تسببت شعبيته فى إلغاء جنازته، ذكرى رحيل فريد الأطرش ملك العود
أشهر عازف عود بالوطن العربى حتى لقب بـ “ملك العود” و"أمير النغم الأصيل"، نشأته كان أميرا عربيا وفرضت عليه ظروف الاحتلال الفرنسي أن يصبح مطاردا، هجر فريد الأطرش ابن سلطان جبل الدروز بلده فى لبنان وحضر إلى مصر مع أمه وشقيقه فؤاد وشقيقته آمال ليستقر في حى السكاكينى بالقاهرة، ولد عام 1910 ورحل في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1974.
والده سلطان جبل الدروز، وهو وطنى عمل على مناهضة الاحتلال لبلاده، ووالدته الأميرة علياء المنذر، وهي مطربة تمتعت بصوت جميل، حضرت أسرة الأطرش الى القاهرة؛ الأم وأبناؤها الثلاثة؛ فؤاد وفريد وآمال الأطرش؛ هربا من بطش الفرنسيين في جبل الدروز لتستقر بحى السكاكينى بالقاهرة، واضطرت الى العمل بالغناء، وورث فريد الاطرش وأسمهان عنها حب الغناء، درس بالمدارس المصرية، والتحق بمعهد الموسيقى وتتلمذ على يد الموسيقار رياض السنباطى ليتعلم العزف على العود.
بدأ الموسيقار فريد الأطرش حياته ممثلا في فرقة بديعة مصابني،، ورث فريد الأطرش وآمال التي أصبح اسمها أسمهان عن والدتهما الأميرة علياء المنذر حب الغناء، درس بالمدارس المصرية، والتحق بمعهد الموسيقى وتتلمذ على يد الموسيقار رياض السنباطى ليتعلم العزف على العود.
بدأ فريد الأطرش العمل في محطة شتال الأهلية حتى تقرر امتحانه في المعهد ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله وكانت النتيجة فصله من المعهد، ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع لينتقل بعدها للغناء بالاذاعة وكانت أول أغانيه التي سجلها للإذاعة (يا ريتني طير لأطير حواليك).
عادات سيئة
وعرف فريد عادات جميلة وعادات غير مستحبة، فكان اتصاله بالقمار شيئا من تلك العادات السيئة، أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وعرف أيضا حبه للخيل، وذات يوم وفيما كان في ميدان السباق راهن على حصان وكسب الجائزة وعلم في الوقت نفسه بوفاة شقيقته اسمهان فكان ادمان القمار
فريد الأطرش هو احد قمم الغناء لحن اكثر من 140 أغنية وست قصائد غناها بالفصحى منها: "أضنيتنى بالهجر"، وعش انت، ولا وعينيك، عدت يايوم مولدى، وردة من دمنا، لست وحدك.. إضافة الى ثمانى أوبريتات منها الربيع بل واشهرها، وبساط الريح، كما قدم بصوته اكثر من 30 أغنية غناء فرديا
بدأ فريد الأطرش مشواره السينمائى بفيلم "انتصار الشباب" مع شقيقته أسمهان إخراج أحمد بدرخان عام 1945، ليقدم خلال رحلته الفنية 31 فيلما، أنتج منها عشرين فيلما، وكان ثانى أفلامه “شهر العسل” مع مديحة يسرى وتتوالى أفلامه: مقدرش مع تحية كاريوكا، آخر كدبة، حبيب العمر، عفريتة هانم مع سامية جمال، عايزة اتجوز، متقولش لحد مع نور الهدى، لحن حبى مع صباح، عهد الهوى مع مريم فخر الدين، ازاى انساك مع كريمة، لحن الخلود مع فاتن حمامة، قصة حبى مع إيمان، ماليش غيرك مع آمال فريد، شاطئ الحب مع سميرة أحمد، رسالة من امرأة مجهولة مع لبنى عبد العزيز، ودعت حبك مع شادية، زمان ياحب مع زبيدة ثروت، وكانت آخر أفلامه "نغم فى حياتى" مع ميرفت أمين الذى عرض بعد رحيله.
نال فريد 15 وساما وقلادة ونيشانا، وحصل على وسام الخلود من فرنسا، وهو الفنان العربى الوحيد الذى حصل عليه وسبق أن حصل عليه الموسيقار بيتهوفن، ثم اختير أحسن عازف عود فى تركيا فأصبح ملكا للعود.
أصيب الفنان الراحل بفتق في الحجاب الحاجز قبل وفاته بشهرين؛ مما جعل جزءًا من أمعائه يضغط على قلبه المريض منذ 25 عاما، فسبب له حالة من الاختناق والألم الذي كان يصفه بــ"المسامير"، وأصيب بالذبحة الصدرية للمرة الخامسة في حياته، وأصيب بأزمة قلبية نقل على اثرها الى مستشفى الحايك ببيروت، ليرحل فريد الأطرش،
الغاء الجنازة بسبب حشود الجماهير
وبناء على وصيته بأن يدفن في مصر بجوار شقيقته أسمهان، تقرر نقل جثمانه إلى القاهرة، نقل الجثمان بالطائرة برفقة خطيبته سلوى القدسى إلى مستشفى المعادى للقوات المسلحة، وفي يوم 28 ديسمبر يوم الجنازة نقل إلى جامع عمر مكرم، لكن الحشود الهائلة وطوفان البشر تسببا في إلغاء الجنازة، أخرج الجثمان من باب بدروم المسجد في عربة رأسًا إلى مدافن البساتين في حضور عائلته، وأصدقائه الفنانين؛ محمد عبد المطلب ومحمد سلطان ومديحة يسرى وهدى سلطان وحسين فهمى وليلى فوزى وصلاح ذو الفقار وسمير صبرى.. لتنتهي بعدها رحلة من الفن والدنيا جعلت من فريد الأطرش أسطورة النغم الشرقى الأصيل