رئيس التحرير
عصام كامل

لحم‭ ‬رخيص.. ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬تتحدى‭ ‬القانون‭ ‬والمجتمع.. وارتفاع في معدلات وفيات الأمهات

زواج القاصرات.. فيتو
زواج القاصرات.. فيتو

رغم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬كافة‭ ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬عادت‭ ‬بقوة‭ ‬وأطلت‭ ‬برأسها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬تحد‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬للجميع‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تخلفه‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة،‭ ‬أبسطها‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬والسريع‭ ‬الذى‭ ‬ينتظر‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭. ‬وبحسب‭ ‬أطباء‭ ‬النساء‭ ‬والطب‭ ‬النفسى،‭ ‬فإن‭ ‬معدلات‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬والأمهات‭ ‬والمشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬للفتيات‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال،‭ ‬ارتفع‭ ‬خلال‭ ‬الفترات‭ ‬الماضية،‭ ‬كما‭ ‬ارتفعت‭ ‬معدلات‭ ‬الإجهاض‭ ‬والولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬وحدوث‭ ‬نزيف‭ ‬أثناء‭ ‬الولادة‭ ‬فى‭ ‬حالات‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬وترتفع‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق‭ ‬والخيانات‭ ‬الزوجية‭.. ‬“فيتو”‭ ‬تلقى‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهتها‭ ‬وتجفيف‭ ‬منابعها‭.‬


يقول‭ ‬عاطف‭ ‬الشيتانى،‭ ‬مستشار‭ ‬الصحة‭ ‬الإنجابية‭ ‬والسكان‭ ‬بوزارة‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬والمقرر‭ ‬السابق‭ ‬للمجلس‭ ‬القومى‭ ‬للسكان‭ ‬إن‭ ‬الفتاة‭ ‬القاصر‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬القيام‭ ‬بالتصرفات‭ ‬الشرعية‭ ‬ولم‭ ‬تبلغ‭ ‬عمر‭ ‬الرشد‭ ‬وهو‭ ‬‮١٨‬‭ ‬عاما،‭ ‬مضيفًا‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭: ‬وفقا‭ ‬لقانون‭ ‬الطفل‭ ‬المصرى‭ ‬رقم‭ ‬‮١٢٦‬‭ ‬لسنة‭ ‬‮٢٠٠٨‬‭ ‬حدد‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬لعمر‭ ‬الزواج‭ ‬عند‭ ‬‮١٨‬‭ ‬سنة‭ ‬سواء‭ ‬للفتيات‭ ‬أو‭ ‬الذكور،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬لم‭ ‬يجرم‭ ‬من‭ ‬يخالف‭ ‬ذلك،‭ ‬لذلك‭ ‬استمر‭ ‬زواج‭ ‬الفتيات‭ ‬دون‭ ‬توثيق‭ ‬ودون‭ ‬تسجيل‭ ‬المولود‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭.‬


زواج‭ ‬الأطفال
وأشار‭ ‬الدكتور‭ ‬عاطف‭ ‬الشيتانى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مسميات‭ ‬متعددة‭ ‬لزواج‭ ‬القاصرات‭ ‬منها‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬أو‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال،‭ ‬وبعض‭ ‬المعتقدات‭ ‬وغياب‭ ‬الوعى‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬قانونيته،‭ ‬متابعًا‭: ‬اعتقاد‭ ‬الاهل‭ ‬بأن‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬يحمى‭ ‬سمعة‭ ‬الفتاة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬بعض‭ ‬العائلات‭ ‬فى‭ ‬تزويج‭ ‬بناتها‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬صغيرة‭ ‬حتى‭ ‬يتخلصوا‭ ‬من‭ ‬مسئولية‭ ‬رعايتهن،‭ ‬مفاهيم‭ ‬خاطئة،‭ ‬ومشكلة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬تتطلب‭ ‬مكافحة‭ ‬الفقر‭ ‬وتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬كما‭ ‬يزيد‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬فى‭ ‬المجتمعات‭ ‬التى‭ ‬تزيد‭ ‬فيها‭ ‬الأمية‭.‬


واستطرد‭: ‬المجتمع‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬الآثار‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الحمل‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬المراهقة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الأمهات‭ ‬المراهقات‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لزيادة‭ ‬حدة‭ ‬الفقر‭ ‬والحرمان‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتعرض‭ ‬للعزلة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬اللاتى‭ ‬تزوجن‭ ‬وحملن‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما‭.‬


الحمل‭ ‬المبكر
وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬تجنب‭ ‬مخاطر‭ ‬الحمل‭ ‬المبكر،‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬الزوجات‭ ‬المراهقات‭ ‬وأسرهن‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬منع‭ ‬الحمل،‭ ‬وتجنب‭ ‬الحمل‭ ‬غير‭ ‬المخطط‭ ‬له،‭ ‬وأيضا‭ ‬تجنب‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر،‭ ‬والبقاء‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭.‬


وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استخدام‭ ‬وسيلة‭ ‬لمنع‭ ‬الحمل‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الزوجة‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬18سنة‭ ‬حتى‭ ‬يكتمل‭ ‬نضجها‭ ‬الجسدى‭ ‬والنفسى‭ ‬وإلا‭ ‬سوف‭ ‬تزيد‭ ‬احتمالات‭ ‬وجود‭ ‬مخاطر‭ ‬صحية‭ ‬ومضاعفات‭ ‬قد‭ ‬تهدد‭ ‬حياتها‭.‬
وأوضح‭ ‬أن‭ ‬مضاعفات‭ ‬الحمل‭ ‬والولادة‭ ‬سبب‭ ‬رئيسى‭ ‬للوفاة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ووفقا‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬معدلات‭ ‬وفيات‭ ‬الأمهات‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬15‭-‬18‭ ‬عاما‭ ‬ضعف‭ ‬معدلات‭ ‬الوفاة‭ ‬لمن‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬سنة،‭ ‬أما‭ ‬الفتيات‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬15‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للوفاة‭ ‬5‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬عاما‭.‬


كما‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬الناتجين‭ ‬عن‭ ‬زواج‭ ‬لطفلة‭ ‬عمرها‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬وانخفاض‭ ‬الوزن‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬والإصابة‭ ‬بعدة‭ ‬أمراض‭ ‬بعد‭ ‬الولادة‭.‬


الأضرار‭ ‬الصحية
من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬محروس،‭ ‬أستاذ‭ ‬طب‭ ‬النساء‭ ‬والتوليد‭ ‬بكلية‭ ‬الطب‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر،‭ ‬إن‭ ‬الجهاز‭ ‬التناسلى‭ ‬للفتاة‭ ‬لا‭ ‬يكتمل‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬عمر‭ ‬معين‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حجم‭ ‬الرحم‭ ‬والمبايض‭ ‬وتكون‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬فى‭ ‬عمر‭ ‬صغير‭ ‬للفتاة.


وأشار‭ ‬لـ»فيتو‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفتاة‭ ‬فى‭ ‬عمر‭ ‬صغير‭ ‬غير‭ ‬مهيأة‭ ‬للحمل‭ ‬والإنجاب‭ ‬وممارسة‭ ‬العملية‭ ‬الجنسية،‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬العمرية‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬للبنت‭ ‬فإنها‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬أما‭ ‬لأنها‭ ‬طفلة‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الفتيات‭ ‬القاصرات‭ ‬لا‭ ‬يتحملن‭ ‬مسئولية‭ ‬الإنجاب‭ ‬والأطفال‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬حدث‭ ‬زواج‭ ‬سوف‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬فى‭ ‬الممارسة‭ ‬الجنسية‭ ‬مع‭ ‬الزوج‭.‬


وتابع‭: ‬إذا‭ ‬حصل‭ ‬حمل‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬ولكن‭ ‬يحدث‭ ‬معه‭ ‬مشكلات‭ ‬فى‭ ‬الحمل‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتعرض‭ ‬الفتاة‭ ‬إلى‭ ‬الإجهاض‭ ‬أو‭ ‬ولادة‭ ‬مبكرة‭ ‬أو‭ ‬انفجار‭ ‬فى‭ ‬الرحم‭.‬


وأكد‭ ‬أن‭ ‬أشهر‭ ‬مشكلات‭ ‬الحمل‭ ‬للفتيات‭ ‬القاصرات‭ ‬هو‭ ‬الإجهاض،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الولادات‭ ‬القيصرية‭ ‬بين‭ ‬الفتيات‭ ‬الصغيرات‭ ‬أو‭ ‬حدوث‭ ‬نزيف‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الولادة‭ ‬وأثناء‭ ‬وبعد‭ ‬الولادة‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬بين‭ ‬الفتيات‭ ‬الصغيرات‭.‬


وأكمل،‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬حاليًا‭ ‬انخفضت،‭ ‬نتيجة‭ ‬التشديد‭ ‬فى‭ ‬إتمام‭ ‬إجراءات‭ ‬الزواج‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬لعمر‭ ‬الفتاة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬للأسف‭ ‬يحدث‭ ‬أحيانا‭ ‬تزوير‭ ‬لشهادات‭ ‬الميلاد‭ ‬الفتيات‭.‬


رفع‭ ‬السن‭ ‬إلى‭ ‬25‭ ‬سنة
تعقيبًا‭ ‬على‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬وكوارثه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬أوضحت‭ ‬هالة‭ ‬يسرى،‭ ‬مقرر‭ ‬مناوب‭ ‬لجنة‭ ‬المرأة‭ ‬بالمجلس‭ ‬القومى‭ ‬للمرأة،‭ ‬أن‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬عنف‭ ‬موجه‭ ‬ضد‭ ‬الفتيات‭ ‬واتجار‭ ‬واضح‭ ‬فى‭ ‬البشر،‭ ‬ولكن‭ ‬قبل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬آثاره‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬يجب‭ ‬أولا‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أسبابه،‭ ‬فبعض‭ ‬الآباء‭ ‬‮«‬يضربون‭ ‬عصفورين‭ ‬بحجر‮»‬‭ ‬فى‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬الأولى‭ ‬هى‭ ‬تزويج‭ ‬الفتاة‭ ‬وتستيرها‭ ‬والثانية‭ ‬أخذ‭ ‬مهرها‭ ‬من‭ ‬العريس‭ ‬لإعالة‭ ‬باقى‭ ‬الأسرة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬يتاجر‭ ‬فى‭ ‬بناته.

‬وبالتالى‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬يعد‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الاتجار‭ ‬فى‭ ‬البشر،‭ ‬فالأب‭ ‬يسلم‭ ‬ابنته‭ ‬لأسباب‭ ‬اقتصادية،‭ ‬أو‭ ‬لأسباب‭ ‬اجتماعية‭ ‬وهى‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬هستر‭ ‬البنت‮»‬،‭ ‬لأنه‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬الفتاة‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تتزوج‭ ‬وهى‭ ‬صغيرة‭ ‬‮«‬هتجيبله‭ ‬العار‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬خطأ‭ ‬فادح،‭ ‬لأن‭ ‬التربية‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬المثل‭ ‬الصحيحة‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تحمى‭ ‬الفتاة‭ ‬من‭ ‬العار،‭ ‬فالفتاة‭ ‬ليست‭ ‬عارا‭ ‬ولكن‭ ‬الفتاة‭ ‬هى‭ ‬السند‭ ‬والدعم‭ ‬والحنان‭ ‬لأسرتها،‭ ‬وبالتالى‭ ‬يجب‭ ‬أولا‭ ‬علاج‭ ‬أسباب‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬وهى‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬تساعد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الآباء‭ ‬على‭ ‬مصاريف‭ ‬الأسرة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يلجأ‭ ‬لبيع‭ ‬بناته‭.‬


وأضافت‭ ‬‮«‬هالة‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬والحكومة‭ ‬تكثيف‭ ‬حملات‭ ‬الوعى‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭ ‬التى‭ ‬يكثر‭ ‬بها‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬لتوعيتهم‭ ‬بأهمية‭ ‬الفتيات‭ ‬ومخاطر‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬حصر‭ ‬للأسر‭ ‬هناك‭ ‬ومحاولة‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬لأب‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬لتقليل‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سن‭ ‬الزواج‭ ‬المسموح‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬الـ18‭ ‬عاما،‭ ‬ويجب‭ ‬توعية‭ ‬الأهالى‭ ‬بذلك،‭ ‬وبأن‭ ‬من‭ ‬يخالف‭ ‬ذلك‭ ‬يعرض‭ ‬إلى‭ ‬المساءلة‭ ‬القانونية‭ ‬والسجن‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة.

‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬تفعيل‭ ‬القوانين‭ ‬الخاصة‭ ‬بزواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬لردع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬إعداد‭ ‬أفلام‭ ‬وثائقية‭ ‬توضح‭ ‬الآثار‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬على‭ ‬الفتيات،‭ ‬وما‭ ‬يخلف‭ ‬عن‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬حقوق‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬الطلاق‭ ‬السريع،‭ ‬لأن‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬عادة‭ ‬يكون‭ ‬عرفيا،‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬توثيقه‭ ‬عندما‭ ‬تتم‭ ‬الفتاة‭ ‬عمر‭ ‬الـ18‭ ‬عاما،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬الطلاق‭ ‬يضيع‭ ‬حق‭ ‬الطفل‭ ‬ويصبح‭ ‬بلا‭ ‬أب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬طفل‭ ‬شوارع،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬زواج‭ ‬القاصر‭ ‬عنف‭ ‬موجه‭ ‬ضد‭ ‬الفتيات‭ ‬يحرمه‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬حقوقها‭ ‬كطفلة‭ ‬ومن‭ ‬التعليم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬ومن‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الكريمة‭.‬


نصف‭ ‬المجتمع
وعن‭ ‬تأثير‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬قالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬هالة،‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬الفتيات‭ ‬هو‭ ‬نصف‭ ‬عدد‭ ‬الأولاد،‭ ‬أى‭ ‬نصف‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد،‭ ‬فلو‭ ‬تعرض‭ ‬لإساءة‭ ‬معاملة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زواج‭ ‬مبكر‭ ‬فهذا‭ ‬يعنى‭ ‬قهر‭ ‬طفلة‭ ‬وتخريجها‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الطفولة‭ ‬وتحميلها‭ ‬مسئوليات‭ ‬هى‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬خاصة،‭ ‬سواء‭ ‬مسئوليات‭ ‬جسمانية‭ ‬أو‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحمل‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬أعضاءها‭ ‬لم‭ ‬يكتمل‭ ‬نموها‭ ‬عند‭ ‬تزويجها‭ ‬مبكرا،‭ ‬وبالتالى‭ ‬نحملها‭ ‬بأعباء‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬طاقة‭ ‬لها‭ ‬بها،‭ ‬بنغمة‭ ‬‮«‬هتتجوزى‭ ‬ونجيبلك‭ ‬فستان‭ ‬أبيض‭ ‬طويل‮»‬،‭ ‬والفتاة‭ ‬حينها‭ ‬لا‭ ‬تدرى‭ ‬عواقب‭ ‬ذلك‭ ‬فهى‭ ‬طفلة،‭ ‬وبالتالى‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬عنف‭ ‬شديد‭ ‬موجه‭ ‬ضد‭ ‬الفتيات‭ ‬ونوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬لأن‭ ‬الأب‭ ‬يبيع‭ ‬ابنته‭ ‬مقابل‭ ‬الأموال‭.‬


وأوضحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬هالة‭ ‬يسرى،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬صدّقت‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬لتجريم‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬ومحاسبة‭ ‬ولى‭ ‬أمر‭ ‬الفتاة‭ ‬ومن‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬تفعيل‭ ‬القانون‭ ‬وتغليظ‭ ‬العقوبة،‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬ومحاولة‭ ‬حل‭ ‬الأسباب‭ ‬الأساسية‭ ‬لظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬وهى‭ ‬عدم‭ ‬استطاعة‭ ‬الأب‭ ‬إعالة‭ ‬أسرته،‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬له،‭ ‬والتوعية‭ ‬بفلسفة‭ ‬القانون‭ ‬حول‭ ‬لماذا‭ ‬تم‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬والتوعية‭ ‬أيضًا‭ ‬بأن‭ ‬الزوجة‭ ‬القاصرة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أى‭ ‬حقوق،‭ ‬وفى‭ ‬حال‭ ‬إنجاب‭ ‬أطفال‭ ‬سيكونوا‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬العلاقة‭ ‬الزواجية‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬طلاق‭ ‬الفتاة‭ ‬قبل‭ ‬عمر‭ ‬18‭ ‬عام،‭ ‬أى‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬الرسمى،‭ ‬وبالتالى‭ ‬سينظر‭ ‬المجتمع‭ ‬للأطفال‭ ‬نظره‭ ‬دونية‭ ‬لأنه‭ ‬ناتجين‭ ‬عن‭ ‬زواج‭ ‬غير‭ ‬رسمى‭.‬


مواجهة‭ ‬رادعة
ومن‭ ‬جانبها‭.. ‬قالت‭ ‬الدكتورة‭ ‬جيهان‭ ‬رجب‭ ‬المقرر‭ ‬المناوب‭ ‬لفرع‭ ‬المجلس‭ ‬القومى‭ ‬للمرأة‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬أن‭ ‬سن‭ ‬الزواج‭ ‬القانونية‭ ‬للفتاة‭ ‬هو‭ ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬ولكن‭ ‬أنا‭ ‬أفضل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬السن‭ ‬القانونية‭ ‬25‭ ‬عاما،‭ ‬سواء‭ ‬للفتاة‭ ‬أو‭ ‬الشاب،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشاب‭ ‬والفتاة‭ ‬أكثر‭ ‬نضجا‭ ‬ووعيا‭ ‬ويكونون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬جيد‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬وبالتالى‭ ‬يستطيعون‭ ‬تكوين‭ ‬أسرة‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬يجب‭ ‬الالتزام‭ ‬بالسن‭ ‬القانونية‭ ‬للزواج‭ ‬الذى‭ ‬حدده‭ ‬قانون‭ ‬الطفل‭ ‬وهو‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬للفتاة،‭ ‬لأنه‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬الفتاة‭ ‬تكون‭ ‬طفلة‭ ‬وغير‭ ‬مؤهلة‭ ‬للزواج‭.‬


وأضافت‭ ‬‮«‬جيهان‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مواجهة‭ ‬رادعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تفعيل‭ ‬القانون‭ ‬وتغليظ‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬للفتيات،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬نشر‭ ‬الوعى‭ ‬بين‭ ‬الأهالى‭ ‬حول‭ ‬المخاطر‭ ‬النفسية‭ ‬والصحية‭ ‬التى‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الفتيات‭ ‬عند‭ ‬تزويجهن‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬مبكر،‭ ‬وكذلك‭ ‬تأثير‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل،‭ ‬لأن‭ ‬إنجاب‭ ‬الطفلة‭ ‬سينتج‭ ‬عنه‭ ‬سوء‭ ‬تربية‭ ‬وتقويم‭ ‬للأطفال،‭ ‬وكذلك‭ ‬احتمالية‭ ‬ضياع‭ ‬حقوق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬الطلاق‭ ‬قبل‭ ‬بلوغ‭ ‬الفتاة‭ ‬عمر‭ ‬الـ‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬وتوثيق‭ ‬الزواج‭.‬


الزيادة‭ ‬السكانية
تقول‭ ‬الدكتورة‭ ‬هدى‭ ‬بدران،‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬النوعى‭ ‬لنساء‭ ‬مصر،‭ ‬إن‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬سبب‭ ‬رئيسى‭ ‬فى‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية،‭ ‬لأن‭ ‬الفتيات‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬تكون‭ ‬الخصوبة‭ ‬لديهن‭ ‬عالية،‭ ‬وفى‭ ‬المقابل‭ ‬أيضًا‭ ‬يكون‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬وفاة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والأمهات‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬بعضهن‭ ‬التعرض‭ ‬للولادة‭ ‬مما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاتهن‭ ‬أثناء‭ ‬الولادة،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬تغليظ‭ ‬عقوبة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬بناتنا‭ ‬ومجتمعنا،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬تزويج‭ ‬الفتيات‭ ‬قبل‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬وذلك‭ ‬طبقا‭ ‬لجميع‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬التى‭ ‬أجريت‭ ‬على‭ ‬الفتيات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الفتيات‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬السن‭ ‬يكن‭ ‬أطفال،‭ ‬أجسادهن‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬للزواج‭ ‬والحمل‭ ‬والرضاعة،‭ ‬ما‭ ‬يصيبهن‭ ‬بمشكلات‭ ‬نفسية‭ ‬وصحية‭.‬


وأضافت‭ ‬‮«‬هدى‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬للأسف‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬تطالب‭ ‬بتخفيض‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬عاما،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬جريمة،‭ ‬لأن‭ ‬الفتاة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الزواج‭ ‬والحمل‭ ‬والولادة‭ ‬قبل‭ ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬أقصى‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالزواج‭ ‬المبكر،‭ ‬وسن‭ ‬قانون‭ ‬بعقوبات‭ ‬صارمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التى‭ ‬تهدر‭ ‬صحة‭ ‬وحقوق‭ ‬فتيات‭ ‬مصر‭.‬


تشريع‭ ‬جديد‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكارثة
برلمانيًا‭..‬بدأت‭ ‬لجنة‭ ‬الشئون‭ ‬الدستورية‭ ‬والتشريعية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬برئاسة‭ ‬المستشار‭ ‬إبراهيم‭ ‬الهنيدى،‭ ‬مناقشة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬لمنع‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال،‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬خطة‭ ‬مواجهة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للزواج‭ ‬المبكر،‭ ‬لاسيما‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬انتشار‭ ‬مشكلات‭ ‬الطلاق،‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنجاب‭ ‬ومشكلات‭ ‬الانفجار‭ ‬السكانى،‭ ‬وخلال‭ ‬المناقشات‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إرجاء‭ ‬مناقشة‭ ‬مواد‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬انتظارا‭ ‬لوصول‭ ‬رد‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬تلقيها‭ ‬ردا‭ ‬يفيد‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬الدستورية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬طالبت‭ ‬بموافاتها‭ ‬بصورة‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الأزهر‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭.‬


ينص‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬جواز‭ ‬توثيق‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬ثمانى‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬ميلادية،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬التصادق‭ ‬على‭ ‬العقد‭ ‬المذكور،‭ ‬كما‭ ‬أجاز‭ ‬لذوى‭ ‬الشأن‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬طلبًا‭ ‬على‭ ‬عريضة‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬الأسرة،‭ ‬بصفته‭ ‬قاضيًا‭ ‬للأمور‭ ‬الوقتية‭ ‬للإذن‭ ‬بتوثيق‭ ‬عقد‭ ‬زواج‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬تبلغ‭ ‬ثمانى‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬فى‭ ‬الجرائم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬فى‭ ‬المواد‭ ‬أرقام‭ (‬267‭)‬،‭ ‬و‭(‬268‭)‬،‭ ‬و‭(‬269‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات،‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬نهائى‭ ‬بالإدانة‭.‬


إخطار‭ ‬النيابة‭ ‬العامة
وأوجب‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬أيضًا،‭ ‬على‭ ‬المأذون‭ ‬أو‭ ‬الموثق‭ ‬المنتدب‭ ‬إخطار‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬–‭ ‬الواقع‭ ‬فى‭ ‬دائرتها‭ ‬مقر‭ ‬عمله‭ ‬–‭ ‬بوقائع‭ ‬الزواج‭ ‬العرفى‭ ‬الذى‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬طرفيه‭ ‬طفلًا‭ ‬لم‭ ‬يبلغ‭ ‬ثمانى‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬وقت‭ ‬الزواج،‭ ‬والتى‭ ‬تقدم‭ ‬للمأذون‭ ‬بغرض‭ ‬التصادق‭ ‬عليها،‭ ‬مرفقًا‭ ‬بالإخطار‭ ‬صورة‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬العرفى،‭ ‬وبيانات‭ ‬أطرافه‭ ‬وشهوده‭.‬


وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعقوبات،‭ ‬أقر‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬وغرامة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬عشرين‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬والعزل،‭ ‬لكل‭ ‬مأذون‭ ‬أو‭ ‬موثق‭ ‬منتدب‭ ‬يخالف‭ ‬الإخطار‭ ‬عن‭ ‬واقعات‭ ‬الزواج‭ ‬العرفى‭ ‬الذى‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬طرفيه‭ ‬طفلًا‭.‬


ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزى‭ ‬للتعبئة‭ ‬العامة‭ ‬والإحصاء،‭ ‬أعلن‭ ‬فى‭ ‬آخر‭ ‬مسح‭ ‬ديموغرافى‭ ‬صحى،‭ ‬أن‭ ‬117‭ ‬ألف‭ ‬طفل‭ ‬فى‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬متزوجون‭ ‬أو‭ ‬سبق‭ ‬لهم‭ ‬الزواج،‭ ‬ومحافظات‭ ‬الصعيد‭ ‬هى‭ ‬الأعلى‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬معدلات‭ ‬الزواج‭ ‬والطلاق،‭ ‬بينما‭ ‬سجلت‭ ‬محافظات‭ ‬مصر‭ ‬الحدودية‭ ‬‮«‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وسيناء‭ ‬ومطروح‭ ‬وأسوان‮»‬‭ ‬أقل‭ ‬نسبة‭ ‬فى‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال‭.‬


من‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬النائبة‭ ‬أميرة‭ ‬العادلى،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬مقدمة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬أن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التى‭ ‬أطلقتها‭ ‬مصر،‭ ‬تضمنت‭ ‬ضرورة‭ ‬صدور‭ ‬قانون‭ ‬مكافحة‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبيا‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭.‬


وأوضحت‭ ‬النائبة،‭ ‬أن‭ ‬الحظر‭ ‬فى‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬البنات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يشمل‭ ‬الجنسين،‭ ‬قائلة‭: ‬لأنه‭ ‬كلما‭ ‬تم‭ ‬منع‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال‭ ‬ستتحقق‭ ‬فرص‭ ‬تعليم‭ ‬وفرص‭ ‬عمل‭ ‬أكبر‭ ‬سواء‭ ‬للولد‭ ‬أو‭ ‬البنت‭.‬


إشكاليات‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر
وأشارت‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إلى‭ ‬إشكاليات‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر،‭ ‬مثل‭ ‬توثيق‭ ‬عقود‭ ‬زواج‭ ‬الأطفالـ‭ ‬قائلة‭: ‬معظم‭ ‬من‭ ‬يتزوجون‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬يكون‭ ‬زواجهم‭ ‬عرفيا‭ ‬بدون‭ ‬وثيقة،‭ ‬مما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬ضياع‭ ‬حقوق‭ ‬الفتاة‭ ‬فى‭ ‬النفقة‭ ‬وإثبات‭ ‬النسب‭ ‬وغيرها‭.‬


وقالت‭ ‬النائبة‭: ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬معاقبة‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬ولا‭ ‬يستطيعون‭ ‬إجراء‭ ‬تعاقدات‭ ‬مالية،‭ ‬فالأولى‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬زواج‭ ‬قبل‭ ‬18‭ ‬سنة،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬له‭ ‬حقوق‭ ‬مقررة‭ ‬فى‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬والدستور‭ ‬ولا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬تهدم‭ ‬حقوقه‭ ‬لمجرد‭ ‬بلوغه‭ ‬الجسدى،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬التى‭ ‬تتزوج‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬سنة‭ ‬تربى‭ ‬أطفالا‭ ‬وتحرم‭ ‬من‭ ‬حقوقها‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭.‬


ولفتت‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولى‭ ‬والمركز‭ ‬الدولى‭ ‬لبحوث‭ ‬المرأة،‭ ‬الذى‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬ستخسر‭ ‬بسبب‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال‭ ‬تريليونات‭ ‬الدولارات‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬قائلة‭: ‬منع‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬إيجابية‭ ‬كبيرة‭ ‬خاصة‭ ‬بالتحصيل‭ ‬العلمى‭ ‬للفتيات‭ ‬وأطفالهن‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬ويسهم‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬إنجاب‭ ‬المرأة‭ ‬عددا‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الأطفال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬دخلها‭ ‬المتوقع‭ ‬ومستوى‭ ‬رفاهية‭ ‬الأسرة،‭ ‬وبذلك‭ ‬يمكن‭ ‬مواجهة‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭.‬


وأوضحت‭ ‬النائبة،‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬للزواج‭ ‬المبكر،‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال،‭ ‬والتسرب‭ ‬من‭ ‬التعليم‭.‬
وأشار‭ ‬النائب‭ ‬على‭ ‬بدر،‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬التشريعية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬فى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية،‭ ‬مثل‭ ‬عمالة‭ ‬الأطفال‭ ‬وزيادة‭ ‬التسرب‭ ‬من‭ ‬التعليم،‭ ‬وكذلك‭ ‬انتشار‭ ‬مشكلات‭ ‬الطلاق‭.‬


وقال‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭: ‬حظر‭ ‬الزواج‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عند‭ ‬سن‭ ‬21‭ ‬عامًا‭ ‬وليس‭ ‬18‭ ‬عامًا،‭ ‬مبررا‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬سن‭ ‬الـ21‭ ‬هو‭ ‬سن‭ ‬الرشد،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬علميًا‭ ‬قُصر‭.‬


حظر‭ ‬الزواج
من‭ ‬جانبه‭ ‬أوضح‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬إسماعيل،‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬التشريعية‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬أن‭ ‬الدستور‭ ‬حدد‭ ‬سن‭ ‬الطفل،‭ ‬وترجمة‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬قانون‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬مشكلات‭ ‬الطلاق‭ ‬المبكر‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬كبيرة‭ ‬للأطفال‭.‬


وقال‭ ‬النائب‭: ‬زواج‭ ‬الأطفال‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬أزمات‭ ‬مجتمعية‭ ‬كبيرة‭ ‬وطلاق،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يحتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمواجهته‭ ‬والبداية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشريعات‭ ‬التى‭ ‬تقر‭ ‬عقوبات‭ ‬رادعة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يخالفه‭.‬
من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬اللواء‭ ‬أحمد‭ ‬طاهر‭ ‬مدير‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمباحث‭ ‬الآداب‭ ‬الأسبق‭:  ‬القانون‭ ‬يقف‭ ‬عاجزًا‭ ‬أمام‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات؛‭ ‬بسبب‭ ‬الطرق‭ ‬الاحتيالية‭ ‬التى‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬البعض‭ ‬لتزويج‭ ‬أولادهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العقود‭ ‬العرفية‭ ‬وليس‭ ‬التوثيق‭ ‬الرسمي،‭ ‬واصفًا‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬بالزائفة،‭ ‬ومطالبًا‭ ‬بمعاقبة‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المتواطئة‭ ‬فى‭ ‬إتمام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭ ‬التى‭ ‬تفتح‭ ‬“باب‭ ‬خراب”‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬آثاره‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ذى‭ ‬بصيرة‭.‬


وأوضح‭ ‬“طاهر”‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العقود‭ ‬العرفية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تثبت‭ ‬حقوقًا‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬أولياء‭ ‬الأمر‭ ‬بكلمتهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التى‭ ‬أثيرت‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬منوهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تتفاقم‭ ‬أكثر‭ ‬فى‭ ‬الصعيد‭ ‬والأرياف‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬لهم‭ ‬معتقداتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬التى‭ ‬تخاصم‭ ‬تطورات‭ ‬العصر‭ ‬ولا‭ ‬تعترف‭ ‬بأى‭ ‬تبعات‭ ‬وعواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭ ‬التى‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭!‬


كما‭ ‬تطرق‭ ‬“طاهر”‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬بيع‭ ‬بعض‭ ‬الآباء‭ ‬لبناتهم‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬قرى‭ ‬محافظة‭ ‬الجيزة،‭ ‬حيث‭ ‬يقومون‭ ‬بتزويجهن‭ ‬لشيوخ‭ ‬طاعنين‭ ‬فى‭ ‬السن؛‭ ‬نظير‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬وهدايا‭ ‬قيمة؛‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الآثمة‭  ‬لم‭ ‬تختفِ‭ ‬بعد،‭ ‬ومؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬هو‭ ‬الأشد‭ ‬قبحًا‭ ‬فى‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬القاصرات،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬حزمة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬المغلظة‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬تفعيلها؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬حبرًا‭ ‬على‭ ‬ورق‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية