بعد تحذير نابليون وهتلر ثم بايدن من استخدام روسيا للشتاء كسلاح.. كيف تجند موسكو البرد
الحرب الروسية الأوكرانية، أثناء أول زيارة للرئيس الأوكراني فولدمير زيلينسكي إلي الولايات المتحدة، أدلي الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماعه بزيلينسكي في البيت الأبيض، بتصريح لم يلتفت إليه الكثيرون إلا أنه يحمل معاني كثيره، كشف من خلاله عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يحاول استخدام الشتاء كسلاحا تيكتيكيا".
ووفقا للمحلون والمراقبون فأن تصريح بايدن يدل علي إدراكه الواسع بأعتي أسلحة الروس الاستراتيجية التي دائما ما لجأوا إليها منذ حقبة نابليون وهتلر وحتي وقتنا هذا، فدائما ما كان البرد القارص أوفي حلفاء موسكو في المعارك التي خاضوها، كما انهم استطاعوا ترويض الطقس واستغلاله كتيكتيك حربي.
نابليون
عام 1812 قام نابليون بونابرت وجيشه الذي بلغ قوامه 600 ألف رجل بـ غزو روسيا، ولكن اضطر الجيش الفرنسي إلى التراجع بعد أن لقي أكثر من 400 ألف جندي فرنسي حتفهم وغالبية هؤلاء سقطوا بسبب البرد والجوع، وأسفرت تلك الحملة الفاشلة عن انهيار الإمبراطورية الفرنسية التي سادت في ذلك الوقت القارة الأوروبية.
وخلال الحرب، تبنت القوات الروسية سياسة التراجع الاستراتيجي حيث استفزت الغزاة لكنها رفضت الانخراط في معركة ضارية، وعندما تولى المارشال ميخائيل كوتوزوف القيادة، وافق على مضض على أن الروح المعنوية الروسية تتطلب المواجهة، وقد أسفرت معركة بورودينو عن خسائر فادحة في صفوف الجيش الروسي.
وبعد أسبوع واحد دخل نابليون موسكو، ومع مرور شهر، واندلاع الحرائق في جميع أنحاء المدينة وتزايد الجوع وعدم السيطرة على قواته، أمر نابليون بالانسحاب.
ظل المارشال كوتوزوف يتابع الفرنسيين مع عودتهم إلى الغرب، رافضا الاشتباك على الرغم من إلحاح جنرالاته، فهو لم ير أي حاجة لخوض معركة أخرى فقد كان نابليون يغادر على أي حال، وكان راضيا عن السماح لغارات القوزاق باستنزاف الخطوط الفرنسية، ومع انخفاض درجات الحرارة ترك الباقي لحليفه الأكبر "جنرال شتاء".
ضحايا الطقس الروسي
وبالفعل، عندما اجتاحت العاصفة الثلجية الأولى الجيش، وأعقبها ذوبان الجليد والصقيع حدثت الغالبية العظمى من خسائر نابليون، فبعد أن أحاط به الجليد، أخذ الجيش ينسحب عبر ساحات المعارك، ولم يجد مأوى من قسوة المناخ، ولم تكفه المؤن المتضائلة مع لجوء الروس لسياسة الأرض المحروقة.
ومع استمرار الثلج بالهطول، كان الجنود الفرنسيون يفتقرون للملابس الدافئة والأحذية، ولم يكونوا مستعدين لفصل الشتاء، وما إن بدأت الحرارة تهبط إلى 30 درجة تحت الصفر حتى بدأ الرجال يتجمدون، وفي 12 نوفمبر من عام 1812، كانت قوات نابليون التي وصلت إلى مدينة فيازما قد انخفض عددها بالفعل إلى حد كبير، وواصلت القوات الفرنسية انسحابها من الأراضي الروسية متكبدة خسائر كبيرة حتى وصلت إلى نهر بريزينا حيث قرر الروس اعتراض طريق الفرنسيين هناك.
وفي رسالة وجهها إلى زوجته الإمبراطورة ماري لويز، أوضح نابليون بونابرت أسباب هزيمته في روسيا قائلا: "الشتاء كان كارثتنا، أصبحنا ضحايا الطقس الروسي".
الجيش النازي وموسكو
ونفس الحال مع النازيين، فأثناء الحرب العالمية الثانية، وقعت معركة موسكو التي تعد من المعارك المصيرية التي غيرت مسار الحرب وقلبته على ألمانيا النازية، إذ بدأت المعركة في أكتوبر 1941 وإستمرت حتى أبريل 1942، وذلك للسيطرة على موسكو أكبر مدينة سوفيتية والتي تعد مركز الصناعة والاقتصاد السوفيتي.
ففي عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية، قام أدولف هتلر بغزو الاتحاد السوفيتي بعملية عسكرية تسمى “بارباروسا” كانت هي الأضخم في التاريخ، إذ كان قوامها 3 مليون جندي و3500 دبابة تابعين لدول "المحور".
عملية بارباروسا العسكرية
وبعد أن نجح هتلر بالتقدم قرابة 50 ميلًا داخل الأراضي السوفيتية، قرر التقدم أكثر، لكن الطقس لم يسمح لهتلر وجيشه من التقدم أكثر من 90 ميلًا.
أعاقت ظروف الشتاء ونقص الإمدادات، التقدم الألماني وأجبرهم على التراجع وخصوصًا مع ازدياد المقاومة السوفيتية التي تحولت لهجمات مرتدة منهم ضد الألمان. وكانت تلك العملية نقطة تحول مصيرية في الحرب العالمية الثانية التي انتهت بهزيمة ألمانيا.
وأحبط النصر السوفيتي في ضواحي موسكو خطة هتلر لخوض الحرب الخاطفة ضد الاتحاد السوفيتي، وكانت الهزيمة في معركة موسكو أول هزيمة للقوات الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية، مما أدى الى تغيير طبيعة الحرب وجعلها تحمل طابعا استنزافيا عديم المستقبل لألمانيا.
ودمرت هزيمة القوات الالمانية في معركة موسكو أسطورة الجيش الألماني الذي لا يقهر، ووجهت ضربة الى الروح المعنوية للألمان وثقتهم بالنصر في الحرب، وكان انتصار القوات السوفيتية في المعركة يعني بدء الانعطافة في الحرب الوطنية العظمى والحرب العالمية الثانية.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.