زيادة التوترات مع روسيا وإطالة أمد الحرب، تداعيات زيارة زيلينسكي لواشنطن
تبنى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي نبرة متحدية في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، متسائلًا عن ما إذا كان بإمكان كييف التوصل إلى سلام عادل مع موسكو، بينما ضغط على نظيره الأمريكي جو بايدن، لإرسال أسلحة إضافية لدعم جهوده الحربية خلال فصل الشتاء.
دعم معنوي ومادي وسلاح
وذكرت مجلة "نيوزويك" أن زيارة زيلينسكي إلى واشنطن المحفوفة بالمخاطر، يُنظر إليها على أنها خطوة إستراتيجية لحشد دعم معنوي ومالي إضافي قائم على الأسلحة، في وقت يضعف فيه دعم الشعب الأمريكي للمساعدات الإضافية.
ونشرت المجلة نتيجة استطلاع أجراه "مجلس شيكاغو" في الفترة من الـ18 إلى الـ20 من نوفمبر الماضي، والتي خلصت إلى أنه بينما يواصل غالبية الأمريكيين دعم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا، تعتقد أقلية أنه يجب على واشنطن عدم الاستمرار في دعم كييف.
ونقلت المجلة عن بريان تايلور، أستاذ العلوم السياسية في "جامعة سيراكيوز"، قوله إن زيارة زيلينسكي تأتي في توقيت جيد، كما إنها إشارة إلى أن الدعم الأمريكي لا يزال قويًّا، رغم سيطرة مقررة للحزب الجمهوري على مجلس النواب قريبًا.
كما صرح أركادي موشيس، مدير برنامج أبحاث الجوار الشرقي الأوروبي وروسيا في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، لمجلة "نيوزويك"، بأن زيلينسكي لم يكن ليقوم بالرحلة إذا لم يكن واثقًا من دعم الولايات المتحدة.
وقال إريك هيرون، أستاذ العلوم السياسية في "جامعة وست فرجينيا"، للمجلة الأمريكية: "بايدن يريد التأكيد أن نضال أوكرانيا يمثل أيضًا صراع الولايات المتحدة، وأن مساعدة كييف تعزز أمن واشنطن".
وأضاف هيرون أن الزيارة تبعث برسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الدعم الأمريكي "لا يتزعزع"، مشيرًا إلى أن استقبال بايدن لنظيره الأوكراني في البيت الأبيض يوضح لروسيا مدى أهمية نضال أوكرانيا بالنسبة لهذه الإدارة.
وتابع "يعتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الأرجح أن الاهتمام الأمريكي والأوروبي بأوكرانيا سينخفض بمرور الوقت، وأن كل ما عليه فعله هو التحلي بالصبر.. هذه الزيارة ترسل رسالة مفادها أن الدعم الأمريكي سيستمر".
مساعدات امريكية عسكرية
وأعلنت إدارة بايدن أمس عن مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 1.85 مليار دولار لأوكرانيا، بما في ذلك بطارية صاروخ "باتريوت" لمساعدة البلاد على تعزيز دفاعاتها خلال الشتاء.
وبالإضافة إلى ذلك، سعى بايدن إلى تلطيف مطالب زيلينسكي بمزيد من التسلح، بحجة أن محاولة توفير أنظمة أسلحة مختلفة اختلافًا جوهريًّا قد تؤدي إلى تمزيق تحالف الدول الغربية التي تضغط الولايات المتحدة للحفاظ عليها.
زيارة زيلينسكي لواشنطن
وتحت عنوان "ماذا ستعني زيارة زيلينسكي لواشنطن وزيارة بوتين إلى مينسك؟"، قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن الجولتين اللتين جرتا في الأسبوع الجاري تعدان مؤشرًا قويًّا على أن الحرب الأوكرانية لن تنتهي في أي وقت قريب، بل إنها ستشهد مزيدًا من القتال الدامي المطول.
وذكرت الصحيفة أن رحلة زيلينسكي إلى واشنطن، وهي أول رحلة خارجية له منذ بدء الغزو الروسي، تأتي في وقت من المقرر أن يصوت الكونجرس فيه على حزمة مساعدات بقيمة 45 مليار دولار لبلاده، وهي أكبر شريحة من المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
وأضافت أنه بالنسبة إلى زيلينسكي نفسه، فإن الوقوف في وهج الدعاية الكامل في "مبنى الكابيتول" (مقر الكونجرس) يوضح مدى تغير الأشياء منذ الأيام الأولى للحرب، عندما رفض الرئيس الأوكراني عرض بايدن بإجلائه وعائلته، والأشهر اللاحقة من إرسال مقاطع فيديو من موقعه في القبو السري.
وفي الوقت نفسه، التقى بوتين مع نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، في مينسك في وقت سابق من الأسبوع الجاري، مع ورود تقارير أفادت بأن الكرملين قد يحاول استخدام بيلاروسيا مرة أخرى كنقطة انطلاق لهجومه التالي، في محاولة أخرى للاستيلاء على كييف وفرض تغيير النظام.
في المقابل، قال بوتين إن موارد روسيا للحرب في أوكرانيا "غير محدودة"، ردًّا على المزاعم القائلة بأن الكرملين ترك قواته تقاتل دون معدات رئيسة، في خطوة تصعيدية جديدة من قبل الزعيم الروسي وتأتي خلال زيارة زيلينسكي إلى واشنطن.
وفي حديثه إلى وزارة الدفاع الروسية، التي واجهت انتقادات غير مسبوقة بسبب كفاحها من أجل إمداد الجبهات الأمامية والانسحاب من المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا التي ضمتها موسكو قبل أسابيع فقط، قال بوتين إن روسيا "ليس لديها قيود" على تمويل جهود الحرب، وأن حكومته تقدم "كل ما يطلبه الجيش".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه في اعتراف غير عادي بنواقص روسيا، وضع الزعيم الروسي علامة على قائمة المجالات التي يجب على جيشه تحسينها، إذ أعلن أن الجيش بحاجة إلى "تحسين نظام القيادة والسيطرة" وقدرته على الرد على مدفعية العدو.
وأضافت الصحيفة أنه بعيدًا عن الاعتراف بإخفاقات قواته في ساحات القتال، عكست إشارة بوتين إلى مشكلات جيشه "رسالته الجريئة" في اليوم الذي أظهر فيه نظيره الأوكراني عرضًا للوحدة مع الولايات المتحدة، مشددًا: "ستستمر روسيا في القتال.. بلادنا ستنتصر في نهاية المطاف".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي استحوذ فيه الصمود الأوكراني على الأضواء العالمية برحلة زيلينسكي إلى واشنطن، نظّم بوتين "اجتماعًا مبهرجًا" خاصًّا به، إذ ألقى كلمة أمام أعضاء البرلمان وحتى البطريرك كيريل الأول، من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وكبار الضباط العسكريين.
وتابعت الصحيفة أنه بمقارنة الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا بـ"الأبطال" الذين صدوا جيش نابليون الغازي في عام 1812 وهزموا هتلر في عام 1945، أصر بوتين على أن حربه في أوكرانيا "كانت وجودية تمامًا". ولم يكن معروفًا ما إذا كان حدث أمس تم تحديده عن قصد باعتباره برنامجًا مضادًّا لزيارة زيلينسكي لواشنطن.
واعتبرت الصحيفة أن ظهور الزعيم الروسي في الاجتماع السنوي لكبار المسؤولين العسكريين أمس بمثابة آخر محاولة له لإقناع الغرب وأوكرانيا وشعبه "أنه على الرغم من سلسلة الإخفاقات الكارثية لجيشه في ساحات القتال خلال الشهور العشرة الماضية، فإن روسيا ستستمر في القتال".
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.