سجل في الإذاعة المصرية بأمر ملكي، 44 عاما على رحيل القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل
هو من أشهر قراء القرآن الكريم، وأول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يُختبر فيها بأمر ملكي، اشتهر بقارئ القصر الملكي، وزعيم مدرسة الفن في التلاوة، أنه القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل،قارئ الملوك والرؤساء وقارئ القصر الملكى الذى رحل فى مثل هذا اليوم عام 1978.
ولد الشيخ مصطفى محمد المرسي إسماعيل ـ الشهير بالقارئ الشيخ مصطفى إسماعيل ـ بقرية ميت غزال مركز طنطا محافظة الغربية عام 1905، تعلم بكتاب القرية عندما بلغ 5 سنوات، وأتم حفظ القرآن قبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره تعلم القراءات السبع وأحكام التلاوة في معهد الأحمدي.
اشادة الشيخ محمد رفعت
اشتهر بعذوبة صوته وذاع صيته في محافظة الغربية وعندما توفى صديق له يدعى القصبى بك،طلب منه أهل صديقه إحياء الليلة فجلس مصطفى إسماعيل على دكة الشيخ محمد رفعت الذي كان حاضرا لإحياء الليلة ولم يكن يعرفه من قبل، ولما انتهى الشيخ رفعت من القراءة أفسح المجال للقارئ الشاب للقراءة، وأعجب بأدائه وظل الشيخ مصطفى إسماعيل يقرأ ساعة كاملة وسط إعجاب الحاضرين، وبعد انتهاء التلاوة قبله الشيخ وهنأه وقال له ( ستكون أعظم من قرأ القرآن وصاحب مدرسة جديدة إذا لم تقلد أحد وأن تتلمذت على يد أحد الشيوخ الكبار من مشايخ المسجد الأحمدي وتعيد عليه قراءتك للقرآن، فالتحق مصطفى إسماعيل بالمعهد الأحمدي وعمره 18 عاما.
قارئ بالصدفة
في بداية عام 1943 ذهب مصطفى إسماعيل إلى القاهرة لتفصيل بعض الاقمشة فتقدم للاشتراك في رابطة تضامن القراء بحي الحسين والتقى برئيس الرابطة الشيخ محمد الصيفي وبالصدفة كانت الإذاعة تسجل في الحسين وسيقرأ في الحفل الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى إلا أنه لم يحضر فما كان من الشيخ محمد الصيفي إلا أن اجلس مصطفى إسماعيل على دكة القراءة ليقرأ على مسئوليته فقرأ إسماعيل سورة التحريم لمدة نصف ساعة وسط اعجاب الحضور ثم امتدت قراءته حتى منتصف الليل، وكانت بدايات تعرف الجمهور عليه.
إعجاب الملك فاروق
وعندما استمع الملك فاروق الى صوت الشيخ مصطفى إسماعيل من الحفل الذي نقلته الإذاعة أعجب به وأصدر أمرا بتعيينه قارئا للقصر الملكي واصبح القارئ الرسمي للقصر الملكى، بعدها تقدم للإذاعة وللامتحان أمام الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى ونجح واعتمد قارئا بالإذاعة دون تدخل الملك في ذلك.
يعد الشيخ مصطفى إسماعيل من أبرز القارئين في المائة عام الأخيرة، فقد تربع على عرش دولة التلاوة المصرية بعد الشيخ محمد رفعت واختارته منظمة اليونسكو الدولية كأحد الأصوات المؤثرة لأكثر من خمسين عاما واستطاع الشيخ مصطفى اسماعيل، أن يغرد بالقرآن بأكثر من ١٩ مقاما، حيث مكنّه صوته العذب أن يصبح من أشهر المشايخ وأعظمهم، حيث ترك وراءه ١٣٠٠ تلاوة قرآنية ما زالت تُبث عبر الإذاعات كافة.
رفض الطرب والتواشيح
لم يتجه الشيخ مصطفى إسماعيل الى التواشيح أو الطرب بالرغم من محاولة الموسيقار محمد عبد الوهاب إقناعه مثل غيره، لكنه اكتفى بالتعاقد مع شركته عبد الوهاب لتسجيل اسطواناته، ويرجع ذلك الى ان جده أوصاه بألا يغني أو يتجه إلى التواشيح.
عن طريقة قراءته القرآن قال: القرآن له حروف لا نخرج عنها والمهم أن يُقرأ القرأن كما اُنزل ولابد أن يكون هناك إلمام بالتجويد والوقف السليم، تقول سيكا تقول بياتي تقول صبا أي نغمة ممكن مادام الحروف سليمة ومخارجها سليمة محدش له عندي حاجة، وأنا لما اختبرت في الأزهرأمام شيخ المقارئ قال لي: تعرف شئ من الموسيقى؟ قلت له نعم،فقال: فتح الله عليك فقد قال رسول الله (ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) وقال (حسنوا القرآن بأصواتكم وحسنوا أصواتكم بالقرآن) .
وبعدما ذاع صيت الشيخ إسماعيل تلقى العديد من الدعوات والطلبات من دول عربية إسلامية للقراءة فيها، فلبى تلك الدعوات وسافر إلى العديد من تلك الدول حيث زار نحو 25 دولة عربية وإسلامية، منها تركيا وماليزيا وألمانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأفريقية، وقد زار الشيخ إسماعيل القدس 3 مرات، إحداها كانت عام 1960 وقرأ في المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، كما زارها مرة أخرى عام 1977 ضمن الوفد الرسمى المصاحب للسادات فى زيارته للكنيست الإسرائيلي.
أوسمة وتكريمات محلية وعالمية
حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على العديد من الأوسمة والتكريمات المحلية والعالمية، من بينها وسام الاستحقاق الذي منحه إياه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1965 بمناسبة عيد العلم، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يمنح فيها الرئيس وساما لأحد المقرئين في تلك المناسبة، ووسام الفنون عام 1965 ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس الأسبق حسنى مبارك، في حين حصل على وسام الأرز من رئيس وزراء لبنان 1958، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام في ماليزيا ووسام الفنون من تنزانيا عام 1978.