مناخوليا.. التيك توك وألعاب الموت
ألعاب الأطفال اللى كنا نعرفها عندما كنا صغارا.. للأسف عفا عليها الزمن.. وأصبحت بالنسبة للأطفال الحاليين مجرد لعب عيال.. “أيوه زمبقولك كدا” هى بالنسبة لهم ألعاب ساذجة.. حتى حواديت الأمهات التى كنا ننصت لها عندما كنا صغارا باتت لا تستهوى أطفال هذه الأيام
هذا الجيل من أطفال السوشيال ميديا له حواديته الخاصة وألعابه الإلكترونية ولا مكان لكم ولا لألعابكم بينهم.. اللهم إلا أنهم مضطرين أن يأخذوكم على قدر عقولكم الفسفس الغارقة فى المناخوليا فقط لكونكم أصبحتم آبائهم وأمهاتهم فى غفلة من الزمن
ونحن هنا خلف أسوار سرايتنا الصفراء بالعباسية نضرب كفا بكف عندما نكتشف يوما بعد يوم أن ألعاب الأطفال خارج سرايتنا باتت تؤدى إلى الموت.. الأطفال وصلوا لمرحلة أنهم يُحضرون أرواح الموتى.. وآخر أوليائهم الصالحين هو الشيخ "تشارلى" المرعب الذى مات قديما وهو فى نفس أعمارهم.. يستحضرون روحه كى يحكى لهم عن سذاجة وتفاهة أجيالكم القديمة الذين أصبحوا آباء لهم رغما عنهم وفى ظروف غامضة.. يستحضرون روحه لكى يحكى لهم عن أجيال كانوا ينامون على حكايات أمنا الغولة.. يستحضرون روحه كى يضحكون ويتهامسون عليكم أنتم أبناء الأجيال الغبراء الذين ابتلوا بهم كى يقولون لهم هذا صح وهذا غلط بينما هم بالنسبة لهم عايشين فى البلالا
منتهى المناخوليا السوشيالية التيكتوكية الفيسبوكية التى حلت على أبنائنا ونحن عنهم غائبون أو مغيبون.. فهذه لعبة للأطفال أدت إلى إصابة أحدهم بالشلل.. وأخرى أودت بأحدهم للإنتحار.. وثالثة تسببت فى انتشار الفزع والرعب بإحدى مدارس إمبابة منذ أيام.. بينما أنتم غارقون فى السعى خلف لقمة العيش وتدخلون فى منافسة يومية مع التجار منهمكين فى متابعة أسعار السلع والعملات التى تتذايد على كاهلكم يوما بعد يوم والأبناء هم الضحايا
إنقذوا أبنائكم من ألعاب الموت قبل أن تقع الفأس فى الرأس.. لأنكم ساعتها لن تجدوا لكم ملجئًا سوى هنا بين جدران عنبر العقلاء داخل سور السرايا الصفراء بالعباسية.. لكنكم أبدا لن تجدوا بيننا من يسمعكم أو يربت على أكتافكم لأننا هنا لا نعبأ بما تعبئون.. ولأننا بكل بساطة لم نعد أسرى للتيك توك ولا نسعى خلف السوشيال ميديا التى جعلت كل من هم خارج سور العباسية مجرد مجموعات من المجانين!