راحوا فين حبايب الدار.. بيوت إسنا المهجورة ما بين رحى الذكريات ومطرقة المعمار الحديث (فيديو وصور)
أبواب خشبية موصدة، أقفال قديمة صدئت، ومشربيات وشرفات ذات طراز قديم مصنوعة من الخشبة تجدها عند الدخول إلى شوارع وحارات مدينة إسنا، تشتم رائحة وعبق الأحبة الذين خلدوا ذكراهم على أبواب وجدارن البيوت القديمة التي تعج بأصوات الجدات والأمهات، بيوت هجرها أصحابها وأصبحت فريسة للمعمار الحديث أو أنين الذكريات المؤلمة التي تنادي الأحبَّة كما يقول الفنان الراحل “راحو فين حبايب الدار”.
“فيتو” تصحبكم في جولة داخل ذكريات الزمن الجميل لسرد قصص وحكايات خلف الأبواب المغلقة بمدينة إسنا.
حكايات من دفتر بيوت إسنا
البداية كانت عند ستيني العمر الحاج محمد طه، قائلًا: “كل بيوت إسنا كانت مفخرة وكلها بيوت عز وأغلبها هنا عائلات والجميع كان يعيش في محبة وسلام سواء مسلمين أم مسيحيين، وهنا كانت تقطن عائلات كبيرة ولكن عام وآخر وبدأت أغلب البيوت تخلو من المحبين بعد الثورات والانتقال إلى القاهرة ولم يظل من تلك البيوت إلا الأطلال التي يأتي الأحفاد حاليًّا كي ينالوا منها لبناء عمارات جديدة”.
واستكمل محمد عمران، أربعيني العمر، أن أغلب البيوت أصبحت كما تشاهدون مغلقة عليها، فقط أبواب خشبية من الطراز المعماري القديم وحتى الشرفات والمشربيات لا يزال الكثير يحتفظ بها، ولكن حتى إن لم يسقطها أصحابها سوف تسقط بفعل عوامل المناخ، ولذا لا بدَّ من حل للحفاظ على تراث تلك البيوت القديمة التي يصل عمر بعضها إلى 100 عام وأكثر.
تنتظر القرار حتى الفرار
وهناك عدد من تلك البيوت القديمة يحتفظ بالكثير من البناء المعماري القديم الذي كان وقتها يعد نموذجًا فنيًّا ومعماريًّا جميلًا.
قالت رحاب مجاهد، مرشدة سياحية، إن أغلب تلك البيوت تمتاز بنظام معماري جميل وهناك بعض الفيلات والسرايات القديمة التي كانت تنفذ على الطراز الأوروبي، وأغلب تلك المباني لا تزال موجودة في مختلف شوارع مدينة إسنا ومنها شارع الكورنيش وشارع القيسارية الذي يعج بتلك المباني القديمة والتي تمتلكها عائلات كبيرة مثل آل حزين ومجاهد وغيرها من كبار العائلات في مدينة إسنا.
وأشار يحيى طه، مهندس معماري، أن هذه المباني قديمة وللأسف الكثير منها قد يكون آيلًا للسقوط ووقتها سيمثل خطورة على حياة المواطنين ولذا يجب تشكيل لجان لفحص تلك البيوت حتى يكون هناك وضع يحفظ حياة المارة في الشارع.
أوانٍ صينية أمام البيوت
وعند المرور في إحدى الحارات الضيقة تجد منزلًا عليه تمساحًا محنطًا، وأمام هذا المنزل توجد أوانٍ فخارية وصينية وغيرها من الأدوات التي تقدم عليها مختلف الأطعمة متروكة أمام هذا المنزل وهو اللافت للنظر.
وأشارت رانيا محمد، طالبة، إلى أن هذا المنزل مملوك لإحدى العائلات الكبيرة، وهذا الأمر يدل على شدة كرمهم الذي كانوا فيه وعند أغلب بيوت إسنا الجميع هنا يمتاز بالكرم، ولكن البعض كان لديه بشدة.
ونوهت بأن أغلب تلك البيوت يصلح أن يكون متحفًا للزيارة خاصة الرسايات الفيلات والبيوت ذات المتانة في البناء أن تكون مزارًا، وهنا تعرف العائلات من خلال تلك البيوت القديمة الموجودة في تلك الشوارع والحارات الضيقة التي كان يتزين بعضها بآيات وكتابات قديمة وعليه غلق الباب الخشبي القديم الذي كانت تستخدمه الكبار من السيدات في إغلاق الأبواب الكبيرة ذات الحجم الخشبي المتين والذي كان له صوت مميز في الفتح والغلق.
شبح الهدم
وأشار محمد صالح، أحد أبناء مدينة إسنا، أن شبح الهدم وتحول تلك المباني التراثية إلى عمارات شاقة قد يطارد تلك المدينة التراثية ذات يوم وتصبح قطعة من قطع الكتل الخرسانية.
ونادي محمود علي، أحد أبناء إسنا بضرروة الحفاظ على تلك المباين القديمة والحفاظ عليها من التأكل والصدأ حتى لا تكون عرضة للسقوط أو الهدم.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية