أزمة الريال السعودى تهدد موسم العمرة.. زيادة 3 آلاف جنيه فى البرامج بسبب فرق الأسعار
دائمًا ما يُعرف موسم العمرة بالعديد من الأزمات التي تهدد استمرار خطة التشغيل، وتهدد تفويج رحلات المواطنين الراغبين فى السفر إلى السعودية لعمل مناسك العمرة وزيارة قبر الرسول، خاصة أن المواطن المصري يعتبر العمرة فسحته السنوية التي يحرص عليها من عام إلى آخر لزيارة الروضة الشريفة، وتأدية المناسك.
وبعد قرار البنك المركزى برفع سعر الفائدة بقيمة 2%، ضربت أزمة كبيرة سوق العملات فى مصر أدت إلى شح وجود العملات الأجنبية، وأصبحت شركات السياحة فى محنة حقيقية فى تدبير الريال السعودى لحجز الخدمات اللازمة للمعتمرين المصريين، خاصة أن تلك الشركات توقف أغلبها عن العمل لفترات طويلة، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، وقرارات المملكة العربية السعودية بتعليق قدوم المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام لعمل مناسك الحج والعمرة، بهدف إحكام السيطرة على انتشار الفيروس، فضلا عن القرارات المصرية بتعليق سفر المعتمرين للحفاظ على صحة المواطنين، قبل أن تقرر الحكومة المصرية الموسم الماضى فتح باب العمرة أمام الشركات بإجمالى 60 ألف معتمر لأشهر «رجب وشعبان ورمضان».
أزمة الريال
بدوره.. قال أحمد البكري، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن شركات السياحة العاملة فى موسم العمرة تواجه مشكلة فى تدبير الريال السعودى لحجز الخدمات المقدمة للمعتمرين أثناء عمل مناسك العمرة، خاصة فى ظل نقص العملات الأجنبية فى البنك، مما دفع تلك الشركات الى البحث عن تدبير العملات فى السوق السوداء ولكنها غير موجودة أيضا، مشيرا إلى أن أزمة نقص الريال السعودى أربكت جدول تفويج رحلات العمرة، وأدت إلى حدوث مشاكل مع المعتمرين بسبب الزيادات الجديدة فى أسعار الصرف مما يؤدى الى ارتفاع أسعار البرامج.
وأضاف عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية لـ«فيتو» إن شركات السياحة كانت تقوم بتسعير سعر صرف الريال السعودى بـ 7 جنيهات، ولكن نقص العملات الأجنبية أدى بالشركات للبحث عنه فى السوق السوداء بأسعار تصل إلى 9.25 جنيه، وهو غير موجود أيضا، مشيرا إلى أن البنوك حاليا تقوم بدبير 1500 إلى 2000 ريال سعودى لكل تأشيرة عمرةـ مؤكدة الحجز بتذاكر الطيران، وهى لا تكفى لحجز الخدمات المقدمة للمعتمرين أثناء عمل المناسك بالسعودية من حجز فنادق الإقامة والانتقالات اللازمة وغيرها من الخدمات التى يحتاجها المعتمرون.
وأشار إلى أن التغيرات المتتالية فى سعر صرف العملات الأجنبية أدى إلى ارتفاع أسعار برامج العمرة، حيث ارتفع سعر البرنامج الاقتصادى من 25 إلى 28 ألف جنيه كأقل سعر لبرامج العمرة حاليا، فى حين وصل أقل سعر لبرنامج العمرة فئة 5 نجوم إلى 45 ألف جنيه، مشيرا إلى أن تلك التغيرات فى أسعار صرف العملات أدت إلى وجود خسائر تصل إلى 5 آلاف جنيه فى كل برنامج خلال الفترة الماضية تحملتها شركات السياحة بعد قيامها بالاتفاق مع المعتمرين على أسعار البرامج.
تصاعد الأزمة
وأوضح أن تلك الأزمة ستتصاعد خلال أشهر ذروة موسم العمرة لأشهر « رجب وشعبان ورمضان»، حيث سيصل أقل سعر لبرنامج العمرة خلال شهر رمضان إلى 50 ألف جنيه، فى حال عدم تدخل وزارة السياحة والآثار إلى وزارة المالية والبنك المركزى لتدبير الريال السعودى إلى شركات السياحة للعمل على انتظام تشغيل موسم العمرة والبعد عن السوق السوداء فى تدبير العملة السعودية.
وقال أحمد وحيد عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة بالدلتا: إن أغلب شركات السياحة لجأت الى إلغاء التعامل مع البنوك، وتم الاتجاه إلى التعامل مع الوكلاء السعوديين الموثقين لدى وزارة السياحة والآثار للعمل بموسم العمرة، خاصة أن أغلبهم لديهم اعمال داخل مصر فى ظل النقص فى العملات الأجنبية، حيث يتم الاتفاق على آليه دفع معينة، خلصة فى ظل حاجة الدولة لتدبير العملات الأجنبية لتوفير السلع الاستراتيجية والهامة للمواطن المصري.
وتعليقا عن خطة العمل خلال أشهر ذروة موسم العمرة لأشهر رجب وشعبان ورمضان، أكد أن الوزارة ستصدر قرارا بتحديد أعداد التأشيرات الممنوحة لكل شركة خلال شهرى شعبان ومضان بـ 45 تأشيرة عمرة لكل شركة وثقت عقودها للعمل بموسم العمرة، وذلك بهدف تدبير العملة الأجنبية، مشيرا إلى أن إجمالى عدد المعتمرين المصريين الذين تم تفويجهم لتأدية مناسك العمرة يقترب من 200 ألف معتمر حتى الآن، وأن الدولة تستهدف تفويج 450 ألف معتمر على مدار موسم العمرة للعام الجاري.
نقلًا عن العدد الورقي…،