قارئ الملوك والرؤساء.. حكاية صدفة فتحت الطريق لزعيم مدرسة الفن في التلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل (فيديوجراف)
أشهر قراء القرآن الكريم وأول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية بدون اختبار، واشتهر بقارئ القصر الملكي وزعيم مدرسة الفن في التلاوة، القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل قارئ الملوك والرؤساء.
الشيخ مصطفى محمد المرسي إسماعيل، الشهير بالقارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، الذي ولد في قرية ميت غزال مركز طنطا محافظة الغربية وبدأ رحلة حفظ القرآن الكريم وهو ابن 5 سنوات في كتاب القرية، وأتم حفظ القرآن كاملا قبل ما يكمل 12 سنة من عمره، واتعلم القراءات السبع وأحكام التلاوة في معهد الأحمدي بطنطا.
اشتهر بعذوبة صوته وذاع صيته في محافظة الغربية ولما توفى صديق له يدعى القصبى بك طلب منه أهل صديقه إحياء ليلة العزا فجلس مصطفى إسماعيل على دكة الشيخ محمد رفعت اللى كان حاضرا لإحياء الليلة ولم يكن يعرفه قبل ذلك.
ولما انتهى الشيخ رفعت من القراءة أفسح المجال للقارئ الشاب للقراءة وأعجب بأدائه وظل الشيخ مصطفى إسماعيل يقرأ ساعة كاملة وسط اعجاب الحاضرين وبعد انتهاء التلاوة قبله الشيخ رفعت وهنأه وقال له: (هتكون أعظم من قرأ القرآن وصاحب مدرسة جديدة إذا لم تقلد أحدا، وإن تتلمذت على يد أحد الشيوخ الكبار من مشايخ المسجد الأحمدي وتعيد عليه قراءتك للقرآن، فالتحق مصطفى إسماعيل بالمعهد الأحمدي وعمره 18 سنة).
وفي بداية سنة 1943 لما سافر مصطفى إسماعيل للقاهرة لتفصيل بعض الاقمشة تقدم للاشتراك في رابطة تضامن القراء بحى الحسين وهناك قابل رئيس الرابطة الشيخ محمد الصيفى وبالصدفة كانت الإذاعة بتسجل في الحسين وكان المفروض يقرأ في الحفل الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى لكنه مجاش فاضطر الشيخ محمد الصيفى الاستعانة بمصطفى إسماعيل على دكة القراءة ليقرأ على مسئوليته وبالفعل تلى إسماعيل سورة التحريم لمدة نصف ساعة وسط اعجاب الحضور ثم امتدت التلاوة حتى منتصف الليل وهذه كانت بدايات تعرف الجمهور عليه.
ولما استمع الملك فاروق لصوته من الحفل الذي نقلته الإذاعة أعجب به وأصدر أمرا ملكي بتعيينه قارئا للقصر الملكى وأصبح القارئ الرسمي للقصر الملكى وبعدها تقدم للإذاعة وللامتحان أمام الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى ونجح واعتمد قارئا بالإذاعة دون تدخل الملك في ذلك.
تربع الشيخ مصطفى اسماعيل على عرش دولة التلاوة بعد الشيخ محمد رفعت واختارته منظمة اليونسكو الدولية كأحد الأصوات المؤثرة لأكثر من خمسين عاما.
وقدر الشيخ مصطفى اسماعيل أنه يتلو القرآن بأكتر من 19 مقاما حيث مكنّه صوته العذب أن يصبح من أشهر المشايخ وأعظمهم، حيث ترك وراءه حوالي 1300 تلاوة قرآنية ما زالت تُبث عبر الإذاعات في كل دول العالم العربي والإسلامي.
ومن المحطات المهمة في حياة الشيخ إسماعيل أنه زار القدس أكتر من مرة منها سنة 1960 وقرأ في المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج ومرة سنة 1977 ضمن الوفد الرسمى المصاحب للسادات فى زيارته للكنيست الإسرائيلي.