باريس تشتعل، اشتباكات وغاز مسيل للدموع بين الشرطة الفرنسية والمحتجين (فيديو)
أسفر تصاعد الاشتباكات في مظاهرة للأكراد في العاصمة الفرنسية باريس، عن سقوط عدد من الضحايا جراء استخدام الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع بشكل متكرر.
هجوم إرهابي في فرنسا
وتجمع آلاف الأكراد بعد ظهر يوم السبت، في ساحة الجمهورية بباريس، للاحتجاج على إطلاق النار في الدائرة العاشرة بالعاصمة، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة نشطاء أكراد يوم الجمعة، ويعتبر الأكراد الحادثة هجوما إرهابيا ضد الجالية الكردية في فرنسا، وبحسب المتظاهرين تقف تركيا وراء عملية إطلاق النار.
اشتباكات مع الشرطة الفرنسية
ووفقا لموقع نوفستي الروسي، تحولت المظاهرة بشكل سريع إلى اشتباكات مع قوات الشرطة الفرنسية، كما اندلعت عدة مناوشات بين المتظاهرين أنفسهم، ثم بدأوا في إغلاق الشوارع، ممسكين بأيديهم لتشكيل سلسلة بشرية.
وبدورها قامت قوات الشرطة، باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، مما أدى لتصاعد أعمال الشغب، ليبدأ المتظاهرون بضرب محطات الحافلات وقلب السيارات وإشعال النار في الأثاث وصناديق القمامة وكسر الأحجار من على الأرصفة، وبدأ المتظاهرون في استفزاز الشرطة، ورشقهم بالحجارة والعصي والزجاجات، فضلا عن إطلاق الألعاب النارية عليهم.
وردا على عمليات الاستفزاز والشغب، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بشكل متكرر لصد المتظاهرين الأكراد، الذين استمروا في تحطيم كل ما طالته أيديهم.
وأقر الشخص المشتبه في ارتكاب جريمة قتل 3 أكراد في العاصمة الفرنسية باريس، بالقرب من مركز ثقافي كردي عند توقيفه إنه فعل ذلك لأنه عنصري.
اعتقال المتهم بارتكاب جريمة بحق الأكراد
وأظهر مقطع فيديو عرضته قناة TF1 التلفزيونية الفرنسية، لحظة اعتقال الفرنسي المتهم بقتل رجلين وأمرأة من الأكراد أمس الجمعة في باريس، والمعروف باسم “وليام إم”، بعد أن استهدفته برصاص أحدثت إصابة بساقيه.
كما أظهرت لقطة أخرى بعد الثانية 20 من الفيديو المتهم أثناء مطاردته لهاربين ودخل خلفهم إلى صالون حلاقة، مجاور لمركز ثقافي كردي قتل فيه اثنين من ضحاياه، وجرح 3 آخرين، أحدهم حالته حرجة.
اعتقال المسلح
وذكرت وسائل إعلام محلية، معظمها نقلا عن وزير الداخلية الفرنسي، أن القاتل الموصوف بعنصري الميول، هو سائق قطار متقاعد، عمره 69 عاما، ودخل مسلحا بمسدس إلى "مركز أحمد كايا الثقافي الكردي" بباريس، فقتل فيه اثنين، إلا أن اعتقاله كان في صالون حلاقة قريب، مجاور أيضا لمطعم تركي، قتل فيه ثالث ضحاياه، بحسب ما ذكرت مجلة Le Point الفرنسية بموقعها اليوم.
ومن المعلومات بشأن "وليام أم." أيضا، ما نقله عنه والده البالغ 90 عما، فقد وصفه لوكالة الصحافة الفرنسية أمس بأنه "صامت ومنسحب، لا يعيش طبيعيا كالآخرين. غادر صباح أمس من دون أن يتفوه بكلمة. إنه مجنون.. مجنون تماما" وفق لما قال عن ابنه الذي خرج منذ 11 يوما فقط من سجن احتياطي كان نزيلا فيه بانتظار محاكمته عن هجوم شنه بالسيف في 8 ديسمبر العام الماضي على مخيم للاجئين، فجرح 3 وجدهم فيه، بينهم سوداني وأثيوبي.
أما مركز Centre culturel kurde Ahmet-Kayaالذي هاجمه أمس، فتأسس في 2001 بباريس، ويحمل اسم المغني الشعبي الكردي- التركي، أحمد كايا، الراحل عام 2000 ضحية بعمر 43 لنوبة قلبية داهمته في العاصمة الفرنسية، حيث كان يقيم.
وكان المغني، أعلن في فبراير 1999 عن نيته بإصدار ألبوم غنائي باللغة الكردية المحظورة ذلك الوقت بتركيا، فاعتقلته الشرطة 6 أشهر، ثم سمحت له بالسفر إلى فرنسا لإحياء حفل كان تعاقد عليه مسبقا، على أن يعود بعده إلى تركيا، لكنه بقي فيها طوال شهرين ولم يعد، ثم توفي في نوفمبر 2000 ودفنوه في مقبرة العظماء بباريس، ومع أن تركيا أعلنت في 2013 أنها تعمل على استعادة جثمانه لدفنه في مسقط رأسه بمدينة Malatya في شرق الأناضول، إلا أن رفاته لا تزال بمثواها.
إدانة الهجوم العنصري
وأدانت حكومة إقليم كردستان العراق، أمس الجمعة، الهجوم على الأكراد في فرنسا، ودعتهم لالتزام الهدوء.
وقالت الحكومة في بيان، إن لديها ثقة كاملة في مؤسسات الحكومة الفرنسية والنظام القضائي في البلاد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأكراد المقيمين في فرنسا ومحاسبة منفذ الهجوم.
وأبدى رئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور بارزاني "انزعاجه الشديد" من الهجوم.
وقال بارزاني على تويتر "قلبي مع أسر الضحايا. أحث الأكراد في المهجر على ضبط النفس. دعونا لا نبرر العنف بأي صورة"؟
كما أضاف أنه يثق في أن "الشركاء الفرنسيين" لن يدخروا جهدا في حماية الجالية الكردية في البلاد وتقديم الجناة إلى المحاكمة.
ومن جانبه أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن عميق تعاطفه مع الشعبين الكردي والفرنسي بعد أن أردى مسلّح ثلاثة أشخاص في مركز ثقافي كردي وصالون لتصفيف الشعر في باريس.
وكتب بلينكن في تغريدة على تويتر أمس الجمعة "كل التعاطف مع ضحايا الهجوم على المركز الثقافي الكردي في باريس".