأدبية بعنوان "القطة الصغيرة" في مجلة الرسالة بتشجيع الأديب عباس محمود العقاد الذى يقرأ قصصه كشاب ناشئ على ضيوف صالونه الادبى في ندوة الجمعة، وهناك تعرف على كبار الادباء والصحفيين ثم نشر مقالاتهِ في مجلة روز اليوسف وهو مازال طالبا، وعمل محررا بجريدة النداء، وفي عام 1948 تعرف على الصحفى كامل الشناوي ونشر له اعماله فى مجلة آخر ساعة، ثم انضم إلى مجلة التحرير في سنة 1952، حتى انتهى مشواره الأدبي كاتبا في مجلة صباح الخير ومحررا في باب اعترفوا لى للرد على رسائل القراء الذين كانوا في الغالب قارئات.
اتجاه الى التأمل والتفكير
كانت أصعب مراحل حياته ـ كما نشر في مجلة صباح الخير 1966 ـ هي فترة دراسته بكلية الطب التي سادها في ذلك الوقت تيارات مختلفة أحزاب وجماعات إسلامية ووفديين وإخوان مسلمين وكان الأغلبية شيوعيين ولم يعد يفرق بين الحق والباطل بينهم لكنه انعزل وانتابته حالة من التفكير والتفكير المضاد، فكان عاشقا للقراءة والبحث عن المجهول .
من مؤلفات الدكتور مصطفى محمود : لغز الحياة، لغز الموت، رحلتى من الشك إلى الإيمان، الطوفان، العنكبوت، أما كتبه التي أصدرها بعنوان “الله والانسان، الشفاعة، القرآن”، الذى تعرض للانتقاد الشديد والمصادرة، فقد قدم بسببها الى المحاكمة التي اكتفت بمصادرة الكتب.
حب الفن والطرب
تعرفت على السيدة أم كلثوم في بداية حياته وكانت أحيانا تأخذ رأيه في كلمات أغانيها، وربطته صداقة طويلة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذى طلب منه استغلال مواهبه الموسيقية في الغناء إلا أن الدكتور مصطفى محمود رفض، أيضا ربطته الصداقة بعبد الحليم حافظ عن طريق شلة صحفيي روز اليوسف وكان يقول عنه ( الخيط المشترك بينى وبين عبد الحليم ان كلانا صنعته المعاناة ).
في أواخر حياته زهد الدكتور مصطفى محمود الحياة وانعزل عن الناس ودخل في تحول جديد، يحكى عن هذا التحول ويقول في كتاباته: آية قرآنية توقفت أمامها وقلبت حياتى رأسا على عقب (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم) حين سمعت هذه الآية ظللت أفكر وأبحث عن نفسى فيها وهل ما كتبته هو القول السديد وإذا سألنى الله عما كتبت بعد الموت فماذا أقول له ؟ ثم تحدثت مع صديق عمرى الموسيقار محمد عبد الوهاب واختلفنا، هو يرى ان الفن حياة وشئ عظيم يمكن أن نقابل به الله، وأنا أرى أن الأعمال التي يطلبها الله إطعام جائع أو كسوة يتيم أو إسعاف مريض أو أي عمل خيرى آخر.
قلت له يعنى انت ممكن تقابل ربك وتقوله أنا غنيت بلاش تبوسنى في عينية، ثم قررت بينى وبين نفسى أن أبدأ أعمالا يرضى الله عنها ففكرت في مستشفى تحمل اسم والدى تتضمن مراكز طبية وأبحاثا علمية وكان التيسير من الله كبيرا وتدفقت الأموال على المشروع من مصر والخارج لتخرج إلى النور مستشفى محمود بالمهندسين، ورحل عام 2009.
جوائز وتكريمات
حصل الدكتور مصطفى محمود على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1970 في الأدب عن رواية رجل تحت الصفر، وعلى جائزة الدولة التشجيعية سنة 1975 في أدب الرحلات عن كتاب “مغامرة في الصحراء”، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1995.